[ ص: 517 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29005قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ( 24 )
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=25قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون ( 25 )
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=26قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم ( 26 )
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=27قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم ( 27 ) ) .
يقول تعالى مقررا
nindex.php?page=treesubj&link=32413_28662تفرده بالخلق والرزق ، وانفراده بالإلهية أيضا ، فكما كانوا يعترفون بأنه لا يرزقهم من السماء والأرض - أي : بما ينزل من المطر وينبت من الزرع - إلا الله ، فكذلك فليعلموا أنه لا إله غيره .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=24وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) : هذا من باب اللف والنشر ، أي : واحد من الفريقين مبطل ، والآخر محق ، لا سبيل إلى أن تكونوا أنتم ونحن على الهدى أو على الضلال ، بل واحد منا مصيب ، ونحن قد أقمنا البرهان على التوحيد ، فدل على بطلان ما أنتم عليه من الشرك بالله; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=24وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) .
قال
قتادة : قد قال ذلك أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم للمشركين : والله ما نحن وإياكم على أمر واحد ، إن أحد الفريقين لمهتد .
وقال
عكرمة وزياد بن أبي مريم : معناه : إنا نحن لعلى هدى ، وإنكم لفي ضلال مبين .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=25قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون ) : معناه التبري منهم ، أي : لستم منا ولا نحن منكم ، بل ندعوكم إلى الله وإلى توحيده وإفراد العبادة له ، فإن أجبتم فأنتم منا ونحن منكم ، وإن كذبتم فنحن برآء منكم وأنتم برآء منا ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=41وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون ) [ يونس : 41 ] ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=1قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين ) [ سورة الكافرون ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=26قل يجمع بيننا ربنا ) أي : يوم القيامة ، يجمع [ بين ] الخلائق في صعيد واحد ، ثم يفتح بيننا بالحق ، أي : يحكم بيننا بالعدل ، فيجزي كل عامل بعمله ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر . وستعلمون يومئذ لمن العزة والنصرة والسعادة الأبدية ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=14ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون ) [ الروم : 14 - 16 ] ; ولهذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=26وهو الفتاح العليم ) أي : الحاكم العادل العالم بحقائق الأمور .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=27قل أروني الذين ألحقتم به شركاء ) أي : أروني هذه الآلهة التي جعلتموها لله أندادا وصيرتموها له عدلا . ) كلا ) أي : ليس له نظير ولا نديد ، ولا شريك ولا عديل ، ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=27بل هو الله ) : أي : الواحد الأحد الذي لا شريك له ) العزيز الحكيم ) أي : ذو العزة التي قد قهر
[ ص: 518 ] بها كل شيء ، وغلبت كل شيء ، الحكيم في أفعاله وأقواله ، وشرعه وقدره ، تعالى وتقدس .
[ ص: 517 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29005قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( 24 )
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=25قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( 25 )
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=26قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ( 26 )
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=27قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 27 ) ) .
يَقُولُ تَعَالَى مُقَرِّرًا
nindex.php?page=treesubj&link=32413_28662تَفَرُّدَهُ بِالْخَلْقِ وَالرِّزْقِ ، وَانْفِرَادَهُ بِالْإِلَهِيَّةِ أَيْضًا ، فَكَمَا كَانُوا يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُ لَا يَرْزُقُهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَيْ : بِمَا يُنْزِلُ مِنَ الْمَطَرِ وَيُنْبِتُ مِنَ الزَّرْعِ - إِلَّا اللَّهُ ، فَكَذَلِكَ فَلْيَعْلَمُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ غَيْرَهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=24وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) : هَذَا مِنْ بَابِ اللَّفِّ وَالنَّشْرِ ، أَيْ : وَاحِدٌ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ مُبْطِلٌ ، وَالْآخَرُ مُحِقٌّ ، لَا سَبِيلَ إِلَى أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ وَنَحْنُ عَلَى الْهُدَى أَوْ عَلَى الضَّلَالِ ، بَلْ وَاحِدٌ مِنَّا مُصِيبٌ ، وَنَحْنُ قَدْ أَقَمْنَا الْبُرْهَانَ عَلَى التَّوْحِيدِ ، فَدَلَّ عَلَى بُطْلَانِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=24وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) .
قَالَ
قَتَادَةُ : قَدْ قَالَ ذَلِكَ أَصْحَابُ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُشْرِكِينَ : وَاللَّهِ مَا نَحْنُ وَإِيَّاكُمْ عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ ، إِنَّ أَحَدَ الْفَرِيقَيْنِ لَمُهْتَدٍ .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ وَزِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ : مَعْنَاهُ : إِنَّا نَحْنُ لَعَلَى هُدًى ، وَإِنَّكُمْ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=25قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) : مَعْنَاهُ التَّبَرِّي مِنْهُمْ ، أَيْ : لَسْتُمْ مِنَّا وَلَا نَحْنُ مِنْكُمْ ، بَلْ نَدْعُوكُمْ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى تَوْحِيدِهِ وَإِفْرَادِ الْعِبَادَةِ لَهُ ، فَإِنْ أَجَبْتُمْ فَأَنْتُمْ مِنَّا وَنَحْنُ مِنْكُمْ ، وَإِنْ كَذَّبْتُمْ فَنَحْنُ بُرَآءُ مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ بُرَآءُ مِنَّا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=41وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ) [ يُونُسَ : 41 ] ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=1قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) [ سُورَةُ الْكَافِرُونَ ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=26قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ) أَيْ : يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَجْمَعُ [ بَيْنَ ] الْخَلَائِقِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ ، أَيْ : يَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ ، فَيَجْزِي كُلَّ عَامِلٍ بِعَمَلِهِ ، إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ . وَسَتَعْلَمُونَ يَوْمَئِذٍ لِمَنِ الْعِزَّةُ وَالنُّصْرَةُ وَالسَّعَادَةُ الْأَبَدِيَّةُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=14وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ) [ الرُّومِ : 14 - 16 ] ; وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=26وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ) أَيِ : الْحَاكِمُ الْعَادِلُ الْعَالِمُ بِحَقَائِقِ الْأُمُورِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=27قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ ) أَيْ : أَرَوْنِي هَذِهِ الْآلِهَةِ الَّتِي جَعَلْتُمُوهَا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَصَيَّرْتُمُوهَا لَهُ عَدْلًا . ) كَلَّا ) أَيْ : لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ وَلَا نَدِيدٌ ، وَلَا شَرِيكٌ وَلَا عَدِيلٌ ، وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=27بَلْ هُوَ اللَّهُ ) : أَيِ : الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ ) الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) أَيْ : ذُو الْعِزَّةِ الَّتِي قَدْ قَهَرَ
[ ص: 518 ] بِهَا كُلَّ شَيْءٍ ، وَغَلَبَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، الْحَكِيمُ فِي أَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ ، وَشَرْعِهِ وَقَدَرِهِ ، تَعَالَى وَتَقَدَّسَ .