( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون    ( 96 ) أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون   ( 97 ) أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون   ( 98 ) أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون   ( 99 ) ) 
يقول تعالى مخبرا عن قلة إيمان أهل القرى الذين أرسل فيهم الرسل ، كقوله تعالى ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين   ) [ يونس : 98 ]  [ ص: 451 ] أي : ما آمنت قرية بتمامها إلا قوم يونس  ، فإنهم آمنوا ، وذلك بعد ما عاينوا العذاب ، كما قال تعالى : ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون  فآمنوا فمتعناهم إلى حين   ) [ الصافات : 147 ، 148 ] وقال تعالى : ( وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون   ) [ سبأ : 34 ] 
وقوله تعالى : ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا   ) أي : آمنت قلوبهم بما جاءتهم به الرسل ، وصدقت به واتبعته ، واتقوا بفعل الطاعات وترك المحرمات ، ( لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض   ) أي : قطر السماء ونبات الأرض . قال تعالى : ( ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون   ) أي : ولكن كذبوا رسلهم ، فعاقبناهم بالهلاك على ما كسبوا من المآثم والمحارم . 
ثم قال تعالى مخوفا ومحذرا من مخالفة أوامره ، والتجرؤ على زواجره : ( أفأمن أهل القرى   ) أي : الكافرة ( أن يأتيهم بأسنا   ) أي : عذابنا ونكالنا ، ( بياتا ) أي : ليلا ( وهم نائمون  أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون   ) أي : في حال شغلهم وغفلتهم ، ( أفأمنوا مكر الله   ) أي : بأسه ونقمته وقدرته عليهم وأخذه إياهم في حال سهوهم وغفلتهم ( فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون   ) ; ولهذا قال  الحسن البصري  ، رحمه الله : المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائف  ، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن  . 
				
						
						
