[ ص: 420 ] ( وثمود فما أبقى ( 51 ) وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى ( 52 ) والمؤتفكة أهوى ( 53 ) فغشاها ما غشى ( 54 ) فبأي آلاء ربك تتمارى ( 55 ) هذا نذير من النذر الأولى ( 56 ) أزفت الآزفة ( 57 ) ليس لها من دون الله كاشفة ( 58 ) أفمن هذا الحديث تعجبون ( 59 ) وتضحكون ولا تبكون ( 60 ) )
( وثمود ) ( فما أبقى ) منهم أحدا . قوم صالح أهلكهم الله بالصيحة
( وقوم نوح من قبل ) أي : ( أهلك قوم نوح من قبل عاد وثمود إنهم كانوا هم أظلم وأطغى ) لطول دعوة نوح إياهم وعتوهم على الله بالمعصية والتكذيب .
( والمؤتفكة ) ( أهوى ) أسقط أي : أهواها قرى قوم لوط جبريل بعدما رفعها إلى السماء .
( فغشاها ) ألبسها الله ( ما غشى ) يعني : الحجارة المنضودة المسومة .
( فبأي آلاء ربك ) نعم ربك أيها الإنسان ، وقيل : أراد الوليد بن المغيرة ( تتمارى ) تشك وتجادل ، وقال ابن عباس : تكذب .
( هذا نذير ) يعني : محمدا - صلى الله عليه وسلم - ( من النذر الأولى ) أي : رسول من الرسل إليكم كما أرسلوا إلى أقوامهم ، وقال قتادة : يقول : أنذر محمد كما أنذر الرسل من قبله .
( أزفت الآزفة ) . دنت القيامة واقتربت الساعة
( ليس لها من دون الله كاشفة ) أي : مظهرة مقيمة كقوله تعالى : " لا يجليها لوقتها إلا هو " ، ( الأعراف - 187 ) والهاء فيه للمبالغة أو على تقدير : نفس كاشفة . ويجوز أن تكون الكاشفة مصدرا كالخافية والعافية ، والمعنى : ليس لها من دون الله كاشف أي : لا يكشف عنها ولا يظهرها غيره .
وقيل : معناه : ليس لها راد يعني : إذا غشيت الخلق أهوالها وشدائدها لم يكشفها ولم يردها عنهم أحد ، وهذا قول عطاء وقتادة والضحاك .
( أفمن هذا الحديث ) يعني القرآن ( تعجبون وتضحكون ) يعني : استهزاء ( ولا تبكون ) مما فيه من الوعيد .