[ عود إلى جواب عروة    ] 
قال : فكتب إليه عروة بن الزبير    : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان صالح قريشا  يوم الحديبية  على أن يرد عليهم من جاء بغير إذن وليه  ؛ فلما هاجر النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى الإسلام ، أبى الله أن يرددن إلى المشركين إذا هن امتحن بمحنة الإسلام ، فعرفوا أنهن إنما جئن رغبة في الإسلام ، وأمر برد صدقاتهن إليهم إن احتبسن عنهم ، إن هم ردوا على المسلمين صداق من حبسوا عنهم من نسائهم ، ذلكم حكم الله يحكم بينكم ، والله عليم حكيم . فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء ورد الرجال  ، وسأل الذي   [ ص: 327 ] أمره الله به أن يسأل من صدقات نساء من حبسوا منهن ، وأن يردوا عليهم مثل الذي يردون عليهم ، إن هم فعلوا ، ولولا الذي حكم الله به من هذا الحكم لرد رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء كما رد الرجال ، ولولا الهدنة والعهد الذي كان بينه وبين قريش  يوم الحديبية  لأمسك النساء ، ولم يردد لهن صداقا ، وكذلك كان يصنع بمن جاءه من المسلمات قبل العهد   . 
				
						
						
