( ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين    ( 13 ) ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون   ( 14 ) ) 
أخبر تعالى عما أحل بالقرون الماضية ، في تكذيبهم الرسل فيما جاءوهم به من البينات والحجج الواضحات ، ثم استخلف الله هؤلاء القوم من بعدهم ، وأرسل إليهم رسولا لينظر طاعتهم له ، واتباعهم رسوله ، وفي صحيح مسلم  من حديث  أبي نضرة  ، عن أبي سعيد  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر ماذا تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "  . 
وقال ابن جرير   : حدثني المثنى ،  حدثنا زيد بن عوف أبو ربيعة فهد  حدثنا حماد ،  عن ثابت  [ ص: 253 ] البناني  ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى  ؛ أن عوف بن مالك  قال لأبي بكر   : رأيت فيما يرى النائم كأن سببا دلي من السماء ، فانتشط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أعيد ، فانتشط أبو بكر  ، ثم ذرع الناس حول المنبر ، ففضل عمر  بثلاث أذرع إلى المنبر . فقال عمر   : دعنا من رؤياك ، لا أرب لنا فيها ! فلما استخلف عمر  قال : يا عوف ،  رؤياك ! فقال : وهل لك في رؤياي من حاجة ؟ أولم تنتهرني ؟ فقال : ويحك ! إني : كرهت أن تنعى لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه ! فقص عليه الرؤيا ، حتى إذا بلغ : " ذرع الناس إلى المنبر بهذه الثلاث الأذرع " ، قال : أما إحداهن فإنه كائن خليفة . وأما الثانية فإنه لا يخاف في الله لومة لائم . وأما الثالثة فإنه شهيد . قال : فقال : يقول الله تعالى : ( ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون   ) فقد استخلفت يا ابن أم عمر  ، فانظر كيف تعمل ؟ وأما قوله : " فإني لا أخاف في الله لومة لائم " ، فما شاء الله ! وأما قوله : [ إني ] شهيد فأنى لعمر  الشهادة والمسلمون مطيفون به  . 
				
						
						
