( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون    ( 11 ) ) 
يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده : أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم ، وأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك ، فلهذا لا يستجيب لهم - والحالة هذه - لطفا ورحمة ، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم وأولادهم بالخير والبركة والنماء ؛ ولهذا قال : ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم   ) أي : لو استجاب لهم كل ما دعوه به في ذلك ، لأهلكهم ، ولكن لا ينبغي الإكثار من ذلك ، كما جاء في الحديث الذي رواه  الحافظ أبو بكر البزار  في مسنده : 
حدثنا محمد بن معمر  ، حدثنا يعقوب بن محمد  ، حدثنا حاتم بن إسماعيل  ، حدثنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة  عن عبادة بن الوليد  ، حدثنا جابر  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " لا تدعوا على أنفسكم ، لا تدعوا على أولادكم ، لا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم "  . 
ورواه أبو داود  ، من حديث حاتم بن إسماعيل  ، به . 
وقال البزار   : [ و ] تفرد به  عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري  ، لم يشاركه أحد فيه ، وهذا كقوله تعالى : ( ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا   ) [ الإسراء : 11 ] . 
وقال مجاهد  في تفسير هذه الآية : ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير   ) هو قول الإنسان لولده وماله إذا غضب عليه : " اللهم لا تبارك فيه والعنه " . فلو يعجل لهم الاستجابة في  [ ص: 252 ] ذلك ، كما يستجاب لهم في الخير لأهلكهم . 
				
						
						
