[ ص: 239 ] ( ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون ( 43 ) ) .
يخبر تعالى عما أنعم به على عبده ورسوله موسى الكليم ، عليه من ربه الصلاة والتسليم ، من إنزال التوراة عليه بعدما أهلك فرعون وملأه .
وقوله : ( من بعد ما أهلكنا القرون الأولى ) يعني : أنه بعد إنزال التوراة لم يعذب أمة بعامة ، بل أمر المؤمنين أن يقاتلوا أعداء الله من المشركين ، كما قال : ( وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية ) [ الحاقة : 9 ، 10 ] .
وقال ابن جرير : حدثنا ابن بشار ، حدثنا محمد وعبد الوهاب قالا : حدثنا عوف ، عن ، عن أبي نضرة قال : ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض بعدما أنزلت التوراة على وجه الأرض ، غير القرية التي مسخوا قردة ، ألم تر أن الله يقول : ( أبي سعيد الخدري ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى ) .
ورواه ابن أبي حاتم ، من حديث ، بنحوه . وهكذا رواه عوف بن أبي جميلة الأعرابي في مسنده ، عن أبو بكر البزار عمرو بن علي الفلاس ، عن ، عن يحيى القطان عوف ، عن ، عن أبي نضرة أبي سعيد موقوفا . ثم رواه عن نصر بن علي ، عن عبد الأعلى ، عن عوف ، عن ، عن أبي نضرة أبي سعيد - رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : موسى " ، ثم قرأ : ( ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض إلا قبل ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى ) .
وقوله : ( بصائر للناس ) أي : من العمى والغي ، ( وهدى ) إلى الحق ، ( ورحمة ) أي : إرشادا إلى الأعمال الصالحة ، ( لعلهم يتذكرون ) أي : لعل الناس يتذكرون به ، ويهتدون بسببه .