قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : فلما دخل يعقوب وولده وأهلوهم على يوسف ( آوى إليه أبويه ) ، يقول : ضم إليه أبويه فقال لهم : ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) .
فإن قال قائل : وكيف قال لهم يوسف : ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) ، بعد ما دخلوها ، وقد أخبر الله عز وجل عنهم أنهم لما دخلوها على يوسف وضم إليه أبويه ، قال لهم هذا القول؟
قيل : قد اختلف أهل التأويل في ذلك .
فقال بعضهم : إن يعقوب إنما دخل على يوسف هو وولده ، وآوى يوسف أبويه إليه قبل دخول مصر . قالوا : وذلك أن يوسف تلقى أباه تكرمة له قبل أن يدخل مصر ، فآواه إليه ، ثم قال له ولمن معه : ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) ، بها قبل الدخول .
ذكر من قال ذلك : [ ص: 265 ]
19877 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن : فحملوا إليه أهلهم وعيالهم ، فلما بلغوا السدي مصر ، كلم يوسف الملك الذي فوقه ، فخرج هو والملوك يتلقونهم ، فلما بلغوا مصر قال : ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) ( فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه ) .
19878 - حدثني الحارث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، عن فرقد السبخي ، قال : لما ألقي القميص على وجهه ارتد بصيرا ، وقال : ( ائتوني بأهلكم أجمعين ) ، فحمل يعقوب وإخوة يوسف ، فلما دنا أخبر يوسف أنه قد دنا منه ، فخرج يتلقاه . قال : وركب معه أهل مصر ، وكانوا يعظمونه . فلما دنا أحدهما من صاحبه ، وكان يعقوب يمشي وهو يتوكأ على رجل من ولده يقال له يهوذا . قال : فنظر يعقوب إلى الخيل والناس ، فقال : يا يهوذا ، هذا فرعون مصر؟ قال : لا هذا ابنك! قال : فلما دنا كل واحد منهما من صاحبه ، فذهب يوسف يبدؤه بالسلام ، فمنع من ذلك ، وكان يعقوب أحق بذلك منه وأفضل ، فقال : السلام عليك يا ذاهب الأحزان عني هكذا قال : " يا ذاهب الأحزان عني " .
19879 - حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : قال حجاج : بلغني أن يوسف والملك خرجا في أربعة آلاف يستقبلون يعقوب وبنيه .
قال : وحدثني من سمع جعفر بن سليمان يحكي ، عن فرقد السبخي ، قال : خرج يوسف يتلقى يعقوب ، وركب أهل مصر مع يوسف ثم ذكر بقية الحديث ، نحو حديث الحارث ، عن عبد العزيز . [ ص: 266 ]
وقال آخرون : بل قوله : ( إن شاء الله ) ، استثناء من قول يعقوب لبنيه : ( أستغفر لكم ربي ) . قال : وهو من المؤخر الذي معناه التقديم . قالوا : وإنما معنى الكلام : قال : أستغفر لكم ربي إن شاء الله إنه هو الغفور الرحيم . فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه ، وقال ادخلوا مصر ، ورفع أبويه .
ذكر من قال ذلك :
19880 - حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن : ( ابن جريج قال سوف أستغفر لكم ربي ) إن شاء الله آمنين وبين ذلك ما بينه من تقديم القرآن .
قال أبو جعفر : يعني : " وبين ذلك ما بينه من تقديم القرآن " ، أنه قد دخل بين قوله : ( ابن جريج سوف أستغفر لكم ربي ) ، وبين قوله : ( إن شاء الله ) ، من الكلام ما قد دخل ، وموضعه عنده أن يكون عقيب قوله : ( سوف أستغفر لكم ربي ) .
قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك عندنا ما قاله ، وهو أن السدي يوسف قال ذلك لأبويه ومن معهما من أولادهما وأهاليهم قبل دخولهم مصر حين تلقاهم ، لأن ذلك في ظاهر التنزيل كذلك ، فلا دلالة تدل على صحة ما قال ، ولا وجه لتقديم شيء من كتاب الله عن موضعه أو تأخيره عن مكانه إلا بحجة واضحة . ابن جريج
وقيل : عني بقوله : ( آوى إليه أبويه ) : ، أبوه وخالته . وقال الذين قالوا هذا القول : كانت أم يوسف قد ماتت قبل ، وإنما كانت عند يعقوب يومئذ خالته أخت أمه ، كان نكحها بعد أمه .
ذكر من قال ذلك : [ ص: 267 ]
19881 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن : ( السدي فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه ) ، قال : أبوه وخالته .
وقال آخرون : بل كان أباه وأمه .
ذكر من قال ذلك :
19882 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : ( فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه ) ، قال : أباه وأمه .
قال أبو جعفر : وأولى القولين في ذلك بالصواب ما قاله ابن إسحاق ; لأن ذلك هو الأغلب في استعمال الناس والمتعارف بينهم في " أبوين " ، إلا أن يصح ما يقال من أن أم يوسف كانت قد ماتت قبل ذلك بحجة يجب التسليم لها ، فيسلم حينئذ لها .
وقوله : ( وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) ، مما كنتم فيه في باديتكم من الجدب والقحط .
وقوله : ( ورفع أبويه على العرش ) ، يعني : على السرير ، كما : -
19883 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن : ( السدي ورفع أبويه على العرش ) ، قال : السرير .
19884 - حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن يزيد الواسطي ، عن جويبر ، عن الضحاك ، قال : " العرش " ، السرير .
19885 - . . . . قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( ورفع أبويه على العرش ) ، قال : السرير .
19886 - حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا [ ص: 268 ] عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
19887 - حدثني المثنى ، قال : أخبرنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد
19888 - وحدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله .
19889 - حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن ، عن ابن جريج مجاهد ، مثله .
19890 - حدثني المثنى ، قال : أخبرنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد
19891 - وحدثني المثنى ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
19892 - حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن ، عن ابن جريج مجاهد ، مثله .
19893 - حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( ورفع أبويه على العرش ) ، قال : سريره .
19894 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : ( على العرش ) ، قال : على السرير .
19895 - حدثني محمد بن سعد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : ( ورفع أبويه على العرش ) ، يقول : رفع أبويه على السرير .
19896 - حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : قال سفيان : ( ورفع أبويه على العرش ) ، قال : على السرير . [ ص: 269 ]
19897 - حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( ورفع أبويه على العرش ) ، قال : مجلسه .
19898 - حدثني ، قال : حدثنا ابن عبد الرحيم البرقي عمرو بن أبي سلمة ، قال : سألت ، عن قول الله تعالى : ( زيد بن أسلم ورفع أبويه على العرش ) ، فقلت : أبلغك أنها خالته؟ قال : قال ذلك بعض أهل العلم ، يقولون : إن أمه ماتت قبل ذلك ، وإن هذه خالته .
وقوله : ( وخروا له سجدا ) ، يقول : وخر يعقوب وولده وأمه ليوسف سجدا .
19899 - حدثني محمد بن سعد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : ( وخروا له سجدا ) ، يقول : رفع أبويه على السرير ، وسجدا له ، وسجد له إخوته .
19900 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : تحمل يعني يعقوب بأهله حتى قدموا على يوسف ، فلما اجتمع إلى يعقوب بنوه ، دخلوا على يوسف ، فلما رأوه وقعوا له سجودا ، وكانت تلك تحية الملوك في ذلك الزمان أبوه وأمه وإخوته .
19901 - حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : ( وخروا له سجدا ) وكانت تحية من قبلكم ، كان بها يحيي بعضهم بعضا ، فأعطى الله هذه الأمة السلام ، تحية أهل الجنة ، كرامة من الله تبارك وتعالى عجلها لهم ، ونعمة منه .
19902 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : ( وخروا له سجدا ) ، قال : وكانت تحية الناس يومئذ أن يسجد بعضهم لبعض . [ ص: 270 ]
19903 - حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو إسحاق ، قال : قال سفيان : ( وخروا له سجدا ) ، قال : كانت تحية فيهم .
19904 - حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن : ( ابن جريج وخروا له سجدا ) ، أبواه وإخوته ، كانت تلك تحيتهم ، كما تصنع ناس اليوم .
19905 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا المحاربي ، عن جويبر ، عن الضحاك : ( وخروا له سجدا ) قال : تحية بينهم .
19906 - حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : ( وخروا له سجدا ) ، قال : قال : ذلك السجود لشرفه ، كما سجدت الملائكة لآدم لشرفه ، ليس بسجود عبادة .
وإنما عنى من ذكر بقوله : " إن السجود كان تحية بينهم " ، أن ذلك كان منهم على الخلق ، لا على وجه العبادة من بعضهم لبعض . ومما يدل على أن ذلك لم يزل من أخلاق الناس قديما قبل الإسلام على غير وجه العبادة من بعضهم لبعض ، قول أعشى بني ثعلبة :
فلما أتانا بعيد الكرى سجدنا له ورفعنا عمارا
[ ص: 271 ]وقوله : ( يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا ) ، يقول جل ثناؤه : قال يوسف لأبيه : يا أبت ، هذا السجود الذي سجدت أنت وأمي وإخوتي لي ( تأويل رؤياي من قبل ) ، يقول : ما آلت إليه رؤياي التي كنت رأيتها ، وهي رؤياه التي كان رآها قبل صنيع إخوته به ما صنعوا : أن أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدون ( قد جعلها ربي حقا ) ، يقول : قد حققها ربي ، لمجيء تأويلها على الصحة .
وقد اختلف أهل العلم في يوسف وبين تأويلها . قدر المدة التي كانت بين رؤيا
فقال بعضهم : كانت مدة ذلك أربعين سنة .
ذكر من قال ذلك :
19907 - حدثني محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا المعتمر ، عن أبيه ، قال : حدثنا أبو عثمان ، عن سلمان الفارسي ، قال : كان بين رؤيا يوسف إلى أن رأى تأويلها أربعون سنة .
19908 - حدثني يعقوب بن برهان ويعقوب بن إبراهيم ، قالا حدثنا قال : حدثنا ابن علية سليمان التيمي ، عن ، قال : قال أبي عثمان النهدي عثمان : كانت بين رؤيا يوسف وبين أن رأى تأويله . قال : فذكر أربعين سنة .
19909 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا ، عن ابن علية التيمي ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، قال : كان بين رؤيا يوسف وتأويلها أربعون سنة . [ ص: 272 ]
19910 - حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي سنان ، عن ، قال : رأى تأويل رؤياه بعد أربعين عاما . عبد الله بن شداد
19911 - . . . . قال : حدثنا سفيان ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، مثله .
19912 - حدثني أبو السائب ، قال : حدثنا ابن فضيل ، عن ضرار ، عن أنه سمع قوما يتنازعون في رؤيا رآها بعضهم وهو يصلي ، فلما انصرف سألهم عنها ، فكتموه ، فقال : أما إنه جاء تأويل رؤيا عبد الله بن شداد يوسف بعد أربعين عاما .
19913 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وحدثنا وكيع ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي عن إسرائيل ، عن ضرار بن مرة أبي سنان ، عن ، قال : كان بين رؤيا عبد الله بن شداد يوسف وتأويلها أربعون سنة .
19914 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا ابن فضيل وجرير ، عن أبي سنان ، قال : سمع قوما يتنازعون في رؤيا ، فذكر نحو حديث عبد الله بن شداد أبي السائب ، عن ابن فضيل .
19915 - حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا سفيان ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، قال : رأى تأويل رؤياه بعد أربعين عاما .
19916 - حدثنا الحسن بن محمد ، قال : أخبرنا ابن عيينة ، عن أبي سنان ، عن ، قال : وقعت رؤيا عبد الله بن شداد يوسف بعد أربعين سنة ، وإليها ينتهي أقصى الرؤيا .
19917 - . . . . قال : حدثنا معاذ بن معاذ ، قال : حدثنا سليمان [ ص: 273 ] التيمي ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، قال : كان بين رؤيا يوسف وبين أن رأى تأويلها أربعون سنة .
19918 - . . . . قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، قال : كان بين رؤيا يوسف وبين عبارتها أربعون سنة .
19919 - . . . . قال : حدثنا سعيد بن سليمان ، قال : حدثنا هشيم ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، قال : كان بين رؤيا يوسف وبين أن رأى تأويلها أربعون سنة .
19920 - . . . . قال : حدثنا سعيد بن سليمان ، قال : حدثنا هشيم ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، قال : كان بين رؤيا يوسف وبين أن رأى تأويلها أربعون سنة .
19921 - . . . . قال : حدثنا عمرو بن محمد العنقزي ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي سنان ، عن ، قال : كان بين رؤيا عبد الله بن شداد يوسف وبين تعبيرها أربعون سنة .
وقال آخرون : كانت مدة ذلك ثمانين سنة .
ذكر من قال ذلك :
19922 - حدثنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي ، قال : حدثنا هشام ، عن الحسن ، قال : كان منذ فارق يوسف يعقوب إلى أن التقيا ، ثمانون سنة ، لم يفارق الحزن قلبه ، ودموعه تجري على خديه ، وما على وجه الأرض يومئذ عبد أحب إلى الله من يعقوب .
19923 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن أبي جعفر جسر بن فرقد ، قال : كان بين أن فقد يعقوب يوسف إلى يوم رد عليه ثمانون سنة . [ ص: 274 ]
19924 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا ، عن حسن بن علي ، قال : سمعت أنه كان بين فراق فضيل بن عياض يوسف حجر يعقوب إلى أن التقيا ، ثمانون سنة .
19925 - حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا داود بن مهران ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، عن يونس ، عن الحسن ، قال : ألقي يوسف في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة ، وكان بين ذلك وبين لقائه يعقوب ثمانون سنة ، وعاش بعد ذلك ثلاثا وعشرين سنة ، ومات وهو ابن عشرين ومائة سنة .
19926 - . . . . قال : حدثنا سعيد بن سليمان ، قال : حدثنا هشيم ، عن يونس ، عن الحسن ، نحوه غير أنه قال : ثلاث وثمانون سنة .
19927 - قال : حدثنا داود بن مهران ، قال : حدثنا ، عن ابن علية يونس ، عن الحسن ، قال : ألقي يوسف في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة ، وكان في العبودية وفي السجن وفي الملك ثمانين سنة ، ثم جمع الله عز وجل شمله ، وعاش بعد ذلك ثلاثا وعشرين سنة .
19928 - حدثني الحارث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، قال : حدثنا ، عن مبارك بن فضالة الحسن ، قال : ألقي يوسف في الجب وهو ابن سبع عشرة ، فغاب عن أبيه ثمانين سنة ، ثم عاش بعد ما جمع الله له شمله ورأى تأويل رؤياه ثلاثا وعشرين سنة ، فمات وهو ابن عشرين ومائة سنة .
19929 - حدثنا مجاهد ، قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا هشيم ، عن الحسن ، قال : غاب يوسف عن أبيه في الجب وفي السجن حتى التقيا ثمانين عاما ، فما [ ص: 275 ] جفت عينا يعقوب ، وما على الأرض أحد أكرم على الله من يعقوب .
وقال آخرون : كانت مدة ذلك ثماني عشرة سنة .
ذكر من قال ذلك :
19930 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : ذكر لي ، والله أعلم ، أن غيبة يوسف عن يعقوب كانت ثماني عشرة سنة . قال : وأهل الكتاب يزعمون أنها كانت أربعين سنة أو نحوها ، وأن يعقوب بقي مع يوسف بعد أن قدم عليه مصر سبع عشرة سنة ، ثم قبضه الله إليه .
وقوله : ( وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو ) ، يقول جل ثناؤه ، مخبرا عن قيل يوسف : وقد أحسن الله بي في إخراجه إياي من السجن الذي كنت فيه محبوسا ، وفي مجيئه بكم من البدو . وذلك أن مسكن يعقوب وولده ، فيما ذكر ، كان ببادية فلسطين ، كذلك : -
19931 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : كان منزل يعقوب وولده ، فيما ذكر لي بعض أهل العلم ، بالعربات من أرض فلسطين ، ثغور الشأم . وبعض يقول : بالأولاج من ناحية الشعب ، وكان صاحب بادية ، له إبل وشاء .
19932 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عمرو ، قال : أخبرنا شيخ لنا أن يعقوب كان ببادية فلسطين .
19933 - حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : ( وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو ) ، وكان يعقوب وبنوه بأرض كنعان ، أهل مواش وبرية . [ ص: 276 ]
19934 - حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن : ( ابن جريج وجاء بكم من البدو ) ، قال : كانوا أهل بادية وماشية .
و " البدو " مصدر من قول القائل : " بدا فلان " إذا صار بالبادية ، " يبدو بدوا " .
وذكر أن يعقوب دخل مصر هو ومن معه من أولاده وأهاليهم وأبنائهم يوم دخلوها ، وهم أقل من مائة . وخرجوا منها يوم خرجوا منها وهم زيادة على ست مائة ألف .
ذكر الرواية بذلك :
19935 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا زيد بن الحباب وعمرو بن محمد ، عن موسى بن عبيدة ، عن ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : اجتمع عبد الله بن شداد آل يعقوب إلى يوسف بمصر وهم ستة وثمانون إنسانا ، صغيرهم وكبيرهم ، وذكرهم وأنثاهم . وخرجوا من مصر يوم أخرجهم فرعون وهم ست مائة ألف ونيف .
19936 - . . . . قال : حدثنا عمرو ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله ، قال : خرج أهل يوسف من مصر وهم ست مائة ألف وسبعون ألفا ، فقال فرعون : ( إن هؤلاء لشرذمة قليلون ) [ سورة الشعراء : 54 ] .
19937 - حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن إسرائيل والمسعودي ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن ابن مسعود ، قال : دخل بنو إسرائيل مصر وهم ثلاث وستون إنسانا ، وخرجوا منها وهم ست مائة ألف قال إسرائيل في حديثه : ست مائة ألف وسبعون ألفا .
19938 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عمرو ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن مسروق ، قال : دخل أهل يوسف مصر وهم ثلاث مائة وتسعون من بين رجل وامرأة . [ ص: 277 ]
وقوله : ( من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي ) ، يعني : من بعد أن أفسد ما بيني وبينهم ، وجهل بعضنا على بعض .
يقال منه : " نزغ الشيطان بين فلان وفلان ، ينزغ نزغا و نزوغا .
وقوله : ( إن ربي لطيف لما يشاء ) ، يقول : إن ربي ذو لطف وصنع لما يشاء ، ومن لطفه وصنعه أنه أخرجني من السجن ، وجاء بأهلي من البدو بعد الذي كان بيني وبينهم من بعد الدار ، وبعد ما كنت فيه من العبودة والرق والإسار ، كالذي : -
19939 - حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( إن ربي لطيف لما يشاء ) ، لطف بيوسف وصنع له حتى أخرجه من السجن ، وجاء بأهله من البدو ، ونزع من قلبه نزغ الشيطان ، وتحريشه على إخوته .
وقوله : ( إنه هو العليم ) ، بمصالح خلقه وغير ذلك ، لا يخفى عليه مبادي الأمور وعواقبها ( الحكيم ) ، في تدبيره .