[ ابن ياسر وابن بشر ، وقيامهما على حراسة جيش الرسول ، وما أصيبا به ]
قال ابن إسحاق [ ص: 208 ] : وحدثني عمي صدقة بن يسار ، عن عقيل بن جابر ، عن ، قال : جابر بن عبد الله الأنصاري ذات الرقاع من نخل ، فأصاب رجل امرأة رجل من المشركين ؛ فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا ، أتى زوجها وكان غائبا ؛ فلما أخبر الخبر حلف لا ينتهي حتى يهريق في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دما ، فخرج يتبع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا ، فقال : من رجل يكلؤنا ليلتنا ( هذه ) ؟ قال : فانتدب رجل من المهاجرين ، ورجل آخر من الأنصار ، فقالا : نحن يا رسول الله ؛ قال : فكونا بفم الشعب . قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد نزلوا إلى شعب من الوادي ، وهما عمار بن ياسر ، فيما قال وعباد بن بشر ابن هشام .
قال ابن إسحاق : فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب ، قال الأنصاري للمهاجري أي الليل تحب أن أكفيكه : أوله أم آخره ؟ قال : بل اكفني أوله ؛ قال : فاضطجع المهاجري فنام ، وقام الأنصاري يصلي ؛ قال : وأتى الرجل ، فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربيئة القوم . قال : فرمى بسهم ، فوضعه فيه ؛ قال : فنزعه ووضعه ، فثبت قائما ؛ قال : ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه . قال : فنزعه فوضعه ، وثبت قائما ؛ ثم عاد له بالثالث ، فوضعه فيه ؛ قال : فنزعه فوضعه ثم ركع وسجد ، ثم أهب صاحبه فقال : اجلس فقد أثبت ، قال : فوثب [ ص: 209 ] فلما رآهما الرجل عرف أن قد نذرا به ، فهرب . قال : ولما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء ، قال : سبحان الله أفلا أهببتني أول ما رماك ؟ قال : كنت في سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها حتى أنفدها ، فلما تابع علي الرمي ركعت فأذنتك ، وأيم الله ، لولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه ، لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفدها . خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة