ومن آياته البحار العميقة المكتنفة لأقطار الأرض التي هي قطع من البحر الأعظم المحيط بجميع الأرض ، حتى إن جميع المكشوف من البوادي والجبال والأرض ، بالإضافة إلى الماء كجزيرة صغيرة في بحر عظيم ، وبقية الأرض مستورة بالماء ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الأرض في البحر كالإصطبل في الأرض " فانسب إصطبلا إلى جميع الأرض ، واعلم أن الأرض بالإضافة إلى البحر مثله .
وقد شاهدت عجائب الأرض وما فيها كما أن سعته أضعاف سعة الأرض ولعظم البحر كان فيه من الحيوانات العظام ما ترى ظهورها في البحر فتظن أنها جزيرة فينزل الركاب عليها فربما تحس بالنيران إذا اشتعلت فتتحرك ويعلم أنها حيوان وما من صنف من أصناف حيوان البر من فرس أو طير أو بقر أو إنسان إلا وفي البحر أمثاله وأضعافه وفيه أجناس لا يعهد لها نظير في البر ، وقد ذكرت أوصافها في مجلدات ، وجمعها أقوام عنوا بركوب البحر وجمع عجائبه . فتأمل الآن عجائب البحر ، فإن عجائب ما فيه من الحيوان والجواهر أضعاف عجائب ما تشاهده على وجه الأرض ،
ثم انظر كيف خلق الله اللؤلؤ ودوره في صدفه تحت الماء وإنما هو نبات على هيئة شجر ينبت من الحجر ثم تأمل ما عداه من العنبر وأصناف النفائس التي يقذفها البحر وتستخرج منه . وانظر كيف أنبت المرجان من صم الصخور تحت الماء ،