( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن  والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون   ( 33 ) ) . 
قال  الإمام أحمد   : حدثنا أبو معاوية  ، حدثنا الأعمش ،  عن شقيق ،  عن عبد الله  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أحد أغير من الله ، فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ولا أحد أحب إليه المدح من الله  " 
أخرجاه في الصحيحين ، من حديث سليمان بن مهران الأعمش  ، عن شقيق  عن أبي وائل  ، عن  عبد الله بن مسعود  وتقدم الكلام في سورة الأنعام على ما يتعلق بالفواحش ما ظهر منها وما بطن . 
وقوله : ( والإثم والبغي بغير الحق   ) قال  السدي   : أما الإثم فالمعصية ، والبغي أن تبغي على الناس بغير الحق  . 
 [ ص: 409 ] وقال مجاهد   : الإثم المعاصي كلها ، وأخبر أن الباغي بغيه كائن على نفسه . 
وحاصل ما فسر به الإثم أنه الخطايا المتعلقة بالفاعل نفسه ، والبغي هو التعدي إلى الناس ، فحرم الله هذا وهذا . 
وقوله : ( وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون   ) أي : تجعلوا له شريكا في عبادته ، وأن تقولوا عليه من الافتراء والكذب من دعوى أن له ولدا ونحو ذلك ، مما لا علم لكم به كما قال تعالى : ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور  حنفاء لله غير مشركين به   ) الآية [ الحج : 30 ، 31 ] . 
				
						
						
