( وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال ياقوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين    ( 36 ) فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين   ( 37 ) ) . 
يخبر تعالى عن عبده ورسوله شعيب  عليه السلام ، أنه أنذر قومه أهل مدين ،  فأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له ، وأن يخافوا بأس الله ونقمته وسطوته يوم القيامة ، فقال : ( يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر   ) . 
. قال ابن جرير   : قال بعضهم : معناه : واخشوا اليوم الآخر ، وهذا كقوله تعالى : ( لمن كان يرجو الله واليوم الآخر   ) [ الممتحنة : 6 ] . 
ثم نهاهم عن العيث في الأرض بالفساد ، وهو السعي فيها والبغي على أهلها ، وذلك أنهم كانوا ينقصون المكيال والميزان ، ويقطعون الطريق على الناس ، هذا مع كفرهم بالله ورسوله ، فأهلكهم الله  [ ص: 278 ] برجفة عظيمة زلزلت عليهم بلادهم ، وصيحة أخرجت القلوب من حناجرها . وعذاب يوم الظلة الذي أزهق الأرواح من مستقرها ، إنه كان عذاب يوم عظيم . وقد تقدمت قصتهم مبسوطة في سورة " الأعراف ، وهود ، والشعراء " . 
وقوله : ( فأصبحوا في دارهم جاثمين   ) ، قال قتادة   : ميتين . وقال غيره : قد ألقي بعضهم على بعض . 
				
						
						
