[ ص: 518 ] تفسير سورة الإخلاص وهي مكية   . 
ذكر سبب نزولها وفضيلتها 
قال  الإمام أحمد   : حدثنا أبو سعد محمد بن ميسر الصاغاني  ، حدثنا أبو جعفر الرازي  ، حدثنا الربيع بن أنس  ، عن أبي العالية  ، عن أبي بن كعب   : أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا محمد  ، انسب لنا ربك . فأنزل الله : " قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد    "  . 
وكذا رواه الترمذي   وابن جرير  ، عن أحمد بن منيع   - زاد ابن جرير   :  ومحمود بن خداش   - عن أبي سعد محمد بن ميسر  به - زاد ابن جرير   والترمذي   - قال : " الصمد " الذي لم يلد ولم يولد ، لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ، وليس شيء يموت إلا سيورث ، وإن الله جل جلاله لا يموت ولا يورث ، " ولم يكن له كفوا أحد " ولم يكن له شبه ولا عدل ، وليس كمثله شيء . 
ورواه ابن أبي حاتم  ، من حديث أبي سعد محمد بن ميسر  به . ثم رواه الترمذي  ، عن عبد بن حميد  ، عن  عبيد الله بن موسى  ، عن أبي جعفر  ، عن الربيع  ، عن أبي العالية  ، فذكره مرسلا ولم يذكر " أخبرنا " . ثم قال الترمذي   : هذا أصح من حديث أبي سعد   . 
حديث آخر في معناه : قال الحافظ أبو يعلى الموصلي   : حدثنا  سريج بن يونس  ، حدثنا إسماعيل بن مجالد  ، عن مجالد  ، عن الشعبي  ، عن جابر   : أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : انسب لنا ربك . فأنزل الله عز وجل : " قل هو الله أحد   " إلى آخرها  . إسناده مقارب . 
وقد رواه ابن جرير  ، عن محمد بن عوف  ، عن سريج  فذكره . وقد أرسله غير واحد من السلف . 
وروى عبيد بن إسحاق العطار  ، عن قيس بن الربيع  ، عن عاصم  ، عن أبي وائل  ، عن ابن مسعود  قال : قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك ، فنزلت هذه السورة : " قل هو الله أحد   " 
 [ ص: 519 ] 
قال  الطبراني   : رواه الفريابي  وغيره ، عن قيس  ، عن أبي عاصم  ، عن أبي وائل  ، مرسلا . 
ثم روى  الطبراني  من حديث عبد الرحمن بن عثمان الطائفي  ، عن الوازع بن نافع  ، عن أبي سلمة  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " لكل شيء نسبة ، ونسبة الله : " قل هو الله أحد الله الصمد   " والصمد ليس بأجوف ]  . 
حديث آخر في فضلها : قال  البخاري   : حدثنا  محمد - هو الذهلي -  ، حدثنا  أحمد بن صالح  ، حدثنا ابن وهب  ، أخبرنا عمرو  ، عن ابن أبي هلال   : أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن  حدثه ، عن أمه  عمرة بنت عبد الرحمن   - وكانت في حجر عائشة  زوج النبي صلى الله عليه وسلم - عن عائشة   : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم ، فيختم ب " قل هو الله أحد   " فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " سلوه : لأي شيء يصنع ذلك ؟ " . فسألوه ، فقال : لأنها صفة الرحمن ، وأنا أحب أن أقرأ بها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أخبروه أن الله تعالى يحبه "  . 
هكذا رواه في كتاب " التوحيد " . ومنهم من يسقط ذكر  " محمد الذهلي "   . ويجعله من روايته عن  أحمد بن صالح   . وقد رواه مسلم   والنسائي  أيضا من حديث  عبد الله بن وهب  ، عن عمرو بن الحارث  ، عن سعيد بن أبي هلال  به . 
حديث آخر : قال  البخاري  في كتاب الصلاة : " وقال عبيد الله  ، عن ثابت  عن أنس  قال : كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء ، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح ب " قل هو الله أحد " حتى يفرغ منها ، ثم يقرأ سورة أخرى معها ، وكان يصنع ذلك في كل ركعة . فكلمه أصحابه فقالوا : إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى ، فإما أن تقرأ بها ، وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى . فقال : ما أنا بتاركها ، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت ، وإن كرهتم تركتكم . وكانوا يرون أنه من أفضلهم ، وكرهوا أن يؤمهم غيره . فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر ، فقال : " يا فلان ، ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك ، وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة ؟ " . قال : إني أحبها . قال : " حبك إياها أدخلك الجنة "  . 
هكذا رواه  البخاري  تعليقا مجزوما به . وقد رواه أبو عيسى الترمذي  في جامعه ، عن  البخاري  ، عن  إسماعيل بن أبي أويس  ، عن  عبد العزيز بن محمد الدراوردي  ، عن عبيد الله بن عمر  ، فذكر بإسناده مثله سواء . ثم قال الترمذي   : غريب من حديث عبيد الله  ، عن ثابت   . قال : وروى  [ ص: 520 ]  مبارك بن فضالة  ، عن ثابت  عن أنس  أن رجلا قال : يا رسول الله ، إني أحب هذه السورة : " قل هو الله أحد " قال : " إن حبك إياها أدخلك الجنة   "  . 
وهذا الذي علقه الترمذي  قد رواه  الإمام أحمد  في مسنده متصلا فقال : 
حدثنا أبو النضر  ، حدثنا  مبارك بن فضالة  ، عن ثابت  ، عن أنس  قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني أحب هذه السورة : " قل هو الله أحد   " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حبك إياها أدخلك الجنة "  . 
حديث في كونها تعدل ثلث القرآن : قال  البخاري   : حدثنا إسماعيل  ، حدثني مالك  ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة  ، عن أبيه ، عن أبي سعيد   . أن رجلا سمع رجلا يقرأ : " قل هو الله أحد   " يرددها ، فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له ، وكأن الرجل يتقالها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ، إنها لتعدل ثلث القرآن "  . زاد إسماعيل بن جعفر  ، عن مالك  ، عن عبد الرحمن بن عبد الله  ، عن أبيه ، عن أبي سعيد  قال : أخبرني أخي  قتادة بن النعمان  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . 
وقد رواه  البخاري  أيضا عن عبد الله بن يوسف   والقعنبي   . ورواه أبو داود  ، عن القعنبي   .  والنسائي  ، عن قتيبة  ، كلهم عن مالك  به . وحديث  قتادة بن النعمان  أسنده  النسائي  من طريقين ، عن إسماعيل بن جعفر  ، عن مالك  به . 
حديث آخر : قال  البخاري   : حدثنا عمر بن حفص  ، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش  ، حدثنا إبراهيم   والضحاك المشرقي  ، عن أبي سعيد  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه :  " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ " . فشق ذلك عليهم وقالوا : أينا يطيق ذلك يا رسول الله ؟ فقال : " الله الواحد الصمد ثلث القرآن   "  . 
تفرد بإخراجه  البخاري  من حديث إبراهيم بن يزيد النخعي   والضحاك بن شرحبيل الهمداني المشرقي  ، كلاهما عن أبي سعيد  ، قال القربري   : سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم  وراق أبي عبد الله  قال : قال أبو عبد الله البخاري   : عن إبراهيم  مرسل ، وعن الضحاك  مسند . 
حديث آخر : قال  الإمام أحمد   : حدثنا يحيى بن إسحاق  ، حدثنا ابن لهيعة  ، عن الحارث بن يزيد  ، عن أبي الهيثم  ، عن  أبي سعيد الخدري  قال : بات  قتادة بن النعمان  يقرأ الليل كله ب " قل هو الله أحد   "  [ ص: 521 ] فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " والذي نفسي بيده ، لتعدل نصف القرآن ، أو ثلثه "  . 
حديث آخر : قال  الإمام أحمد   : حدثنا حسن  ، حدثنا ابن لهيعة  ، حدثنا حيي بن عبد الله  ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي  ، عن عبد الله بن عمرو   : أن أبا أيوب الأنصاري  كان في مجلس وهو يقول : ألا يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة ؟ فقالوا : وهل يستطيع ذلك أحد ؟ قال : فإن " قل هو الله أحد   " ثلث القرآن . قال : فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع أبا أيوب  ، فقال : " صدق أبو أيوب   "  . 
حديث آخر : قال أبو عيسى الترمذي   : حدثنا  محمد بن بشار  ، حدثنا يحيى بن سعيد  ، حدثنا يزيد بن كيسان  ، أخبرني أبو حازم  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " احشدوا ، فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن " . فحشد من حشد ، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ : " قل هو الله أحد " ثم دخل فقال بعضنا لبعض : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن " . إني لأرى هذا خبرا جاء من السماء ، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إني قلت : سأقرأ عليكم ثلث القرآن ، ألا وإنها تعدل ثلث القرآن "  . 
وهكذا رواه مسلم  في صحيحه ، عن  محمد بن بشار  به ، وقال الترمذي   : حسن صحيح غريب ، واسم أبي حازم  سلمان   . 
حديث آخر : قال  الإمام أحمد   : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي  ، عن زائدة بن قدامة  ، عن منصور  ، عن هلال بن يساف  ، عن الربيع بن خثيم  ، عن عمرو بن ميمون  ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى  ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ فإنه من قرأ : " قل هو الله أحد الله الصمد " في ليلة ، فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن   "  . 
هذا حديث تساعي الإسناد  للإمام أحمد   . ورواه الترمذي   والنسائي  ، كلاهما عن  محمد بن بشار بندار   - زاد الترمذي  وقتيبة   - كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي  به . فصار لهما عشاريا . وفي رواية الترمذي   : " عن امرأة أبى أيوب  ، عن أبي أيوب   " ، به [ وحسنه ] . ثم قال : وفي الباب عن  أبي الدرداء  وأبي سعيد   وقتادة بن النعمان   وأبي هريرة  وأنس   وابن عمر  وأبي مسعود   . وهذا حديث حسن ، ولا نعلم أحدا روى هذا الحديث أحسن من رواية  " زائدة   " . وتابعه على روايته إسرائيل   والفضيل بن عياض   . وقد روى شعبة  وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور  واضطربوا فيه . 
 [ ص: 522 ] 
حديث آخر : قال أحمد   : حدثنا هشيم  ، عن حصين  ، عن هلال بن يساف  ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى  ، عن أبي بن كعب   - أو : رجل من الأنصار - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " من قرأ ب " قل هو الله أحد   " فكأنما قرأ بثلث القرآن "  . 
ورواه  النسائي  في " اليوم والليلة " ، من حديث هشيم  ، عن حصين  ، عن  ابن أبي ليلى  به . ولم يقع في روايته : هلال بن يساف   . 
حديث آخر : قال  الإمام أحمد   : حدثنا  وكيع  ، عن سفيان  ، عن أبي قيس  ، عن عمرو بن ميمون  ، عن أبي مسعود  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " " قل هو الله أحد   " تعدل ثلث القرآن "  . 
وهكذا رواه ابن ماجه  ، عن  علي بن محمد الطنافسي  ، عن  وكيع  به . ورواه  النسائي  في " اليوم والليلة " من طرق أخر ، عن عمرو بن ميمون  ، مرفوعا وموقوفا . 
حديث آخر : قال  الإمام أحمد   : حدثنا بهز  ، حدثنا بكير بن أبي السميط  ، حدثنا قتادة  ، عن  سالم بن أبي الجعد  ، عن معدان بن أبي طلحة  ، عن  أبي الدرداء  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  " أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن ؟ " . قالوا : نعم يا رسول الله ، نحن أضعف من ذلك وأعجز . قال : " فإن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء ، ف " قل هو الله أحد   " ثلث القرآن "  . 
ورواه مسلم   والنسائي  من حديث قتادة  به . 
حديث آخر : قال  الإمام أحمد   : حدثنا أمية بن خالد  ، حدثنا  محمد بن عبد الله بن مسلم - ابن أخي ابن شهاب -  عن عمه الزهري  ، عن حميد بن عبد الرحمن - هو ابن عوف -  عن أمه - وهي : أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط   - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " " قل هو الله أحد   " تعدل ثلث القرآن "  . 
وكذا رواه  النسائي  في " اليوم والليلة " ، عن عمرو بن علي  ، عن أمية بن خالد  به . ثم رواه من طريق مالك  ، عن الزهري  ، عن حميد بن عبد الرحمن  ، قوله . ورواه  النسائي  أيضا في " اليوم والليلة " من حديث محمد بن إسحاق  ، عن الحارث بن الفضيل الأنصاري  ، عن الزهري  ، عن حميد بن عبد الرحمن   : أن نفرا من أصحاب محمد  صلى الله عليه وسلم حدثوه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :  [ ص: 523 ]  " قل هو الله أحد   " تعدل ثلث القرآن لمن صلى بها "  . 
حديث آخر في كون قراءتها توجب الجنة : قال الإمام مالك بن أنس  ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن  ، عن عبيد بن حنين  قال : سمعت  أبا هريرة  يقول : أقبلت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فسمع رجلا يقرأ " قل هو الله أحد " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وجبت " . قلت : وما وجبت ؟ قال : " الجنة "  . 
ورواه الترمذي   والنسائي  من حديث مالك   . وقال الترمذي   : حسن صحيح غريب ، لا نعرفه إلا من حديث مالك   . 
وتقدم حديث :  " حبك إياها أدخلك الجنة "  . 
حديث في تكرار قراءتها : قال  الحافظ أبو يعلى الموصلي   : حدثنا قطن بن نسير  ، حدثنا عيسى بن ميمون القرشي  ، حدثنا يزيد الرقاشي  ، عن أنس  قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :  " أما يستطيع أحدكم أن يقرأ : " قل هو الله أحد   " ثلاث مرات في ليلة ، فإنها تعدل ثلث القرآن ؟ " 
هذا إسناد ضعيف ، وأجود منه حديث آخر ، قال  عبد الله بن الإمام أحمد   : 
حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي  ، حدثنا الضحاك بن مخلد  ، حدثنا ابن أبي ذئب  ، عن أسيد بن أبي أسيد  ، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب  ، عن أبيه قال : أصابنا طش وظلمة ، فانتظرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا ، فخرج فأخذ بيدي ، فقال : " قل " . فسكت . قال : " قل " . قلت : ما أقول ؟ قال : " " قل هو الله أحد   " والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا ، تكفك كل يوم مرتين   "  . 
ورواه أبو داود   والترمذي   والنسائي  من حديث ابن أبي ذئب  به . وقال الترمذي   : حسن صحيح غريب من هذا الوجه . وقد رواه  النسائي  من طريق أخرى ، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب  ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر  ، فذكره [ ولفظه :  " يكفك كل شيء "  ] . 
حديث آخر في ذلك : قال  الإمام أحمد   : حدثنا إسحاق بن عيسى  ، حدثنا  ليث بن سعد  ، حدثني الخليل بن مرة  ، عن الأزهر بن عبد الله  ، عن  تميم الداري  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " من قال : لا إله إلا الله واحدا أحدا صمدا ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، ولم يكن له كفوا أحد ، عشر مرات ، كتب له أربعون ألف ألف حسنة "  . 
تفرد به أحمد  والخليل بن مرة   : ضعفه  البخاري  وغيره بمرة . 
حديث آخر : قال أحمد  أيضا : حدثنا حسن بن موسى  ، حدثنا ابن لهيعة  ، حدثنا زبان بن  [ ص: 524 ] فائد  ، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني  ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  " من قرأ " قل هو الله أحد   " حتى يختمها ، عشر مرات ، بنى الله له قصرا في الجنة   " . فقال عمر   : إذن نستكثر يا رسول الله . فقال صلى الله عليه وسلم : " الله أكثر وأطيب "  . تفرد به أحمد   . 
ورواه أبو محمد الدارمي  في مسنده فقال : حدثنا عبد الله بن يزيد  ، حدثنا حيوة  ، حدثنا أبو عقيل زهرة بن معبد   - قال الدارمي   : وكان من الأبدال - أنه سمع  سعيد بن المسيب  يقول : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال :  " من قرأ " قل هو الله أحد   " عشر مرات ، بنى الله له قصرا في الجنة ، ومن قرأها عشرين مرة بنى الله له قصرين في الجنة ، ومن قرأها ثلاثين مرة بنى الله له ثلاثة قصور في الجنة " . فقال  عمر بن الخطاب   : إذا لتكثر قصورنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الله أوسع من ذلك "  . وهذا مرسل جيد . 
حديث آخر : قال  الحافظ أبو يعلى   : حدثنا نصر بن علي  ، حدثني نوح بن قيس  ، أخبرني محمد العطار  ، أخبرتني أم كثير الأنصارية  ، عن أنس بن مالك  ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  " من قرأ " قل هو الله أحد   " خمسين مرة غفرت له ذنوب خمسين سنة " إسناده ضعيف . 
حديث آخر : قال أبو يعلى   : حدثنا أبو الربيع  ، حدثنا حاتم بن ميمون  ، حدثنا ثابت  ، عن أنس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " من قرأ في يوم : " قل هو الله أحد   " مائتي مرة ، كتب الله له ألفا وخمسمائة حسنة إلا أن يكون عليه دين "  . إسناده ضعيف حاتم بن ميمون   : ضعفه  البخاري  وغيره . ورواه الترمذي  ، عن محمد بن مرزوق البصري  ، عن حاتم بن ميمون  به . ولفظه :  " من قرأ كل يوم ، مائتي مرة : " قل هو الله أحد   " محي عنه ذنوب خمسين سنة ، إلا أن يكون عليه دين "  . 
قال الترمذي   : وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  " من أراد أن ينام على فراشه ، فنام على يمينه ، ثم قرأ : " قل هو الله أحد   " مائة مرة ، فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب عز وجل : يا عبدي ، ادخل على يمينك الجنة "  . ثم قال : غريب من حديث ثابت  وقد روي من غير هذا الوجه ، عنه . 
وقال  أبو بكر البزار   : حدثنا سهل بن بحر  ، حدثنا حبان بن أغلب  ، حدثنا أبي ، حدثنا ثابت  ، عن أنس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " من قرأ : " قل هو الله أحد   " مائتي مرة ، حط الله عنه ذنوب مائتي سنة "  . ثم قال : لا نعلم رواه عن ثابت  إلا الحسن بن أبي جعفر  والأغلب بن  [ ص: 525 ] تميم  ، وهما متقاربان في سوء الحفظ . 
حديث آخر في الدعاء بما تضمنته من الأسماء : قال  النسائي  عند تفسيرها : حدثنا عبد الرحمن بن خالد  ، حدثنا  زيد بن الحباب  ، حدثني  مالك بن مغول  ، حدثنا عبد الله بن بريدة  ، عن أبيه : أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا رجل يصلي ، يدعو يقول : اللهم ، إني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد . قال : " والذي نفسي بيده ، لقد سأله باسمه الأعظم ، الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب "  . 
وقد أخرجه بقية أصحاب السنن من طرق ، عن  مالك بن مغول  ، عن عبد الله بن بريدة  ، عن أبيه ، به . وقال الترمذي   : حسن غريب . 
حديث آخر في قراءتها عشر مرات بعد المكتوبة : قال الحافظ أبو يعلى [ الموصلي ]   : حدثنا عبد الأعلى  ، حدثنا بشر بن منصور  ، عن عمر بن نبهان  ، عن أبي شداد  ، عن  جابر بن عبد الله  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " ثلاث من جاء بهن مع الإيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء ، وزوج من الحور العين حيث شاء : من عفا عن قاتله ، وأدى دينا خفيا ، وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات : " قل هو الله أحد   " . قال : فقال أبو بكر   : أو إحداهن يا رسول الله ؟ قال : " أو إحداهن " 
حديث في قراءتها عند دخول المنزل : قال  الحافظ أبو القاسم الطبراني   : حدثنا محمد بن عبد الله بن بكر السراج العسكري  ، حدثنا محمد بن الفرج  ، حدثنا محمد بن الزبرقان  ، عن مروان بن سالم  ، عن  أبي زرعة بن عمرو بن جرير  ، عن  جرير بن عبد الله  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " من قرأ : " قل هو الله أحد   " حين يدخل منزله ، نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران "  . إسناده ضعيف . 
حديث في الإكثار من قراءتها في سائر الأحوال : قال  الحافظ أبو يعلى   : حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي  ، حدثنا  يزيد بن هارون  ، عن العلاء بن محمد الثقفي  قال : سمعت أنس بن مالك  يقول : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك  فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم نرها طلعت فيما مضى  [ ص: 526 ] بمثله ، فأتى جبريل  النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا جبريل  ، ما لي أرى الشمس طلعت اليوم بضياء ونور وشعاع لم أرها طلعت بمثله فيما مضى ؟ " . قال : إن ذلك معاوية بن معاوية الليثي  ، مات بالمدينة  اليوم ، فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه . قال : " وفيم ذلك ؟ " قال : كان يكثر قراءة : " قل هو الله أحد   " في الليل وفي النهار ، وفي ممشاه وقيامه وقعوده ، فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه ؟ قال : " نعم " . فصلى عليه  . 
وكذا رواه  الحافظ أبو بكر البيهقي  في [ كتاب ] دلائل النبوة " من طريق  يزيد بن هارون  ، عن العلاء أبي محمد   - وهو متهم بالوضع - فالله أعلم . 
طريق أخرى : قال أبو يعلى   : حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي أبو عبد الله  ، حدثنا عثمان بن الهيثم   - مؤذن مسجد الجامع بالبصرة عندي - عن محمود أبي عبد الله  ، عن عطاء بن أبي ميمونة  ، عن أنس  قال : نزل جبريل  على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : مات معاوية بن معاوية الليثي  ، فتحب أن تصلي عليه ؟ قال : " نعم " . فضرب بجناحه الأرض ، فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت ، فرفع سريره فنظر إليه ، فكبر عليه وخلفه صفان من الملائكة ، في كل صف سبعون ألف ملك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا جبريل  ، بم نال هذه المنزلة من الله تعالى ؟ " . قال بحبه : " قل هو الله أحد   " وقراءته إياها ذاهبا وجائيا قائما وقاعدا ، وعلى كل حال  . 
ورواه  البيهقي  من رواية  عثمان بن الهيثم المؤذن  ، عن محبوب بن هلال  ، عن عطاء بن أبي ميمونة  ، عن أنس  فذكره . وهذا هو الصواب ، ومحبوب بن هلال  قال  أبو حاتم الرازي   : " ليس بالمشهور " . وقد روي هذا من طرق أخر ، تركناها اختصارا ، وكلها ضعيفة . 
حديث آخر في فضلها مع المعوذتين : قال  الإمام أحمد   : حدثنا أبو المغيرة  ، حدثنا معاذ بن رفاعة  ، حدثني علي بن يزيد  ، عن القاسم  ، عن أبي أمامة  عن عقبة بن عامر  قال : لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فابتدأته فأخذت بيده ، فقلت : يا رسول الله ، بم نجاة المؤمن ؟ قال : " يا عقبة  ، احرس لسانك وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك " . قال : ثم لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فابتدأني فأخذ بيدي ، فقال : " يا عقبة بن عامر  ، ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة ، والإنجيل  [ ص: 527 ] والزبور ، والقرآن العظيم ؟ " . قال : قلت : بلى ، جعلني الله فداك . قال : فأقرأني : " قل هو الله أحد   " و " قل أعوذ برب الفلق   " و " قل أعوذ برب الناس   " ثم قال : " يا عقبة ، لا تنسهن ولا تبت ليلة حتى تقرأهن " . قال : فما نسيتهن منذ قال : " لا تنسهن " ، وما بت ليلة قط حتى أقرأهن . قال عقبة  ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأته ، فأخذت بيده ، فقلت : يا رسول الله ، أخبرني بفواضل الأعمال . فقال : " يا عقبة  ، صل من قطعك ، وأعط من حرمك ، وأعرض عمن ظلمك " 
روى الترمذي  بعضه في " الزهد " ، من حديث عبيد الله بن زحر  ، عن علي بن يزيد  وقال : هذا حديث حسن . وقد رواه أحمد  من طريق آخر : 
حدثنا حسين بن محمد  ، حدثنا  ابن عياش  ، عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي  ، عن فروة بن مجاهد اللخمي  ، عن عقبة بن عامر  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر مثله سواء . تفرد به أحمد   . 
حديث آخر في الاستشفاء بهن   : قال  البخاري   : حدثنا قتيبة  ، حدثنا المفضل  ، عن عقيل  ، عن ابن شهاب  ، عن عروة  عن عائشة  أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما : "قل هو الله أحد   " و " قل أعوذ برب الفلق   " و " قل أعوذ برب الناس   " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات  . 
وهكذا رواه أهل السنن ، من حديث عقيل  به . 
				
						
						
