( ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين    ( 80 ) وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين   ( 81 ) وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين   ( 82 ) فأخذتهم الصيحة مصبحين   ( 83 ) فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون   ( 84 ) )  [ ص: 545 ] 
أصحاب الحجر هم : ثمود  الذين كذبوا صالحا نبيهم ، ومن كذب برسول فقد كذب بجميع المرسلين ; ولهذا أطلق عليهم تكذيب المرسلين . 
وذكر تعالى أنه آتاهم من الآيات ما يدلهم على صدق ما جاءهم به صالح ، كالناقة التي أخرجها الله لهم بدعاء صالح  من صخرة صماء فكانت تسرح في بلادهم ، لها شرب ولهم شرب يوم معلوم . فلما عتوا وعقروها قال لهم : ( تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب   ) [ هود : 65 ] وقال تعالى : ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى   ) [ فصلت : 17 ] 
وذكر تعالى : أنهم كانوا ( ينحتون من الجبال بيوتا آمنين   ) أي : من غير خوف ولا احتياج إليها ، بل أشرا وبطرا وعبثا ، كما هو المشاهد من صنيعهم في بيوتهم بوادي الحجر ، الذي مر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ذاهب إلى تبوك  فقنع رأسه وأسرع دابته ، وقال لأصحابه :  " لا تدخلوا بيوت القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين ، فإن لم تبكوا فتباكوا خشية أن يصيبكم ما أصابهم " 
وقوله : ( فأخذتهم الصيحة مصبحين   ) أي : وقت الصباح من اليوم الرابع ، ( فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون   ) أي : ما كانوا يستغلونه من زروعهم وثمارهم التي ضنوا بمائها عن الناقة ، حتى عقروها لئلا تضيق عليهم في المياه ، فما دفعت عنهم تلك الأموال ، ولا نفعتهم لما جاء أمر ربك . 
				
						
						
