( ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات  وفضلناهم على العالمين   ( 16 ) وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون   ( 17 ) ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون   ( 18 ) إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين   ( 19 ) هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون   ( 20 ) ) 
 [ ص: 267 ] 
يذكر تعالى ما أنعم به على بني إسرائيل من إنزال الكتب عليهم وإرسال الرسل إليهم  ، وجعله الملك فيهم ; ولهذا قال : ( ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات   ) أي : من المآكل والمشارب ، ( وفضلناهم على العالمين   ) أي : في زمانهم . 
( وآتيناهم بينات من الأمر   ) أي : حججا وبراهين وأدلة قاطعات ، فقامت عليهم الحجج ثم اختلفوا بعد ذلك من بعد قيام الحجة ، وإنما كان ذلك بغيا منهم على بعضهم بعضا ، ( إن ربك ) يا محمد   ( يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون   ) أي : سيفصل بينهم بحكمه العدل . وهذا فيه تحذير لهذه الأمة أن تسلك مسلكهم ، وأن تقصد منهجهم ; ولهذا قال : ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها   ) أي : اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو ، وأعرض عن المشركين ، وقال هاهنا : ( ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض   ) أي : وماذا تغني عنهم ولايتهم لبعضهم بعضا ، فإنهم لا يزيدونهم إلا خسارا ودمارا وهلاكا ، ( والله ولي المتقين   ) ، وهو تعالى يخرجهم من الظلمات إلى النور ، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات . 
ثم قال : ( هذا بصائر للناس   ) يعني : القرآن ( وهدى ورحمة لقوم يوقنون   . ) 
				
						
						
