حدثنا أنزل القرآن على سبعة أحرف سعيد بن عفير ، حدثنا الليث ، حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : حدثني عبيد الله بن عبد الله ؛ أن حدثه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عبد الله بن عباس جبريل على حرف فراجعته ، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف . أقرأني
وقد رواه - أيضا - في بدء الخلق ، ومسلم من حديث يونس ، ومسلم - أيضا - من حديث معمر ، كلاهما عن الزهري بنحوه ورواه ابن جرير من حديث الزهري به ثم قال الزهري : بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا تختلف في حلال ولا في حرام . [ ص: 36 ]
وهذا مبسوط في الحديث الذي رواه حيث قال : الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام
حدثنا يزيد ويحيى بن سعيد كلاهما عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، أبي بن كعب قال : ما حاك في صدري شيء منذ أسلمت ، إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، أقرأتني آية كذا وكذا ؟ قال : نعم ، وقال الآخر : أليس تقرأني آية كذا وكذا ؟ قال : نعم . فقال : إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري ، فقال جبريل : ، فقال اقرأ القرآن على حرف ميكائيل : استزده ، حتى بلغ سبعة أحرف وكل حرف شاف كاف . عن
وقد رواه من حديث النسائي يزيد - وهو ابن هارون - كلاهما عن ويحيى بن سعيد القطان حميد الطويل ، عن أنس ، عن أبي بن كعب بنحوه . وكذا رواه ابن أبي عدي ومحمود بن ميمون الزعفراني كلهم عن ويحيى بن أيوب حميد به . وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن مرزوق ، حدثنا أبو الوليد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن أنس ، عن عبادة بن الصامت ، عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأدخل بينهما أنزل القرآن على سبعة أحرف عبادة بن الصامت .
وقال الإمام ، رحمه الله : حدثنا أحمد بن حنبل يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد ، حدثني عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، أبي بن كعب ، قال : كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه ، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه ، فقمنا جميعا ، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه ، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : اقرآ ، فقرآ ، فقال : أصبتما . فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال ، كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية ، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا ، وكأنما أنظر إلى [ رسول ] الله فرقا فقال : يا أبي ، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف ، فرددت إليه أن هون على أمتي ، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين ، فرددت إليه أن هون على أمتي ، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف ، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها . قال : قلت : اللهم اغفر لأمتي ، اللهم اغفر لأمتي ، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام . وهكذا رواه عن مسلم من حديث إسماعيل بن أبي خالد به .
وقال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا ، عن محمد بن فضيل إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي بن كعب ، قال : قال [ ص: 37 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : . إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد ، فقلت : خفف عن أمتي ، فقال : اقرأه على حرفين ، فقلت : اللهم رب خفف عن أمتي ، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف
وقال ابن جرير : حدثنا يونس عن ابن وهب : أخبرني ، عن هشام بن سعد عبيد الله بن عمر ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب ، أنه قال : أبي : فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان حتى احمر وجهي ، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي ، فضرب يده في صدري ثم قال : اللهم أخسئ الشيطان عنه ، يا أبي ، أتاني آت من ربي فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد ، فقلت : رب ، خفف عني ، ثم أتاني الثانية فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين فقلت : رب ، خفف عن أمتي ، ثم أتاني الثالثة ، فقال مثل ذلك ، وقلت له مثل ذلك ، ثم أتاني الرابعة فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف ، ولك بكل ردة مسألة ، فقلت : يا رب ، اللهم اغفر لأمتي ، يا رب ، اغفر لأمتي ، واختبأت الثالثة شفاعة لأمتي يوم القيامة . إسناده صحيح . سمعت رجلا يقرأ في سورة النحل قراءة تخالف قراءتي ، ثم سمعت آخر يقرؤها بخلاف ذلك ، فانطلقت بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل فسألتهما : من أقرأكما ؟ فقالا : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما : اقرأ . فقرأ ، فقال : أحسنت ثم قال للآخر : اقرأ . فقرأ ، فقال : أحسنت . قال
قلت : وهذا الشك الذي حصل لأبي في تلك الساعة هو - والله أعلم - السبب الذي لأجله قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم - قراءة إبلاغ وإعلام ودواء ؛ لما كان حصل له - سورة لم يكن الذين كفروا ) إلى آخرها لاشتمالها على قوله تعالى : ( رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة ) [ البينة : 2 ، 3 ] ، وهذا نظير تلاوته سورة الفتح حين أنزلت مرجعه - عليه السلام - من الحديبية على ، وذلك لما كان تقدم له من الأسئلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب ، رضي الله عنهما ، في قوله تعالى : ( ولأبي بكر الصديق لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ) [ الفتح : 27 ] .
وقال ابن جرير : حدثنا ، حدثنا محمد بن المثنى محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مجاهد ، عن ، عن ابن أبي ليلى أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بني غفار ، فأتاه جبريل فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف ، قال : أسأل الله معافاته ومغفرته ، فإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم أتاه الثانية فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين . قال : [ ص: 38 ] أسأل الله معافاته ومغفرته ، فإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم جاءه الثالثة قال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال : أسأل الله معافاته ومغفرته ، وإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم جاءه الرابعة فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا . كان عند أخباة
وأخرجه مسلم وأبو داود من رواية والنسائي شعبة به ، وفي لفظ عن لأبي داود أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي ، إني أقرئت القرآن فقيل لي : على حرف أو حرفين ؟ فقال الملك الذي معي : قل على حرفين . قلت : على حرفين . فقيل لي : على حرفين أو ثلاثة ؟ فقال الملك الذي معي : قل على ثلاثة . قلت : على ثلاثة . حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال : ليس منها إلا شاف كاف إن قلت : سميعا عليما ، عزيزا حكيما ، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب . يا
وقد روى ثابت بن قاسم نحوا من هذا عن عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن كلام أبي هريرة ابن مسعود ، رضي الله عنه ، نحو ذلك .
وقال : حدثنا الإمام أحمد ، عن حسين بن علي الجعفي زائدة ، عن عاصم ، عن زر ، عن أبي قال : جبريل عند أحجار المراء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل : إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ العاصي ، والعجوز الكبيرة ، والغلام ، فقال : مرهم فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف . لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخرجه الترمذي من حديث عاصم بن أبي النجود ، عن زر ، عن أبي بن كعب ، به وقال : حسن صحيح .
وقد رواه أبو عبيد عن أبي النضر ، عن شيبان ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر ، عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي جبريل عند أحجار المراء ، فذكر الحديث والله أعلم .
وهكذا رواه عن الإمام أحمد عفان ، عن حماد ، عن عاصم ، عن زر ، عن حذيفة ؟ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : جبريل عند أحجار المراء ، فقلت : يا جبريل ، إني أرسلت إلى أمة أمية ؛ الرجل ، والمرأة ، والغلام ، والجارية ، والشيخ الفاني ، الذي لم يقرأ كتابا قط فقال : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف . لقيت
وقال أحمد أيضا : حدثنا وكيع وعبد الرحمن ، عن سفيان ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن : حدثني من لم يكذبني - يعني ربعي بن حراش حذيفة - قال : جبريل عند أحجار المراء [ ص: 39 ] فقال : إن أمتك يقرءون القرآن على سبعة أحرف ، فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما علم ، ولا يرجع عنه . وقال لقي النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن : . وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه . إن في أمتك الضعيف ، فمن قرأ على حرف فلا يتحول منه إلى غيره رغبة عنه
حديث آخر في معناه عن : قال سليمان بن صرد ابن جرير : حدثنا إسماعيل بن موسى السدي ، حدثنا شريك عن أبي إسحاق ، عن - يرفعه - قال : سليمان بن صرد . ورواه أتاني ملكان ، فقال أحدهما : اقرأ . قال : على كم ؟ قال : على حرف . قال : زده ، حتى انتهى إلى سبعة أحرف في اليوم والليلة عن النسائي عبد الرحمن بن محمد بن سلام عن إسحاق الأزرق عن العوام بن حوشب ، عن أبي إسحاق ، عن قال : أتى سليمان بن صرد أبي بن كعب رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلين اختلفا في القراءة ، فذكر الحديث .
وهكذا رواه أحمد بن منيع عن ، عن يزيد بن هارون العوام بن حوشب به ، ورواه أبو عبيد عن ، عن يزيد بن هارون العوام ، عن أبي إسحاق ، عن ، عن سليمان بن صرد أبي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجلين ، فذكره .
وقال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا ، حدثنا يحيى بن آدم إسرائيل عن أبي إسحاق ، عن فلان العبدي - قال ابن جرير : ذهب عني اسمه - عن ، عن سليمان بن صرد أبي بن كعب قال : أبي الشك . قال : ففضت عرقا ، وامتلأ جوفي فرقا . قال : ثم قال : إن الملكين أتياني ، فقال أحدهما : اقرأ القرآن على حرف ، وقال الآخر : زده . قال : قلت : زدني . فقال : اقرأه على حرفين ، حتى بلغ سبعة أحرف فقال : اقرأه على سبعة أحرف . رحت إلى المسجد ، فسمعت رجلا يقرأ فقلت : من أقرأك ؟ قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : استقرئ هذا . قال : فقرأ ، فقال : أحسنت . قال : قلت : إنك أقرأتني كذا وكذا ! فقال : وأنت قد أحسنت . فقلت : قد أحسنت قد أحسنت . قال : فضرب بيده على صدري ثم قال : اللهم أذهب عن
وقد رواه أبو عبيد عن حجاج ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن شتير العبدي ، عن عن سليمان بن صرد أبي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ذلك ورواه أبو داود عن ، عن أبي داود الطيالسي همام ، عن قتادة ، عن ، عن يحيى بن يعمر ، عن سليمان بن صرد أبي بن كعب بنحوه . [ ص: 40 ]
فهذا الحديث محفوظ من حيث الجملة عن أبي بن كعب ، والظاهر أن شاهد على ذلك ، والله أعلم . سليمان بن صرد الخزاعي
حديث آخر عن أبي بكرة : قال : حدثنا الإمام أحمد عبد الرحمن بن مهدي ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عبد الرحمن بن أبي بكرة جبريل وميكائيل ، عليهما السلام ، فقال جبريل : اقرأ القرآن على حرف واحد ، فقال ميكائيل : استزده ، فقال : اقرأ على سبعة أحرف ، كلها شاف كاف ، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب برحمة . أتاني
وهكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب ، عن ، عن زيد بن الحباب حماد بن سلمة به ، وزاد في آخره : كقولك : هلم وتعال .
حديث آخر عن سمرة : قال : حدثنا الإمام أحمد بهز وعفان كلاهما عن حماد بن سلمة ، حدثنا قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : . إسناد صحيح ، ولم يخرجوه . أنزل القرآن على سبعة أحرف
حديث آخر عن : قال أبي هريرة : حدثنا الإمام أحمد أنس بن عياض ، حدثني أبو حازم ، عن أبي سلمة - لا أعلمه إلا عن - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة . ورواه نزل القرآن على سبعة أحرف ، مراء في القرآن كفر - ثلاث مرات - فما علمتم منه فاعملوا وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه عن النسائي قتيبة عن به . أبي ضمرة أنس بن عياض
حديث آخر عن أم أيوب : قال : حدثنا الإمام أحمد سفيان عن عبيد الله وهو ابن أبي يزيد - عن أبيه ، عن أم أيوب - يعني امرأة أبي أيوب الأنصارية - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : . وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة . أنزل القرآن على سبعة أحرف ، أيها قرأت جزاك
حديث آخر عن أبي جهيم : قال أبو عبيد : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن يزيد بن خصيفة ، عن مسلم بن سعيد مولى الحضرمي وقال غيره : عن ، عن بسر بن سعيد أبي جهيم الأنصاري ؛ أبو جهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف ، فلا [ ص: 41 ] تماروا ، فإن مراء فيه كفر . هكذا رواه أن رجلين اختلفا في آية من القرآن ، كلاهما يزعم أنه تلقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمشيا جميعا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر أبو عبيد على الشك وقد رواه على الصواب ، فقال : حدثنا الإمام أحمد أبو سلمة الخزاعي ، حدثنا ، حدثني سليمان بن بلال يزيد بن خصيفة ، أخبرني ، حدثني بسر بن سعيد أبو جهيم ؛ . وهذا إسناد صحيح - أيضا - ولم يخرجوه . أن رجلين اختلفا في آية من القرآن فقال هذا : تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هذا : تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : القرآن يقرأ على سبعة أحرف ، فلا تماروا في القرآن ، فإن مراء في القرآن كفر
ثم قال أبو عبيد : حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث ، عن يزيد بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن ، عن بسر بن سعيد أبي قيس - مولى عمرو بن العاص - - : إنما هي كذا وكذا ، بغير ما قرأ الرجل ، فقال الرجل : هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم [ فخرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ] حتى أتياه ، فذكرا ذلك له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف ، فأي ذلك قرأتم أصبتم ، فلا تماروا في القرآن ، فإن مراء فيه كفر عمرو - يعني ابن العاص . ورواه أن رجلا قرأ آية من القرآن ، فقال له عن الإمام أحمد أبي سلمة الخزاعي ، عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ، عن ، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد ، عن بسر بن سعيد أبي قيس مولى عمرو بن العاص به نحوه ، وفيه : فإن المراء فيه كفر أو إنه الكفر به . وهذا - أيضا - حديث جيد .
حديث آخر عن ابن مسعود : قال ابن جرير : حدثنا ، حدثنا يونس بن عبد الأعلى ابن وهب ، أخبرني حيوة بن شريح ، عن ، عن عقيل بن خالد سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : آمنا به كل من عند ربنا . ثم رواه عن كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد ، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف : زاجر ، وآمر ، وحلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال ، فأحلوا حلاله ، وحرموا حرامه ، وافعلوا ما أمرتم به ، وانتهوا عما نهيتم عنه ، واعتبروا بأمثاله ، واعملوا بمحكمه ، وآمنوا بمتشابهه ، وقولوا : ( كريب عن المحاربي ، عن ضمرة بن حبيب ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن ابن مسعود من كلامه وهو أشبه . والله أعلم . [ ص: 42 ] فصل
قال أبو عبيد : قد تواترت هذه الأحاديث كلها عن الأحرف السبعة إلا ما حدثني عفان ، عن حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة بن جندب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : . نزل القرآن على ثلاثة أحرف
قال أبو عبيد : ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة ، وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه ، وهذا شيء غير موجود ، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب ، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى ، والثالث بلغة أخرى سواهما ، كذلك إلى السبعة ، وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض ، وذلك بين في أحاديث تترى ، قال : وقد روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : نزل القرآن على سبع لغات ، منها خمس بلغة العجز من هوازن .
قال أبو عبيد : العجز هم بنو أسعد بن بكر ، وجشم بن بكر ، ونصر بن معاوية ، وثقيف هم عليا هوازن الذين قال أبو عمرو بن العلاء : أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم يعني دارم . ولهذا قال عمر : لا يملي في مصاحفنا إلا غلمان قريش أو ثقيف .
قال ابن جرير : واللغتان الأخريان : قريش وخزاعة رواه قتادة عن ابن عباس ، ولكن لم يلقه .
قال أبو عبيد : وحدثنا هشيم عن حصين بن عبد الرحمن ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ؛ أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر . قال أبو عبيد : يعني أنه كان يستشهد به على التفسير . حدثنا هشيم عن أبي بشر ، عن سعيد أو مجاهد ، عن ابن عباس في قوله : ( والليل وما وسق ) [ الانشقاق : 17 ] ، قال : ما جمع ، وأنشد :
قد اتسقن لو يجدن سائقا
حدثنا هشيم ، أنبأنا حصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله : ( فإذا هم بالساهرة ) [ النازعات : 14 ] ، قال : الأرض ، قال : وقال ابن عباس : قال أمية بن أبي الصلت :
عندهم لحم بحر ولحم ساهرة
[ ص: 43 ] حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : كنت لا أدري ما فاطر السماوات والأرض ) [ فاطر : 1 ] ، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما : أنا فطرتها . يقول : أنا ابتدأتها . إسناد جيد أيضا .وقال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري - رحمه الله - بعد ما أورد طرفا مما تقدم : وصح وثبت أن الذي نزل به القرآن من ألسن العرب البعض منها دون الجمع إذا كان معلوما أن ألسنتها ولغاتها أكثر من سبع بما يعجز عن إحصائه ثم قال : وما برهانك على ما قلته دون أن يكون معناه ما قاله مخالفوك من أنه نزل بأمر وزجر ، وترغيب وترهيب ، وقصص ومثل ، ونحو ذلك من الأقوال فقد علمت قائل ذلك من سلف الأمة وخيار الأئمة ؟ قيل له : إن الذين قالوا ذلك لم يدعوا أن تأويل الأخبار التي تقدم ذكرها ، هو ما زعمت أنهم قالوه في الأحرف السبعة ، التي نزل بها القرآن دون غيره فيكون ذلك لقولنا مخالفا ، وإنما أخبروا أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، يعنون بذلك أنه نزل على سبعة أوجه ، والذي قالوا من ذلك كما قالوا ، وقد روينا بمثل الذي قالوا من ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن جماعة من الصحابة ، من أنه نزل من سبعة أبواب الجنة ، كما تقدم . يعني كما تقدم في رواية عن أبي بن كعب : وعبد الله بن مسعود . أن القرآن نزل من سبعة أبواب الجنة
قال ابن جرير : والأبواب السبعة من الجنة هي المعاني التي فيها من الأمر والنهي ، والترغيب والترهيب ، والقصص والمثل ، التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهي ، استوجب بها الجنة .
ثم بسط القول في هذا بما حاصله : أن الشارع رخص للأمة التلاوة على سبعة أحرف ، ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين - رضي الله عنه - اختلاف الناس في القراءة ، وخاف من تفرق كلمتهم جمعهم على حرف واحد ، وهو هذا المصحف الإمام ، قال : واستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة ، ورأت أن فيما فعله من ذلك الرشد والهداية ، وتركت القراءة الأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له ، ونظرا منها لأنفسها وعن بعدها من سائر أهل ملتها ، حتى درست من الأمة معرفتها ، وتعفت آثارها ، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها ؛ لدثورها وعفو آثارها . إلى أن قال : فإن قال من ضعفت معرفته : وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها ؟ قيل : إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض ، وإنما كان أمر إباحة ورخصة ؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة ، ويقطع خبره العذر ، ويزيل الشك من قراءة الأمة ، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين . إلى أن قال : فأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه ، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق [ ص: 44 ] الصورة في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : عثمان بن عفان بعزل ؛ لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر ، في قول أحد من علماء الأمة ، وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر ، كما تقدم . أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف
الحديث الثاني : قال رحمه الله : حدثنا البخاري سعيد بن عفير ، حدثنا الليث ، حدثنا عقيل ، عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير : أن المسور بن مخرمة حدثاه أنهما سمعا وعبد الرحمن بن عبد القارئ يقول : عمر بن الخطاب هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكدت أساوره في الصلاة ، فتبصرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت : من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ؟ قال : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت : كذبت ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت ، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرسله ، اقرأ يا هشام ، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذلك أنزلت ، ثم قال : اقرأ يا عمر ، فقرأت القراءة التي أقرأني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذلك أنزلت . إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ، فاقرءوا ما تيسر منه . سمعت
وقد رواه الإمام أحمد - أيضا - والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من طرق عن والترمذي الزهري ورواه - أيضا - عن الإمام أحمد ابن مهدي ، عن مالك ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عبد الرحمن بن عبد ، عن عمر ، فذكر الحديث بنحوه .
وقال : حدثنا الإمام أحمد عبد الصمد ، حدثنا حرب بن ثابت ، حدثنا ، عن أبيه ، عن جده قال : إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عمر فغير عليه فقال : قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي قال : فاجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقرأ الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : قد أحسنت . قال : فكأن عمر وجد من ذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عمر ، إن القرآن كله صواب ، ما لم يجعل عذاب مغفرة أو مغفرة عذابا . قرأ رجل عند
وهذا إسناد حسن . وحرب بن ثابت هذا يكنى بأبي ثابت ، لا نعرف أحدا جرحه .
وقد اختلف العلماء في على أقوال : قال معنى هذه السبعة الأحرف وما أريد منها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري القرطبي المالكي في مقدمات تفسيره : وقد اختلف العلماء في المراء بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها ، ونحن نذكر منها خمسة أقوال . [ ص: 45 ] أبو حاتم محمد بن حبان البستي
قلت : ثم سردها القرطبي ، وحاصلها ما أنا مورده ملخصا :
فالأول - وهو قول أكثر أهل العلم ، منهم سفيان بن عيينة ، ، وعبد الله بن وهب ، وأبو جعفر بن جرير - : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو : أقبل وتعال وهلم . وقال والطحاوي : وأبين ما ذكر في ذلك حديث الطحاوي أبي بكرة قال : جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ على حرف ، فقال ميكائيل : استزده فقال : اقرأ على حرفين ، فقال ميكائيل : استزده ، حتى بلغ سبعة أحرف ، فقال : اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب ، أو آية عذاب بآية رحمة ، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل . جاء
وروي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن أبي بن كعب : أنه كان يقرأ : ( يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم ) [ الحديد : 13 ] : للذين آمنوا أمهلونا للذين آمنوا أخرونا للذين آمنوا ارقبونا ، وكان يقرأ : ( كلما أضاء لهم مشوا فيه ) [ البقرة : 20 ] : مروا فيه سعوا فيه . قال . وغيره : وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات ، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش ، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ وقد ادعى الطحاوي الطحاوي والقاضي الباقلاني أن ذلك كان رخصة في أول الأمر ، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة . والشيخ أبو عمرو بن عبد البر
قلت : وقال بعضهم : إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين ، رضي الله عنه ، أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم ، وإنما جمعهم عليها لما رأى من اختلافهم في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا ، فرتب لهم المصاحف الأئمة على العرضة الأخيرة التي عارض بها عثمان بن عفان جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره ، عليه الصلاة والسلام ، وعزم عليهم ألا يقرءوا بغيرها ، وألا يتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة ، ولكنها أفضت إلى الفرقة والاختلاف ، كما ألزم الناس بالطلاق الثلاثة المجموعة حين تتابعوا فيها وأكثروا منها ، قال : فلو أنا أمضيناه عليهم ، فأمضاه عليهم . وكان كذلك ينهى عن المتعة في أشهر الحج لئلا ينقطع زيارة البيت في غير أشهر الحج . وقد كان عمر بن الخطاب أبو موسى يفتي بالتمتع فترك فتياه اتباعا لأمير المؤمنين وسمعا وطاعة لأئمة المهديين .
القول الثاني : أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف ، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر . قال : وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله : ( الخطابي وعبد الطاغوت ) [ المائدة : 60 ] و يرتع ويلعب ) [ يوسف : 12 ] . قال القرطبي : ذهب إلى هذا القول أبو عبيد ، واختاره ابن عطية . قال أبو عبيد : وبعض اللغات أسعد به من بعض ، وقال : ومعنى قول القاضي الباقلاني عثمان : إنه نزل بلسان قريش ، أي : معظمه ، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله ، قال الله تعالى : ( قرآنا عربيا ) [ يوسف : 2 ] ، ولم يقل : قرشيا . قال : واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا ، يعني حجازها ويمنها ، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن [ ص: 46 ] عبد البر ، قال : لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات بتحقيق الهمزات ، فإن قريشا لا تهمز . وقال ابن عطية : قال ابن عباس : ما كنت أدري ما معنى : ( فاطر السماوات والأرض ) [ فاطر : 1 ] ، حتى سمعت أعرابيا يقول لبئر ابتدأ حفرها : أنا فطرتها .
القول الثالث : أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة ؛ لقول عثمان : إن القرآن نزل بلغة قريش ، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب ، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره .
القول الرابع - وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء - : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء ، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل : ( ويضيق صدري ) [ الشعراء : 13 ] و " يضيق " ، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل : ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ) [ سبأ : 19 ] و " باعد " بين أسفارنا ، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل : ( ننشزها ) [ البقرة : 259 ] ، و " ننشرها " أو بالكلمة مع بقاء المعنى [ مثل ] كالعهن المنفوش ) [ القارعة : 5 ] ، أو كالصوف المنفوش أو باختلاف الكلمة بالتقدم والتأخر مثل : ( وجاءت سكرة الموت بالحق ) [ ق : 19 ] ، أو سكرة الحق بالموت ، أو بالزيادة مثل تسع وتسعون نعجة أنثى ، وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين . فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور .
القول الخامس : أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي : أمر ، ونهي ، ووعد ، ووعيد ، وقصص ، ومجادلة ، وأمثال . قال ابن عطية : وهذا ضعيف ؛ لأن هذه لا تسمى حروفا ، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني ، وقد أورد في هذا حديثا ، ثم قال : وليست هذه هي التي أجاز لهم القراء بها . القاضي الباقلاني
فصل
قال القرطبي : قال كثير من علمائنا كالداودي وغيرهما : هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها ، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه وابن أبي صفرة عثمان المصحف . ذكره ابن النحاس وغيره .
قال القرطبي : وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها ، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده . قال : وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات ، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب .
قال ، رحمه الله : البخاري