(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204nindex.php?page=treesubj&link=30563_30564_28973_28861ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ( 204 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ( 205 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=206وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ( 206 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد ( 207 ) )
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : نزلت في
الأخنس بن شريق الثقفي ، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأظهر الإسلام وفي باطنه خلاف ذلك . وعن
ابن عباس : أنها نزلت في نفر من المنافقين تكلموا في خبيب وأصحابه الذين قتلوا بالرجيع وعابوهم ، فأنزل الله في ذم المنافقين ومدح خبيب وأصحابه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله )
وقيل : بل ذلك عام في المنافقين كلهم وفي المؤمنين كلهم . وهذا قول
قتادة ،
ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس ، وغير واحد ، وهو الصحيح .
وقال
ابن جرير : حدثني
يونس ، أخبرنا
ابن وهب ، أخبرني
الليث بن سعد ، عن
خالد بن يزيد ، عن
سعيد بن أبي هلال ، عن
القرظي ، عن
نوف وهو البكالي ، وكان ممن يقرأ الكتب قال : إني لأجد صفة ناس من هذه الأمة في كتاب الله المنزل : قوم يحتالون على الدنيا بالدين ، ألسنتهم أحلى من العسل ، وقلوبهم أمر من الصبر ، يلبسون للناس مسوك الضأن ، وقلوبهم قلوب الذئاب . يقول الله تعالى : فعلي يجترئون ! وبي يغترون ! حلفت بنفسي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم فيها حيران . قال
القرظي : تدبرتها في القرآن ، فإذا هم المنافقون ، فوجدتها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه ) الآية .
وحدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12073محمد بن أبي معشر ، أخبرني أبي
أبو معشر نجيح قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيدا المقبري يذاكر
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي ، فقال
سعيد : إن في بعض الكتب : إن [ لله ] عبادا ألسنتهم أحلى من
[ ص: 563 ] العسل ، وقلوبهم أمر من الصبر ، لبسوا للناس مسوك الضأن من اللين ، يجترون الدنيا بالدين . قال الله تعالى : علي تجترئون ! وبي تغترون ! . وعزتي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم منهم حيران . فقال
محمد بن كعب : هذا في كتاب الله . فقال
سعيد : وأين هو من كتاب الله ؟ قال : قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ) الآية . فقال
سعيد : قد عرفت فيمن أنزلت هذه الآية . فقال
محمد بن كعب : إن الآية تنزل في الرجل ، ثم تكون عامة بعد . وهذا الذي قاله
القرظي حسن صحيح .
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204ويشهد الله على ما في قلبه ) فقرأه
ابن محيصن : " ويشهد الله " بفتح الياء ، وضم الجلالة (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204على ما في قلبه ) ومعناها : أن هذا وإن أظهر لكم الحيل لكن الله يعلم من قلبه القبيح ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) [ المنافقون : 1 ] .
وقراءة الجمهور بضم الياء ، ونصب الجلالة (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204ويشهد الله على ما في قلبه ) ومعناه : أنه يظهر للناس الإسلام ويبارز الله بما في قلبه من الكفر والنفاق ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=108يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ) الآية [ النساء : 108 ] هذا معنى ما رواه
ابن إسحاق ، عن
محمد بن أبي محمد ، عن
عكرمة ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس .
وقيل : معناه أنه إذا أظهر للناس الإسلام حلف وأشهد الله لهم : أن الذي في قلبه موافق للسانه . وهذا المعنى صحيح ، وقاله
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، واختاره
ابن جرير ، وعزاه إلى
ابن عباس ، وحكاه عن
مجاهد ، والله أعلم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وهو ألد الخصام ) الألد في اللغة : [ هو ] الأعوج ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=97وتنذر به قوما لدا ) [ مريم : 97 ] أي : عوجا . وهكذا
nindex.php?page=treesubj&link=30563المنافق في حال خصومته ، يكذب ، ويزور عن الحق ولا يستقيم معه ، بل يفتري ويفجر ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824412 " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
قبيصة ، حدثنا
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، عن
عائشة ترفعه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820528 " أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم " .
قال : وقال
عبد الله بن يزيد : حدثنا
سفيان ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، عن
عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820528 " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم " .
وهكذا رواه
عبد الرزاق ، عن
معمر في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وهو ألد الخصام ) عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، عن
عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820528 " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم " .
[ ص: 564 ]
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) أي : هو أعوج المقال ، سيئ الفعال ، فذلك قوله ، وهذا فعله : كلامه كذب ، واعتقاده فاسد ، وأفعاله قبيحة .
والسعي هاهنا هو : القصد . كما قال إخبارا عن
فرعون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=22ثم أدبر يسعى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=23فحشر فنادى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=24فقال أنا ربكم الأعلى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=25فأخذه الله نكال الآخرة والأولى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=26إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ) [ النازعات : 2226 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=9يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ) [ الجمعة : 9 ] أي : اقصدوا واعمدوا ناوين بذلك صلاة الجمعة ، فإن السعي الحسي إلى الصلاة منهي عنه بالسنة النبوية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820529 " إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون ، وأتوها وعليكم السكينة والوقار " .
فهذا المنافق ليس له همة إلا الفساد في الأرض ، وإهلاك الحرث ، وهو : محل نماء الزروع والثمار والنسل ، وهو : نتاج الحيوانات الذين لا قوام للناس إلا بهما .
وقال
مجاهد : إذا سعى في الأرض فسادا ، منع الله القطر ، فهلك الحرث والنسل . (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205والله لا يحب الفساد ) أي : لا يحب من هذه صفته ، ولا من يصدر منه ذلك .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=206وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم ) أي : إذا وعظ هذا الفاجر في مقاله وفعاله ، وقيل له : اتق الله ، وانزع عن قولك وفعلك ، وارجع إلى الحق امتنع وأبى ، وأخذته الحمية والغضب بالإثم ، أي : بسبب ما اشتمل عليه من الآثام ، وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير ) [ الحج : 72 ] ، ولهذا قال في هذه الآية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=206فحسبه جهنم ولبئس المهاد ) أي : هي كافيته عقوبة في ذلك .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) لما أخبر عن المنافقين بصفاتهم الذميمة ، ذكر صفات المؤمنين الحميدة ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله )
قال
ابن عباس ،
وأنس ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=12081وأبو عثمان النهدي ،
وعكرمة ، وجماعة : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب بن سنان الرومي ، وذلك أنه لما أسلم بمكة وأراد الهجرة ، منعه الناس أن يهاجر بماله ، وإن أحب أن يتجرد منه ويهاجر ، فعل . فتخلص منهم وأعطاهم ماله ، فأنزل الله فيه هذه الآية ، فتلقاه
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وجماعة إلى طرف الحرة . فقالوا : ربح البيع . فقال : وأنتم فلا أخسر الله تجارتكم ، وما ذاك ؟ فأخبروه أن الله أنزل فيه هذه الآية . ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824413 " ربح البيع صهيب ، ربح البيع صهيب " .
قال
ابن مردويه : حدثنا
محمد بن إبراهيم ، حدثنا
محمد بن عبد الله بن رسته ، حدثنا
سليمان بن داود ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15634جعفر بن سليمان الضبعي ، حدثنا
عوف ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=824692عن صهيب قال : لما أردت الهجرة من مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت لي قريش : يا صهيب ، قدمت إلينا ولا مال لك ، [ ص: 565 ] وتخرج أنت ومالك ! والله لا يكون ذلك أبدا . فقلت لهم : أرأيتم إن دفعت إليكم مالي تخلون عني ؟ قالوا : نعم . فدفعت إليهم مالي ، فخلوا عني ، فخرجت حتى قدمت المدينة . فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ربح صهيب ، ربح صهيب " مرتين .
وقال
حماد بن سلمة ، عن
علي بن زيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824693أقبل صهيب مهاجرا نحو النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش ، فنزل عن راحلته ، وانتثل ما في كنانته . ثم قال يا معشر قريش ، قد علمتم أني من أرماكم رجلا ، وأنتم والله لا تصلون إلي حتى أرمي كل سهم في كنانتي ، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ، ثم افعلوا ما شئتم ، وإن شئتم دللتكم على مالي وقنيتي بمكة وخليتم سبيلي ؟ قالوا : نعم . فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ربح البيع ، ربح البيع " . قال : ونزلت : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد )
وأما الأكثرون فحملوا ذلك على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) [ التوبة : 111 ] . ولما حمل
هشام بن عامر بين الصفين ، أنكر عليه بعض الناس ، فرد عليهم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة وغيرهما ، وتلوا هذه الآية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204nindex.php?page=treesubj&link=30563_30564_28973_28861وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ( 204 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ( 205 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=206وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلِبِئْسَ الْمِهَادُ ( 206 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ( 207 ) )
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : نَزَلَتْ فِي
الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الثَّقَفِيِّ ، جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَظْهَرَ الْإِسْلَامَ وَفِي بَاطِنِهِ خِلَافُ ذَلِكَ . وَعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ تَكَلَّمُوا فِي خُبَيْبٍ وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ قُتِلُوا بِالرَّجِيعِ وَعَابُوهُمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَمِّ الْمُنَافِقِينَ وَمَدْحِ خُبَيْبٍ وَأَصْحَابِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ )
وَقِيلَ : بَلْ ذَلِكَ عَامٌّ فِي الْمُنَافِقِينَ كُلِّهِمْ وَفِي الْمُؤْمِنِينَ كُلِّهِمْ . وَهَذَا قَوْلُ
قَتَادَةَ ،
وَمُجَاهِدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ ، وَهُوَ الصَّحِيحُ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي
اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ ، عَنِ
الْقُرَظِيِّ ، عَنْ
نَوْفٍ وَهُوَ الْبِكَالِيُّ ، وَكَانَ مِمَّنْ يَقْرَأُ الْكُتُبَ قَالَ : إِنِّي لَأَجِدُ صِفَةَ نَاسٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ : قَوْمٌ يَحْتَالُونَ عَلَى الدُّنْيَا بِالدِّينِ ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ مُسُوكَ الضَّأْنِ ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ . يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : فَعَلِيَّ يَجْتَرِئُونَ ! وَبِي يَغْتَرُّونَ ! حَلَفْتُ بِنَفْسِي لَأَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ فِتْنَةً تَتْرُكُ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ . قَالَ
الْقُرَظِيُّ : تَدَبَّرْتُهَا فِي الْقُرْآنِ ، فَإِذَا هُمُ الْمُنَافِقُونَ ، فَوَجَدْتُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ ) الْآيَةَ .
وَحَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=12073مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ ، أَخْبَرَنِي أَبِي
أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=15985سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ يُذَاكِرُ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ ، فَقَالَ
سَعِيدٌ : إِنَّ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ : إِنَّ [ لِلَّهِ ] عِبَادًا أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ
[ ص: 563 ] الْعَسَلِ ، وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ ، لَبِسُوا لِلنَّاسِ مُسُوكَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ ، يَجْتَرُّونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : عَلِيَّ تَجْتَرِئُونَ ! وَبِي تَغْتَرُّونَ ! . وَعِزَّتِي لَأَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ فِتْنَةً تُتْرَكُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانَ . فَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : هَذَا فِي كِتَابِ اللَّهِ . فَقَالَ
سَعِيدٌ : وَأَيْنَ هُوَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ؟ قَالَ : قَوْلُ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الْآيَةَ . فَقَالَ
سَعِيدٌ : قَدْ عَرَفْتُ فِيمَنْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ . فَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : إِنَّ الْآيَةَ تَنْزِلُ فِي الرَّجُلِ ، ثُمَّ تَكُونُ عَامَّةً بَعْدُ . وَهَذَا الذِي قَالَهُ
الْقُرَظِيُّ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ ) فَقَرَأَهُ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ : " وَيَشْهَدُ اللَّهُ " بِفَتْحِ الْيَاءِ ، وَضَمِّ الْجَلَالَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ ) وَمَعْنَاهَا : أَنَّ هَذَا وَإِنْ أَظْهَرَ لَكُمُ الْحِيَلَ لَكِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مِنْ قَلْبِهِ الْقَبِيحِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لِرَسُولِ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لِرَسُولِهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) [ الْمُنَافِقُونَ : 1 ] .
وَقِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ بِضَمِّ الْيَاءِ ، وَنَصْبِ الْجَلَالَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ ) وَمَعْنَاهُ : أَنَّهُ يُظْهِرُ لِلنَّاسِ الْإِسْلَامَ وَيُبَارِزُ اللَّهَ بِمَا فِي قَلْبِهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=108يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ ) الْآيَةَ [ النِّسَاءِ : 108 ] هَذَا مَعْنَى مَا رَوَاهُ
ابْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّهُ إِذَا أَظْهَرَ لِلنَّاسِ الْإِسْلَامَ حَلَفَ وَأَشْهَدَ اللَّهَ لَهُمْ : أَنَّ الذِي فِي قَلْبِهِ مُوَافِقٌ لِلِسَانِهِ . وَهَذَا الْمَعْنَى صَحِيحٌ ، وَقَالَهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَاخْتَارَهُ
ابْنُ جَرِيرٍ ، وَعَزَاهُ إِلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَحَكَاهُ عَنْ
مُجَاهِدٍ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ) الْأَلَدُّ فِي اللُّغَةِ : [ هُوَ ] الْأَعْوَجُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=97وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا ) [ مَرْيَمَ : 97 ] أَيْ : عُوجًا . وَهَكَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=30563الْمُنَافِقُ فِي حَالِ خُصُومَتِهِ ، يَكْذِبُ ، وَيَزْوَرُّ عَنِ الْحَقِّ وَلَا يَسْتَقِيمُ مَعَهُ ، بَلْ يَفْتَرِي وَيَفْجُرُ ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824412 " آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ " .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ تَرْفَعُهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820528 " أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ " .
قَالَ : وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820528 " إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ " .
وَهَكَذَا رَوَاهُ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ
مَعْمَرٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ) عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820528 " إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ " .
[ ص: 564 ]
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) أَيْ : هُوَ أَعْوَجُ الْمَقَالِ ، سَيِّئُ الْفِعَالِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ ، وَهَذَا فِعْلُهُ : كَلَامُهُ كَذِبٌ ، وَاعْتِقَادُهُ فَاسِدٌ ، وَأَفْعَالُهُ قَبِيحَةٌ .
وَالسَّعْيُ هَاهُنَا هُوَ : الْقَصْدُ . كَمَا قَالَ إِخْبَارًا عَنْ
فِرْعَوْنَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=22ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=23فَحَشَرَ فَنَادَى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=24فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=25فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=26إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ) [ النَّازِعَاتِ : 2226 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=9يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) [ الْجُمْعَةِ : 9 ] أَيِ : اقْصُدُوا وَاعْمَدُوا نَاوِينَ بِذَلِكَ صَلَاةَ الْجُمْعَةِ ، فَإِنَّ السَّعْيَ الْحِسِّيَّ إِلَى الصَّلَاةِ مَنْهِيٌّ عَنْهُ بِالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820529 " إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ ، وَأْتُوهَا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ " .
فَهَذَا الْمُنَافِقُ لَيْسَ لَهُ هِمَّةٌ إِلَّا الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ، وَإِهْلَاكَ الْحَرْثِ ، وَهُوَ : مَحَلُّ نَمَاءِ الزُّرُوعِ وَالثِّمَارِ وَالنَّسْلِ ، وَهُوَ : نِتَاجُ الْحَيَوَانَاتِ الَّذِينَ لَا قِوَامَ لِلنَّاسِ إِلَّا بِهِمَا .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : إِذَا سَعَى فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ، مَنَعَ اللَّهُ الْقَطْرَ ، فَهَلَكَ الْحَرْثُ وَالنَّسْلُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) أَيْ : لَا يُحِبُّ مَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ ، وَلَا مَنْ يَصْدُرُ مِنْهُ ذَلِكَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=206وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ) أَيْ : إِذَا وُعِظَ هَذَا الْفَاجِرُ فِي مَقَالِهِ وَفِعَالِهِ ، وَقِيلَ لَهُ : اتَّقِ اللَّهَ ، وَانْزَعْ عَنْ قَوْلِكَ وَفِعْلِكَ ، وَارْجِعْ إِلَى الْحَقِّ امْتَنَعَ وَأَبَى ، وَأَخَذَتْهُ الْحَمِيَّةُ وَالْغَضَبُ بِالْإِثْمِ ، أَيْ : بِسَبَبِ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْآثَامِ ، وَهَذِهِ الْآيَةُ شَبِيهَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) [ الْحَجِّ : 72 ] ، وَلِهَذَا قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=206فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ) أَيْ : هِيَ كَافِيَتُهُ عُقُوبَةً فِي ذَلِكَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ ) لَمَّا أَخْبَرَ عَنِ الْمُنَافِقِينَ بِصِفَاتِهِمُ الذَّمِيمَةِ ، ذَكَرَ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِينَ الْحَمِيدَةَ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ )
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَأَنَسٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12081وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ ،
وَعِكْرِمَةُ ، وَجَمَاعَةٌ : نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=52صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ الرُّومِيِّ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا أَسْلَمَ بِمَكَّةَ وَأَرَادَ الْهِجْرَةَ ، مَنَعَهُ النَّاسُ أَنْ يُهَاجِرَ بِمَالِهِ ، وَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَجَرَّدَ مِنْهُ وَيُهَاجِرَ ، فَعَلَ . فَتَخَلَّصَ مِنْهُمْ وَأَعْطَاهُمْ مَالَهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ هَذِهِ الْآيَةَ ، فَتَلَقَّاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَجَمَاعَةٌ إِلَى طَرَفِ الْحَرَّةِ . فَقَالُوا : رَبِحَ الْبَيْعُ . فَقَالَ : وَأَنْتُمْ فَلَا أَخْسَرَ اللَّهُ تِجَارَتَكُمْ ، وَمَا ذَاكَ ؟ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فِيهِ هَذِهِ الْآيَةَ . وَيُرْوَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824413 " رَبِحَ الْبَيْعُ صُهَيْبُ ، رَبِحَ الْبَيْعُ صُهَيْبُ " .
قَالَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَهْ ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15634جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَوْفٌ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12081أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=824692عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ : لَمَّا أَرَدْتُ الْهِجْرَةَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ لِي قُرَيْشٌ : يَا صُهَيْبُ ، قَدِمْتَ إِلَيْنَا وَلَا مَالَ لَكَ ، [ ص: 565 ] وَتَخْرُجُ أَنْتَ وَمَالُكَ ! وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَدًا . فَقُلْتُ لَهُمْ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ دَفَعْتُ إِلَيْكُمْ مَالِي تُخَلُّونَ عَنِّي ؟ قَالُوا : نَعَمْ . فَدَفَعْتُ إِلَيْهِمْ مَالِي ، فَخَلَّوْا عَنِّي ، فَخَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ . فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " رَبِحَ صُهَيْبٌ ، رَبِحَ صُهَيْبٌ " مَرَّتَيْنِ .
وَقَالَ
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824693أَقْبَلَ صُهَيْبٌ مُهَاجِرًا نَحْوَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ ، وَانْتَثَلَ مَا فِي كِنَانَتِهِ . ثُمَّ قَالَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، قَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ رَجُلًا ، وَأَنْتُمْ وَاللَّهِ لَا تَصِلُونَ إِلِيَّ حَتَّى أَرْمِيَ كُلَّ سَهْمٍ فِي كِنَانَتِي ، ثُمَّ أَضْرِبَ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ فِي يَدِي مِنْهُ شَيْءٌ ، ثُمَّ افْعَلُوا مَا شِئْتُمْ ، وَإِنْ شِئْتُمْ دَلَلْتُكُمْ عَلَى مَالِي وَقُنْيَتِي بِمَكَّةَ وَخَلَّيْتُمْ سَبِيلِي ؟ قَالُوا : نَعَمْ . فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " رَبِحَ الْبَيْعُ ، رَبِحَ الْبَيْعُ " . قَالَ : وَنَزَلَتْ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ )
وَأَمَّا الْأَكْثَرُونَ فَحَمَلُوا ذَلِكَ عَلَى أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي كُلِّ مُجَاهِدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) [ التَّوْبَةِ : 111 ] . وَلَمَّا حُمِلَ
هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ، أَنْكَرَ عَلَيْهِ بَعْضُ النَّاسِ ، فَرَدَّ عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَغَيْرُهُمَا ، وَتَلَوْا هَذِهِ الْآيَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ )