يقول تعالى ذكره : ( واصطنعتك لنفسي ) أنعمت عليك يا موسى هذه النعم ، ومننت عليك هذه المنن ، اجتباء مني لك ، واختيارا لرسالتي والبلاغ عني والقيام بأمري ونهيي ( اذهب أنت وأخوك ) هارون ( بآياتي ) يقول : بأدلتي وحججي ، اذهبا إلى فرعون بها إنه تمرد في ضلاله وغيه ، فأبلغاه رسالاتي ( ولا تنيا في ذكري ) يقول : ولا تضعفا في أن تذكراني فيما أمرتكما ونهيتكما ، فإن ذكركما إياي يقوي عزائمكما ، ويثبت أقدامكما ، لأنكما إذا ذكرتماني ، ذكرتما مني عليكما نعما جمة ، ومننا لا تحصى كثرة ، يقال منه : ونى فلان في هذا الأمر ، وعن هذا الأمر : إذا ضعف ، وهو يني ونيا كما قال العجاج :
فما ونى محمد مذ أن غفر له الإله ما مضى وما غير
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي قال : ثنا عبد الله قال : ثنا معاوية عن علي عن ابن عباس قوله ( ولا تنيا ) يقول : لا تبطئا .
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله ( ولا تنيا في ذكري ) يقول : ولا تضعفا في ذكري .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن [ ص: 313 ] مجاهد قوله ( ولا تنيا في ذكري ) قال : لا تضعفا .
حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن عن ابن جريج مجاهد ( تنيا ) تضعفا .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله ( ولا تنيا في ذكري ) يقول : لا تضعفا في ذكري .
حدثنا الحسن قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة في قوله ( ولا تنيا في ذكري ) قال : لا تضعفا .
حدثت عن الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله ( ولا تنيا في ذكري ) يقول : لا تضعفا .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( ولا تنيا في ذكري ) قال : الواني : هو الغافل المفرط ذلك الواني .