(
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=52nindex.php?page=treesubj&link=29001_30554_32028فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين ( 52 )
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=53وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ( 53 ) ) .
يقول تعالى : كما أنك ليس في قدرتك أن تسمع الأموات في أجداثها ، ولا تبلغ كلامك الصم الذين لا يسمعون ، وهم مع ذلك مدبرون عنك ، كذلك لا تقدر على هداية العميان عن الحق ، وردهم عن ضلالتهم ، بل ذلك إلى الله تعالى ، فإنه بقدرته يسمع الأموات أصوات الأحياء إذا شاء ، ويهدي من يشاء ، ويضل من يشاء ، وليس ذلك لأحد سواه; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=53إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ) أي : خاضعون مستجيبون مطيعون ، فأولئك هم الذين يستمعون الحق ويتبعونه ، وهذا حال المؤمنين ، والأول مثل الكافرين ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=36إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون ) [ الأنعام : 36 ] .
وقد استدلت أم المؤمنين
عائشة ، رضي الله عنها ، بهذه الآية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=80إنك لا تسمع الموتى ) ، على توهيم
عبد الله بن عمر في روايته مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم القتلى الذين ألقوا في قليب بدر ، بعد ثلاثة أيام ، ومعاتبته إياهم وتقريعه لهم ، حتى قال له
عمر : يا رسول الله ، ما تخاطب من قوم قد جيفوا ؟ فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822419 " والذي نفسي بيده ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكن لا يجيبون " . وتأولته
عائشة على أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822420 " إنهم الآن ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق " .
وقال
قتادة : أحياهم الله له حتى سمعوا مقالته تقريعا وتوبيخا ونقمة .
[ ص: 325 ] والصحيح عند العلماء رواية
ابن عمر ، لما لها من الشواهد على صحتها من وجوه كثيرة ، من أشهر ذلك ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر مصححا [ له ] ، عن
ابن عباس مرفوعا :
" ما من أحد يمر بقبر أخيه المسلم ، كان يعرفه في الدنيا ، فيسلم عليه ، إلا رد الله عليه روحه ، حتى يرد عليه السلام " .
[ وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له ، إذا انصرفوا عنه ، وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلم : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ، ولولا هذا الخطاب لكانوا بمنزلة خطاب المعدوم والجماد ، والسلف مجمعون على هذا ، وقد تواترت الآثار عنهم بأن
nindex.php?page=treesubj&link=29664_29666_29665الميت يعرف بزيارة الحي له ويستبشر ، فروى
ابن أبي الدنيا في كتاب القبور عن
عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده ، إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم " .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : إذا مر رجل بقبر يعرفه فسلم عليه ، رد عليه السلام .
وروى
ابن أبي الدنيا بإسناده عن رجل من آل
عاصم الجحدري قال : رأيت
عاصما الجحدري في منامي بعد موته بسنتين ، فقلت : أليس قد مت ؟ قال : بلى ، قلت : فأين أنت ؟ قال : أنا - والله - في روضة من رياض الجنة ، أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر بن عبد الله المزني ، فنتلقى أخباركم . قال : قلت : أجسامكم أم أرواحكم ؟ قال : هيهات! قد بليت الأجسام ، وإنما تتلاقى الأرواح ، قال : قلت : فهل تعلمون بزيارتنا إياكم ؟ قال : نعلم بها عشية الجمعة ويوم الجمعة كله ويوم السبت إلى طلوع الشمس ، قال : قلت : فكيف ذلك دون الأيام كلها ؟ قال : لفضل يوم الجمعة وعظمته .
قال : وحدثنا
محمد بن الحسين ، ثنا
بكر بن محمد ، ثنا
حسن القصاب قال : كنت أغدو مع
محمد بن واسع في كل غداة سبت حتى نأتي أهل الجبان ، فنقف على القبور فنسلم عليهم ، وندعو لهم ثم ننصرف ، فقلت ذات يوم : لو صيرت هذا اليوم يوم الاثنين ؟ قال : بلغني أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبلها ويوما بعدها . قال : ثنا
محمد ، ثنا
عبد العزيز بن أبان قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري قال : بلغني عن
الضحاك أنه قال : من
nindex.php?page=treesubj&link=29665زار قبرا يوم السبت قبل طلوع الشمس علم الميت بزيارته ، فقيل له : وكيف ذلك ؟ قال : لمكان يوم الجمعة .
حدثنا
خالد بن خداش ، ثنا
جعفر بن سليمان ، عن
أبي التياح يقول : كان
مطرف يغدو ، فإذا كان يوم الجمعة أدلج . قال : وسمعت
أبا التياح يقول : بلغنا أنه كان ينزل بغوطة ، فأقبل ليلة حتى إذا كان عند المقابر يقوم وهو على فرسه ، فرأى أهل القبور كل صاحب قبر جالسا على قبره ، فقالوا : هذا
مطرف يأتي الجمعة ويصلون عندكم يوم الجمعة ؟ قالوا : نعم ، ونعلم ما يقول فيه الطير . قلت : وما يقولون ؟ قال : يقولون سلام عليكم; حدثني
محمد بن الحسن ، ثنا
يحيى بن أبي بكر ،
[ ص: 326 ] ثنا
الفضل بن الموفق ابن خال
سفيان بن عيينة قال : لما مات أبي جزعت عليه جزعا شديدا ، فكنت آتي قبره في كل يوم ، ثم قصرت عن ذلك ما شاء الله ، ثم إني أتيته يوما ، فبينا أنا جالس عند القبر غلبتني عيناي فنمت ، فرأيت كأن قبر أبي قد انفرج ، وكأنه قاعد في قبره متوشح أكفانه ، عليه سحنة الموتى ، قال : فكأني بكيت لما رأيته . قال : يا بني ، ما أبطأ بك عني ؟ قلت : وإنك لتعلم بمجيئي ؟ قال : ما جئت مرة إلا علمتها ، وقد كنت تأتيني فأسر بك ويسر من حولي بدعائك ، قال : فكنت آتيه بعد ذلك كثيرا .
حدثني
محمد ، حدثنا
يحيى بن بسطام ، ثنا
عثمان بن سويد الطفاوي قال : وكانت أمه من العابدات ، وكان يقال لها : راهبة ، قال : لما احتضرت رفعت رأسها إلى السماء فقالت : يا ذخري وذخيرتي من عليه اعتمادي في حياتي وبعد موتي ، لا تخذلني عند الموت ولا توحشني . قال : فماتت . فكنت آتيها في كل جمعة فأدعو لها وأستغفر لها ولأهل القبور ، فرأيتها ذات يوم في منامي ، فقلت لها : يا أمي ، كيف أنت ؟ قالت : أي بني ، إن للموت لكربة شديدة ، وإني بحمد الله لفي برزخ محمود يفرش فيه الريحان ، ونتوسد السندس والإستبرق إلى يوم النشور ، فقلت لها : ألك حاجة ؟ قالت : نعم ، قلت : وما هي ؟ قالت : لا تدع ما كنت تصنع من زياراتنا والدعاء لنا ، فإني لأبشر بمجيئك يوم الجمعة إذا أقبلت من أهلك ، يقال لي : يا راهبة ، هذا ابنك ، قد أقبل ، فأسر ويسر بذلك من حولي من الأموات .
حدثني
محمد ، حدثنا
محمد بن عبد العزيز بن سليمان ، حدثنا
بشر بن منصور قال : لما كان زمن الطاعون كان رجل يختلف إلى الجبان ، فيشهد الصلاة على الجنائز ، فإذا أمسى وقف على المقابر فقال : آنس الله وحشتكم ، ورحم غربتكم ، وتجاوز عن مسيئكم ، وقبل حسناتكم ، لا يزيد على هؤلاء الكلمات ، قال : فأمسيت ذات ليلة وانصرفت إلى أهلي ولم آت المقابر فأدعو كما كنت أدعو ، قال : فبينا أنا نائم إذا بخلق قد جاءوني ، فقلت : ما أنتم وما حاجتكم ؟ قالوا : نحن أهل المقابر ، قلت : ما حاجتكم ؟ قالوا : إنك عودتنا منك هدية عند انصرافك إلى أهلك ، قلت : وما هي ؟ قالوا : الدعوات التي كنت تدعو بها ، قال : قلت فإني أعود لذلك ، قال : فما تركتها بعد .
وأبلغ من ذلك أن
nindex.php?page=treesubj&link=29664الميت يعلم بعمل الحي من أقاربه وإخوانه . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد ، عن
إبراهيم ، عن
أيوب قال : تعرض أعمال الأحياء على الموتى ، فإذا رأوا حسنا فرحوا واستبشروا وإن رأوا سوءا قالوا : اللهم راجع به .
وذكر
ابن أبي الدنيا عن
أحمد بن أبي الحوارى قال : ثنا
محمد أخي قال : دخل
عباد بن عباد على
إبراهيم بن صالح وهو على
فلسطين فقال : عظني ، قال : بم أعظك ، أصلحك الله ؟ بلغني أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى ، فانظر ما يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملك ، فبكى
إبراهيم حتى أخضل لحيته . قال
ابن أبي الدنيا : وحدثني
محمد بن الحسين ، ثنا
خالد بن عمرو الأموي ، ثنا
صدقة بن سليمان الجعفري قال : كانت لي شرة سمجة ، فمات أبي فتبت وندمت على ما فرطت ، ثم زللت أيما زلة ، فرأيت أبي في المنام ، فقال : أي بني ، ما كان أشد فرحي بك
[ ص: 327 ] وأعمالك تعرض علينا ، فنشبهها بأعمال الصالحين ، فلما كانت هذه المرة استحييت لذلك حياء شديدا ، فلا تخزني فيمن حولي من الأموات ، قال : فكنت أسمعه بعد ذلك يقول في دعائه في السحر ، وكان جارا لي
بالكوفة : أسألك إيابة لا رجعة فيها ولا حور ، يا مصلح الصالحين ، ويا هادي المضلين ، ويا أرحم الراحمين .
وهذا باب فيه آثار كثيرة عن الصحابة . وكان بعض
الأنصار من أقارب
عبد الله بن رواحة يقول : اللهم إني أعوذ بك من عمل أخزى به عند
عبد الله بن رواحة ، كان يقول ذلك بعد أن استشهد
عبد الله .
وقد شرع
nindex.php?page=treesubj&link=2321السلام على الموتى ، والسلام على من لم يشعر ولا يعلم بالمسلم محال ، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته إذا رأوا القبور أن يقولوا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=825871 " سلام عليكم أهل الديار من المؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين ، نسأل الله لنا ولكم العافية " ، فهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويرد ، وإن لم يسمع المسلم الرد ، والله أعلم ] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=52nindex.php?page=treesubj&link=29001_30554_32028فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ( 52 )
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=53وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ( 53 ) ) .
يَقُولُ تَعَالَى : كَمَا أَنَّكَ لَيْسَ فِي قُدْرَتِكَ أَنْ تُسْمِعَ الْأَمْوَاتَ فِي أَجْدَاثِهَا ، وَلَا تُبْلِغَ كَلَامَكَ الصُّمَّ الَّذِينَ لَا يَسْمَعُونَ ، وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ مُدْبِرُونَ عَنْكَ ، كَذَلِكَ لَا تَقْدِرُ عَلَى هِدَايَةِ الْعُمْيَانِ عَنِ الْحَقِّ ، وَرَدِّهِمْ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ ، بَلْ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، فَإِنَّهُ بِقُدْرَتِهِ يُسْمِعُ الْأَمْوَاتَ أَصْوَاتَ الْأَحْيَاءِ إِذَا شَاءَ ، وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ، وَيُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ سِوَاهُ; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=53إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ) أَيْ : خَاضِعُونَ مُسْتَجِيبُونَ مُطِيعُونَ ، فَأُولَئِكَ هُمُ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْحَقَّ وَيَتْبَعُونَهُ ، وَهَذَا حَالُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالْأَوَّلُ مَثَلُ الْكَافِرِينَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=36إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) [ الْأَنْعَامِ : 36 ] .
وَقَدِ اسْتَدَلَّتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ
عَائِشَةُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، بِهَذِهِ الْآيَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=80إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ) ، عَلَى تَوْهِيمِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي رِوَايَتِهِ مُخَاطَبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَتْلَى الَّذِينَ أُلْقُوا فِي قَلِيبِ بَدْرٍ ، بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، وَمُعَاتَبَتَهُ إِيَّاهُمْ وَتَقْرِيعَهُ لَهُمْ ، حَتَّى قَالَ لَهُ
عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا تُخَاطِبُ مِنْ قَوْمٍ قَدْ جُيِّفُوا ؟ فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822419 " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ ، وَلَكِنْ لَا يُجِيبُونَ " . وَتَأَوَّلَتْهُ
عَائِشَةُ عَلَى أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822420 " إِنَّهُمُ الْآنَ لَيَعْلَمُونِ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ " .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : أَحْيَاهُمُ اللَّهُ لَهُ حَتَّى سَمِعُوا مَقَالَتَهُ تَقْرِيعًا وَتَوْبِيخًا وَنِقْمَةً .
[ ص: 325 ] وَالصَّحِيحُ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ رِوَايَةُ
ابْنِ عُمَرَ ، لِمَا لَهَا مِنَ الشَّوَاهِدِ عَلَى صِحَّتِهَا مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ ، مِنْ أَشْهَرِ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ مُصَحِّحًا [ لَهُ ] ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا :
" مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ، كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا ، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ ، إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ ، حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ " .
[ وَثَبَتَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْمَيِّتَ يَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِ الْمُشَيِّعِينَ لَهُ ، إِذَا انْصَرَفُوا عَنْهُ ، وَقَدْ شَرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمَّتِهِ إِذَا سَلَّمُوا عَلَى أَهْلِ الْقُبُورِ أَنْ يُسَلِّمُوا عَلَيْهِمْ سَلَامَ مَنْ يُخَاطِبُونَهُ فَيَقُولُ الْمُسْلِمُ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، وَهَذَا خِطَابٌ لِمَنْ يَسْمَعُ وَيَعْقِلُ ، وَلَوْلَا هَذَا الْخِطَابُ لَكَانُوا بِمَنْزِلَةِ خِطَابِ الْمَعْدُومِ وَالْجَمَادِ ، وَالسَّلَفُ مُجْمِعُونَ عَلَى هَذَا ، وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الْآثَارُ عَنْهُمْ بِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29664_29666_29665الْمَيِّتَ يَعْرِفُ بِزِيَارَةِ الْحَيِّ لَهُ وَيَسْتَبْشِرُ ، فَرَوَى
ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ الْقُبُورِ عَنْ
عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" مَا مِنْ رَجُلٍ يَزُورُ قَبْرَ أَخِيهِ وَيَجْلِسُ عِنْدَهُ ، إِلَّا اسْتَأْنَسَ بِهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ حَتَّى يَقُومَ " .
وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِذَا مَرَّ رَجُلٌ بِقَبْرٍ يَعْرِفُهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ .
وَرَوَى
ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا بِإِسْنَادِهِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ
عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ قَالَ : رَأَيْتُ
عَاصِمًا الْجَحْدَرَيَّ فِي مَنَامِي بَعْدَ مَوْتِهِ بِسَنَتَيْنِ ، فَقُلْتُ : أَلَيْسَ قَدْ مِتَّ ؟ قَالَ : بَلَى ، قُلْتُ : فَأَيْنَ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا - وَاللَّهِ - فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، أَنَا وَنَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِي نَجْتَمِعُ كُلَّ لَيْلَةِ جُمْعَةٍ وَصَبِيحَتِهَا إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15558بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ ، فَنَتَلَقَّى أَخْبَارَكُمْ . قَالَ : قُلْتُ : أَجْسَامُكُمْ أَمْ أَرْوَاحُكُمْ ؟ قَالَ : هَيْهَاتَ! قَدْ بَلِيَتِ الْأَجْسَامُ ، وَإِنَّمَا تَتَلَاقَى الْأَرْوَاحُ ، قَالَ : قُلْتُ : فَهَلْ تَعْلَمُونَ بِزِيَارَتِنَا إِيَّاكُمْ ؟ قَالَ : نَعْلَمُ بِهَا عَشِيَّةَ الْجُمْعَةِ وَيَوْمَ الْجُمْعَةِ كُلَّهُ وَيَوْمَ السَّبْتِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ ، قَالَ : قُلْتُ : فَكَيْفَ ذَلِكَ دُونَ الْأَيَّامِ كُلِّهَا ؟ قَالَ : لِفَضْلِ يَوْمِ الْجُمْعَةِ وَعَظْمَتِهِ .
قَالَ : وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثَنَا
بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا
حَسَنٌ الْقَصَّابُ قَالَ : كُنْتُ أَغْدُو مَعَ
مُحَمَّدِ بْنِ وَاسْعٍ فِي كُلِّ غَدَاةِ سَبْتٍ حَتَّى نَأْتِيَ أَهْلَ الْجَبَّانِ ، فَنَقِفُ عَلَى الْقُبُورِ فَنُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ ، وَنَدْعُو لَهُمْ ثُمَّ نَنْصَرِفُ ، فَقُلْتُ ذَاتَ يَوْمٍ : لَوْ صَيَّرْتُ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ؟ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ الْمَوْتَى يَعْلَمُونَ بِزُوَّارِهِمْ يَوْمَ الْجُمْعَةِ وَيَوْمًا قَبْلَهَا وَيَوْمًا بَعْدَهَا . قَالَ : ثَنَا
مُحَمَّدٌ ، ثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ : بَلَغَنِي عَنِ
الضَّحَّاكِ أَنَّهُ قَالَ : مَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29665زَارَ قَبْرًا يَوْمَ السَّبْتِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ عَلِمَ الْمَيِّتُ بِزِيَارَتِهِ ، فَقِيلَ لَهُ : وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : لِمَكَانِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ .
حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، ثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
أَبِي التَّيَّاحِ يَقُولُ : كَانَ
مُطَرَّفٌ يَغْدُو ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمْعَةِ أَدْلَجَ . قَالَ : وَسَمِعْتُ
أَبَا الْتَّيَّاحِ يَقُولُ : بَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يَنْزِلُ بِغَوْطَةٍ ، فَأَقْبَلَ لَيْلَةً حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الْمَقَابِرِ يَقُومُ وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ ، فَرَأَى أَهْلَ الْقُبُورِ كُلَّ صَاحِبِ قَبْرٍ جَالِسًا عَلَى قَبْرِهِ ، فَقَالُوا : هَذَا
مُطَرِّفٌ يَأْتِي الْجُمْعَةِ وَيُصَلُّونَ عِنْدَكُمْ يَوْمَ الْجُمْعَةِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، وَنَعْلَمُ مَا يَقُولُ فِيهِ الطَّيْرُ . قُلْتُ : وَمَا يَقُولُونَ ؟ قَالَ : يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ; حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ ،
[ ص: 326 ] ثَنَا
الْفَضْلُ بْنُ الْمُوَفَّقِ ابْنُ خَالِ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ : لَمَّا مَاتَ أَبِي جَزِعْتُ عَلَيْهِ جَزَعًا شَدِيدًا ، فَكُنْتُ آتِي قَبْرَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ ، ثُمَّ قَصَّرْتُ عَنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ إِنِّي أَتَيْتُهُ يَوْمًا ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ الْقَبْرِ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَنِمْتُ ، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ قَبْرَ أَبِي قَدِ انْفَرَجَ ، وَكَأَنَّهُ قَاعِدٌ فِي قَبْرِهِ مُتَوَشِّحٌ أَكْفَانَهُ ، عَلَيْهِ سِحْنَةُ الْمَوْتَى ، قَالَ : فَكَأَنِّي بَكَيْتُ لَمَّا رَأَيْتُهُ . قَالَ : يَا بُنَيَّ ، مَا أَبْطَأَ بِكَ عَنِّي ؟ قُلْتُ : وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ بِمَجِيئِي ؟ قَالَ : مَا جِئْتَ مَرَّةً إِلَّا عَلِمْتُهَا ، وَقَدْ كُنْتَ تَأْتِينِي فَأُسَرُّ بِكَ وَيُسَرُّ مِنْ حَوْلِي بِدُعَائِكَ ، قَالَ : فَكُنْتُ آتِيهِ بَعْدَ ذَلِكَ كَثِيرًا .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ ، ثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ سُوَيْدٍ الطَّفَاوِيُّ قَالَ : وَكَانَتْ أُمُّهُ مِنَ الْعَابِدَاتِ ، وَكَانَ يُقَالُ لَهَا : رَاهِبَةٌ ، قَالَ : لَمَّا احْتَضَرَتْ رَفَعَتْ رَأْسَهَا إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَتْ : يَا ذُخْرِي وَذَخِيرَتِي مَنْ عَلَيْهِ اعْتِمَادِي فِي حَيَاتِي وَبَعْدَ مَوْتِي ، لَا تَخْذُلْنِي عِنْدَ الْمَوْتِ وَلَا تُوحِشْنِي . قَالَ : فَمَاتَتْ . فَكُنْتُ آتِيهَا فِي كُلِّ جُمْعَةٍ فَأَدْعُو لَهَا وَأَسْتَغْفِرُ لَهَا وَلِأَهْلِ الْقُبُورِ ، فَرَأَيْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَنَامِي ، فَقُلْتُ لَهَا : يَا أُمِّي ، كَيْفَ أَنْتِ ؟ قَالَتْ : أَيْ بُنِيَّ ، إِنَّ لِلْمَوْتِ لَكُرْبَةً شَدِيدَةً ، وَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ لَفِي بَرْزَخٍ مَحْمُودٍ يُفْرَشُ فِيهِ الرَّيْحَانُ ، وَنَتَوَسَّدُ السُّنْدُسَ وَالْإِسْتَبْرَقَ إِلَى يَوْمِ النُّشُورِ ، فَقُلْتُ لَهَا : أَلِكِ حَاجَةٌ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، قُلْتُ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَتْ : لَا تَدَعْ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ مِنْ زِيَارَاتِنَا وَالدُّعَاءِ لَنَا ، فَإِنِّي لَأُبَشَّرُ بِمَجِيئِكَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ إِذَا أَقْبَلْتَ مِنْ أَهْلِكَ ، يُقَالُ لِي : يَا رَاهِبَةُ ، هَذَا ابْنُكِ ، قَدْ أَقْبَلَ ، فَأُسَرَّ وَيُسَرُّ بِذَلِكَ مَنْ حَوْلِي مِنَ الْأَمْوَاتِ .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ : لَمَّا كَانَ زَمَنُ الطَّاعُونِ كَانَ رَجُلٌ يَخْتَلِفُ إِلَى الْجَبَّانِ ، فَيَشْهَدُ الصَّلَاةَ عَلَى الْجَنَائِزِ ، فَإِذَا أَمْسَى وَقَفَ عَلَى الْمَقَابِرِ فَقَالَ : آنَسَ اللَّهُ وَحْشَتَكُمْ ، وَرَحِمَ غُرْبَتَكُمْ ، وَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِكُمْ ، وَقَبِلَ حَسَنَاتِكُمْ ، لَا يَزِيدُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ ، قَالَ : فَأَمْسَيْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَانْصَرَفْتُ إِلَى أَهْلِي وَلَمْ آتِ الْمَقَابِرَ فَأَدْعُو كَمَا كُنْتُ أَدْعُو ، قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذَا بِخَلْقٍ قَدْ جَاءُونِي ، فَقُلْتُ : مَا أَنْتُمْ وَمَا حَاجَتُكُمْ ؟ قَالُوا : نَحْنُ أَهْلُ الْمَقَابِرِ ، قُلْتُ : مَا حَاجَتُكُمْ ؟ قَالُوا : إِنَّكَ عَوَّدْتَنَا مِنْكَ هَدِيَّةً عِنْدَ انْصِرَافِكَ إِلَى أَهْلِكَ ، قُلْتُ : وَمَا هِيَ ؟ قَالُوا : الدَّعَوَاتُ الَّتِي كُنْتَ تَدْعُو بِهَا ، قَالَ : قُلْتُ فَإِنِّي أَعُودُ لِذَلِكَ ، قَالَ : فَمَا تَرَكْتُهَا بَعْدُ .
وَأَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29664الْمَيِّتَ يَعْلَمُ بِعَمَلِ الْحَيِّ مِنْ أَقَارِبِهِ وَإِخْوَانِهِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16418عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
أَيُّوبَ قَالَ : تُعْرَضُ أَعْمَالُ الْأَحْيَاءِ عَلَى الْمَوْتَى ، فَإِذَا رَأَوْا حَسَنًا فَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا وَإِنْ رَأَوْا سُوءًا قَالُوا : اللَّهُمَّ رَاجِعْ بِهِ .
وَذَكَرَ
ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ
أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحُوَارَى قَالَ : ثَنَا
مُحَمَّدٌ أَخِي قَالَ : دَخَلَ
عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ وَهُوَ عَلَى
فِلَسْطِينَ فَقَالَ : عِظْنِي ، قَالَ : بِمَ أَعِظُكَ ، أَصْلَحَكَ اللَّهُ ؟ بَلَغَنِي أَنَّ أَعْمَالَ الْأَحْيَاءِ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِهِمْ مِنَ الْمَوْتَى ، فَانْظُرْ مَا يُعْرَضُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَمَلِكَ ، فَبَكَى
إِبْرَاهِيمُ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ . قَالَ
ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا : وَحَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثَنَا
خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو الْأُمَوِيُّ ، ثَنَا
صَدَقَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيُّ قَالَ : كَانَتْ لِي شِرَّةٌ سَمِجَةٌ ، فَمَاتَ أَبِي فَتُبْتُ وَنَدِمْتُ عَلَى مَا فَرَّطْتُ ، ثُمَّ زَلَلْتُ أَيُّمَا زَلَّةٍ ، فَرَأَيْتُ أَبِي فِي الْمَنَامِ ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ ، مَا كَانَ أَشَدَّ فَرَحِي بِكَ
[ ص: 327 ] وَأَعْمَالُكَ تُعْرَضُ عَلَيْنَا ، فَنُشَبِّهُهَا بِأَعْمَالِ الصَّالِحِينَ ، فَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الْمَرَّةُ اسْتَحْيَيْتُ لِذَلِكَ حَيَاءً شَدِيدًا ، فَلَا تُخْزِنِي فِيمَنْ حَوْلِي مِنَ الْأَمْوَاتِ ، قَالَ : فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ فِي السَّحَرِ ، وَكَانَ جَارًا لِي
بِالْكُوفَةِ : أَسْأَلُكَ إِيَابَةً لَا رَجْعَةَ فِيهَا وَلَا حَوْرَ ، يَا مُصْلِحَ الصَّالِحِينَ ، وَيَا هَادِيَ الْمُضِلِّينَ ، وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
وَهَذَا بَابٌ فِيهِ آثَارٌ كَثِيرَةٌ عَنِ الصَّحَابَةِ . وَكَانَ بَعْضُ
الْأَنْصَارِ مِنْ أَقَارِبِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَمَلٍ أَخْزَى بِهِ عِنْدَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ ، كَانَ يَقُولُ ذَلِكَ بَعْدَ أَنِ اسْتُشْهِدَ
عَبْدُ اللَّهِ .
وَقَدْ شُرِعَ
nindex.php?page=treesubj&link=2321السَّلَامُ عَلَى الْمَوْتَى ، وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَمْ يَشْعُرْ وَلَا يَعْلَمُ بِالْمُسْلِمِ مُحَالٌ ، وَقَدْ عَلِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ إِذَا رَأَوُا الْقُبُورَ أَنْ يَقُولُوا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=825871 " سَلَامٌ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ ، يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَمِنْكُمْ وَالْمُسْتَأْخِرِينَ ، نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ " ، فَهَذَا السَّلَامُ وَالْخِطَابُ وَالنِّدَاءُ لِمَوْجُودٍ يَسْمَعُ وَيُخَاطِبُ وَيَعْقِلُ وَيَرُدُّ ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعِ الْمُسْلِمُ الرَّدَّ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ] .