[ ص: 410 ]  ( فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون    ( 96 ) قالوا ياأبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين   ( 97 ) قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم   ( 98 ) ) 
قال ابن عباس  والضحاك   : ( البشير ) البريد . 
وقال مجاهد   والسدي   : كان يهوذا بن يعقوب   . 
قال  السدي   : إنما جاء به لأنه هو الذي جاء بالقميص وهو ملطخ بدم كذب ، فأراد أن يغسل ذلك بهذا ، فجاء بالقميص فألقاه على وجه أبيه ، فرجع بصيرا . 
وقال لبنيه عند ذلك : ( ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون   ) أي : أعلم أن الله سيرده إلي ، وقلت لكم : ( إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون   ) فعند ذلك قالوا لأبيهم مترفقين له : ( يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم   ) أي : من تاب إليه تاب عليه . 
قال ابن مسعود  ،  وإبراهيم التيمي  ، وعمرو بن قيس  ،  وابن جريج  وغيرهم : أرجأهم إلى وقت السحر . 
وقال ابن جرير   : حدثني أبو السائب ،  حدثنا ابن إدريس ،  سمعت عبد الرحمن بن إسحاق  يذكر عن  محارب بن دثار  قال : كان عمر ،  رضي الله عنه ، يأتي المسجد فيسمع إنسانا يقول : " اللهم دعوتني فأجبت ، وأمرتني فأطعت ، وهذا السحر فاغفر لي " . قال : فاستمع الصوت فإذا هو من دار  عبد الله بن مسعود   . فسأل عبد الله  عن ذلك فقال : إن يعقوب  أخر بنيه إلى السحر بقوله : ( سوف أستغفر لكم ربي   ) 
وقد ورد في الحديث أن ذلك كان ليلة جمعة ، كما قال ابن جرير   : أيضا : حدثني المثنى ،  حدثنا سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب الدمشقي ،  حدثنا الوليد ،  أنبأنا  ابن جريج ،  عن عطاء  وعكرمة ،  عن ابن عباس  ، عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : ( سوف أستغفر لكم ربي   ) يقول : حتى تأتي ليلة الجمعة ، وهو قول أخي يعقوب  لبنيه  . 
وهذا غريب من هذا الوجه ، وفي رفعه نظر ، والله أعلم . 
				
						
						
