( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير    ( 73 ) ) 
لما ذكر تعالى أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض ، قطع الموالاة بينهم وبين الكفار ، كما قال  الحاكم  في مستدركه : 
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ  ، حدثنا أبو سعد يحيى بن منصور الهروي  ، حدثنا محمد بن أبان  ، حدثنا محمد بن يزيد   وسفيان بن حسين  ، عن الزهري  ، عن علي بن الحسين  ، عن عمرو بن عثمان  ، عن أسامة  ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لا يتوارث أهل ملتين  ، ولا يرث مسلم كافرا ، ولا كافر مسلما ، ثم قرأ : ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير   ) ثم قال  الحاكم   : صحيح الإسناد ولم يخرجاه . 
قلت : الحديث في الصحيحين من رواية أسامة بن زيد  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم وفي المسند والسنن ، من حديث عمرو بن شعيب  ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا يتوارث أهل ملتين شتى وقال الترمذي   : حسن صحيح . 
وقال أبو جعفر بن جرير   : حدثنا محمد  ، [ عن محمد بن ثور   ] عن معمر  ، عن الزهري   : أن  [ ص: 98 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ على رجل دخل في الإسلام فقال : تقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتحج البيت ، وتصوم رمضان ، وأنك لا ترى نار مشرك إلا وأنت له حرب  . 
وهذا مرسل من هذا الوجه ، وقد روي متصلا من وجه آخر ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنه قال : أنا بريء من كل مسلم بين ظهراني المشركين ، ثم قال : لا يتراءى ناراهما  . 
وقال أبو داود  في آخر كتاب الجهاد : حدثنا محمد بن داود بن سفيان  ، أخبرني  يحيى بن حسان  ، أنبأنا سليمان بن موسى أبو داود  ، حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب   [ حدثني خبيب بن سليمان  ، عن أبيه سليمان بن سمرة   ] عن سمرة بن جندب   : أما بعد ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله  . 
وقد ذكر الحافظ أبو بكر بن مردويه  ، من حديث حاتم بن إسماعيل  ، عن  عبد الله بن هرمز  ، عن محمد  وسعيد ابني عبيد  ، عن أبي حاتم المزني  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه  إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . قالوا : يا رسول الله ، وإن كان ؟ قال : إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه - ثلاث مرات  . 
وأخرجه أبو داود   والترمذي  ، من حديث حاتم بن إسماعيل  ، به بنحوه . 
ثم روي من حديث عبد الحميد بن سليمان  ، عن ابن عجلان  ، عن ابن وثيمة النصري  عن  أبي هريرة   - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض  . 
ومعنى قوله تعالى : ( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير   ) أي : إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين ، وإلا وقعت الفتنة في الناس ، وهو التباس الأمر ، واختلاط المؤمن بالكافر ، فيقع بين الناس فساد منتشر طويل عريض . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					