[ ص: 481 ] تفسير سورة ويل لكل همزة لمزة وهي مكية . 
بسم الله الرحمن الرحيم 
( ويل لكل همزة لمزة    ( 1 ) الذي جمع مالا وعدده   ( 2 ) يحسب أن ماله أخلده   ( 3 ) كلا لينبذن في الحطمة   ( 4 ) وما أدراك ما الحطمة   ( 5 ) نار الله الموقدة   ( 6 ) التي تطلع على الأفئدة   ( 7 ) إنها عليهم مؤصدة   ( 8 ) في عمد ممددة   ( 9 ) ) 
الهماز : بالقول ، واللماز : بالفعل . يعني : يزدري بالناس وينتقص بهم . وقد تقدم بيان ذلك في قوله : ( هماز مشاء بنميم   ) [ القلم : 11 ] . 
قال ابن عباس   : ( همزة لمزة   ) طعان معياب  . وقال الربيع بن أنس   : الهمزة ، يهمزه في وجه ، واللمزة من خلفه  . وقال قتادة   : يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه ، ويأكل لحوم الناس ، ويطعن عليهم . 
وقال مجاهد   : الهمزة : باليد والعين ، واللمزة : باللسان   . وهكذا قال ابن زيد   . وقال مالك  ، عن  زيد بن أسلم   : همزة : لحوم الناس . 
ثم قال بعضهم : المراد بذلك الأخنس بن شريق   . وقيل غيره . وقال مجاهد   : هي عامة . 
وقوله : ( الذي جمع مالا وعدده   ) أي : جمعه بعضه على بعض ، وأحصى عدده كقوله : ( وجمع فأوعى   ) [ المعارج : 18 ] قاله  السدي   وابن جرير   . 
وقال محمد بن كعب  في قوله : ( جمع مالا وعدده    ) ألهاه ماله بالنهار ، هذا إلى هذا ، فإذا كان الليل ، نام كأنه جيفة  . 
وقوله : ( يحسب أن ماله أخلده   ) أي : يظن أن جمعه المال يخلده في هذه الدار ؟ ( كلا ) أي : ليس الأمر كما زعم ولا كما حسب . ثم قال تعالى : ( لينبذن في الحطمة   ) أي : ليلقين هذا الذي جمع مالا فعدده في الحطمة  وهي اسم من أسماء النار صفة ; لأنها تحطم من فيها . 
ولهذا قال :  ( وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة   ) قال ثابت البناني   : تحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياء ، ثم يقول : لقد بلغ منهم العذاب ، ثم يبكي  . 
 [ ص: 482 ] 
وقال محمد بن كعب   : تأكل كل شيء من جسده  ، حتى إذا بلغت فؤاده حذو حلقه ترجع على جسده . 
وقوله : ( إنها عليهم مؤصدة   ) أي : مطبقة كما تقدم تفسيره في سورة البلد . 
وقال ابن مردويه   : حدثنا عبد الله بن محمد  ، حدثنا علي بن سراج  ، حدثنا  عثمان بن خرزاذ  ، حدثنا شجاع بن أشرس  ، حدثنا شريك  ، عن عاصم  ، عن أبي صالح  عن  أبي هريرة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنها عليهم مؤصدة   ) قال : " مطبقة "  . 
وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة  ، عن عبد الله بن أسيد  ، عن إسماعيل بن خالد  ، عن أبي صالح  ، قوله ، ولم يرفعه . 
 ( في عمد ممددة   ) قال عطية العوفي   : عمد من حديد  . وقال  السدي   : من نار . وقال شبيب بن بشر  ، عن عكرمة  عن ابن عباس   : ( في عمد ممددة   ) يعني : الأبواب هي الممدوة   . 
وقال قتادة  في قراءة  عبد الله بن مسعود   : إنها عليهم مؤصدة بعمد ممدة . 
وقال العوفي  ، عن ابن عباس   : أدخلهم في عمد فمدت عليهم بعماد ، وفي أعناقهم السلاسل فسدت بها الأبواب . 
وقال قتادة   : كنا نحدث أنهم يعذبون بعمد في النار . واختاره ابن جرير   . 
وقال أبو صالح   : ( في عمد ممددة   ) يعني القيود الطوال  . آخر تفسير سورة " ويل لكل همزة لمزة " 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					