[ ص: 557 ] ( إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور ( 38 ) هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا ( 39 ) ) .
، وأنه يعلم ما تكنه السرائر وتنطوي عليه الضمائر ، وسيجازي كل عامل بعمله . يخبر تعالى بعلمه غيب السماوات والأرض
ثم قال : ( هو الذي جعلكم خلائف في الأرض ) أي : يخلف قوم لآخرين قبلهم ، وجيل لجيل قبلهم ، كما قال : ( ويجعلكم خلفاء الأرض ) [ النمل : 62 ] ( فمن كفر فعليه كفره ) أي : فإنما يعود وبال ذلك على نفسه دون غيره ، ( ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ) أي : كلما استمروا على كفرهم أبغضهم الله ، وكلما استمروا فيه خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ، بخلاف المؤمنين فإنهم كلما طال عمر أحدهم وحسن عمله ، ارتفعت درجته ومنزلته في الجنة ، وزاد أجره وأحبه خالقه وبارئه رب العالمين ، [ فسبحان المقدر المدبر رب العالمين ] .