( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم  ويتوب عليكم والله عليم حكيم   ( 26 ) ) 
( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما   ( 27 ) يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا   ( 28 ) ) 
يخبر تعالى أنه يريد أن يبين لكم - أيها المؤمنون - ما أحل لكم وحرم عليكم ، مما تقدم ذكره في هذه السورة وغيرها ، ( ويهديكم سنن الذين من قبلكم   ) يعني : طرائقهم الحميدة واتباع شرائعه التي يحبها ويرضاها ( ويتوب عليكم   ) أي من الإثم والمحارم ، ( والله عليم حكيم   ) أي في شرعه وقدره وأفعاله وأقواله . 
وقوله : (  [ والله يريد أن يتوب عليكم ] ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما   ) أي : يريد أتباع الشياطين من اليهود  والنصارى  والزناة ( أن تميلوا   ) يعني : عن الحق إلى الباطل ( ميلا عظيما . يريد الله أن يخفف عنكم   ) أي : في شرائعه وأوامره ونواهيه وما يقدره لكم ، ولهذا أباح [ نكاح ] الإماء بشروطه ، كما قال مجاهد  وغيره : ( خلق الإنسان ضعيفا ) فناسبه التخفيف; لضعفه في نفسه وضعف عزمه وهمته . 
وقال ابن أبي حاتم   : حدثنا محمد بن إسماعيل [ الأحمسي   ] حدثنا  وكيع ،  عن سفيان ،  عن ابن طاوس  ، عن أبيه : ( خلق الإنسان ضعيفا ) أي : في أمر النساء ، وقال  وكيع   : يذهب عقله عندهن . 
وقال موسى الكليم  عليه الصلاة والسلام لنبينا صلوات الله وسلامه عليه ليلة الإسراء حين مر عليه راجعا من عند سدرة المنتهى ، فقال له : ماذا فرض عليكم ؟ فقال : " أمرني بخمسين  [ ص: 268 ] صلاة في كل يوم وليلة " فقال له : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف; فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فإني قد بلوت الناس قبلك على ما هو أقل من ذلك فعجزوا ، وإن أمتك أضعف أسماعا وأبصارا وقلوبا ، فرجع فوضع عشرا ، ثم رجع إلى موسى  فلم يزل كذلك حتى بقيت خمسا [ قال الله عز وجل : " هن خمس وهن خمسون ، الحسنة بعشر أمثالها " ] الحديث . 
				
						
						
