وقوله : ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا يعني : الأنصار؛ أي : لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتيه المهاجرون ، قال : أي : لا يجدون في صدورهم من ذلك حسدا . الحسن
وقوله : ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة : قال : نزل هذا في أبو هريرة ورجل من الأنصار نزل به ثابت بن قيس ثابت ، يقال له : أبو المتوكل ، فلم يكن عند أبي المتوكل إلا قوته وقوت صبيته ، فقال لامرأته : أطفئي السراج ، ونومي الصبية ، وقدم ما كان عنده إلى ضيفه .
[ ص: 371 ] وقيل : إن فاعل ذلك أبو طلحة .
و (الخصاصة) : الحاجة التي تختل بها الحال ، وأصلها من (الاختصاص) ؛ وهو الانفراد بالأمر ، فـ (الخصاصة) : انفراد بالحاجة .
وقوله : ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون : (الشح) و (البخل) سواء ، وجعل بعض أهل اللغة (الشح) أشد من (البخل) ، والمراد بالآية : الشح بالزكاة ، وما ليس بفرض؛ من صلة ذوي الأرحام ، والضيافة ، وما شاكل ذلك ، فليس بشحيح ولا بخيل من أنفق في ذلك وإن أمسك عن نفسه ، فمن وسع على نفسه ، ولم ينفق في ما ذكرناه من الزكوات والطاعات؛ فلم يوق شح نفسه .
وقال لرجل شكا إليه أنه ما يقدر أن يعطي شيئا : ليس هذا بشح؛ إنما هو بخل ، وبئس الشيء البخل ، وإنما الشح أن تأخذ مال أخيك بغير حق . ابن مسعود
: (البخل) : أن يبخل الإنسان بما في يديه ، و (الشح) : أن يشح بما [ ص: 372 ] في أيدي الناس ، يحب أن يكون له ما في أيديهم بالحل والحرام ، ولا يقنع . طاووس
: (الشح) : منع الزكاة ، وادخار الحرام . ابن جبير
والذين جاءوا من بعدهم : معطوف على {للفقراء} حسب ما تقدم ، وهذه الآية توجب أن ، روي ذلك عن من سب أحدا من السلف أو اعتقد فيه شرا؛ أنه لا حق له في الفيء رضي الله عنه ، وغيره . مالك