قال ابن إسحاق : فحدثني عن [ ص: 329 ] محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أبي الهيثم بن نصر بن دهر الأسلمي أن أباه حدثه : أنه خيبر لعامر بن الأكوع ، وهو عم ، وكان اسم سلمة بن عمرو بن الأكوع الأكوع سنانا : انزل يا بن الأكوع ، فحد لنا من هناتك ، قال : فنزل يرتجز برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :
والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا إنا إذا قوم بغوا علينا
وإن أرادوا فتنة أبينا فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يرحمك الله ؛ فقال : وجبت والله يا رسول الله ، لو أمتعتنا به فقتل يوم عمر بن الخطاب خيبر شهيدا ، وكان قتله ، فيما بلغني ، أن سيفه رجع عليه وهو يقاتل ، فكلمه كلما شديدا ، فمات منه ؛ فكان المسلمون قد شكوا فيه ، وقالوا : إنما قتله سلاحه ، حتى سأل ابن أخيه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسيره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، وأخبره بقول الناس ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه لشهيد ، وصلى عليه ، فصلى عليه المسلمون . سلمة بن عمرو بن الأكوع