( ياأيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم  قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور   ( 13 ) ) 
 [ ص: 103 ] 
ينهى تبارك وتعالى عن موالاة الكافرين في آخر " هذه السورة " كما نهى عنها في أولها فقال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم   ) يعني : اليهود  والنصارى  وسائر الكفار ، ممن غضب الله عليه ولعنه واستحق من الله الطرد والإبعاد ، فكيف توالونهم وتتخذونهم أصدقاء وأخلاء وقد يئسوا من الآخرة ، أي : من ثواب الآخرة ونعيمها في حكم الله عز وجل . وقوله : ( كما يئس الكفار من أصحاب القبور   ) فيه قولان ، أحدهما : كما يئس الكفار الأحياء من قراباتهم الذين في القبور أن يجتمعوا بهم بعد ذلك ; لأنهم لا يعتقدون بعثا ولا نشورا ، فقد انقطع رجاؤهم منهم فيما يعتقدونه . 
قال العوفي  ، عن ابن عباس   : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم   ) إلى آخر السورة ، يعني من مات من الذين كفروا فقد يئس الأحياء من الذين كفروا أن يرجعوا إليهم أو يبعثهم الله عز وجل . 
وقال  الحسن البصري   : ( كما يئس الكفار من أصحاب القبور   ) قال : الكفار الأحياء قد يئسوا من الأموات . 
وقال قتادة   : كما يئس الكفار أن يرجع إليهم أصحاب القبور الذين ماتوا . وكذا قال الضحاك   . رواهن ابن جرير   . 
والقول الثاني : معناه : كما يئس الكفار الذين هم في القبور من كل خير . 
قال الأعمش  ، عن أبي الضحى  ، عن مسروق  ، عن ابن مسعود   : ( كما يئس الكفار من أصحاب القبور   ) قال : كما يئس هذا الكافر إذا مات وعاين ثوابه واطلع عليه . وهذا قول مجاهد  ، وعكرمة  ، ومقاتل  ، وابن زيد  ، والكلبي  ، ومنصور   . وهو اختيار ابن جرير   . 
				
						
						
