قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن أبي بكر عن أم عيسى الخزاعية عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب ، عن جدتها ، قالت : لما أصيب أسماء بنت عميس جعفر وأصحابه دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دبغت أربعين منا قال ابن هشام : ويروى أربعين منيئة وعجنت عجيني ، وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم . قالت : جعفر ؟ قالت : فأتيته بهم ، فتشممهم وذرفت عيناه ، فقلت : يا رسول الله . [ ص: 381 ] بأبي أنت وأمي ما يبكيك ؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء ؟ قال : نعم ، أصيبوا هذا اليوم . قالت : فقمت أصيح واجتمعت إلي النساء ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله . فقال : لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاما ، فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتيني ببني
وحدثني ، عن أبيه عبد الرحمن بن القاسم بن محمد عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : لما أتى نعي جعفر عرفنا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحزن قالت : فدخل عليه رجل فقال : يا رسول الله ، إن النساء عنيننا وفتننا ؟ قال : فارجع إليهن فأسكتهن . قالت : فذهب ثم رجع فقال له مثل ذلك قال : تقول وربما ضر التكلف أهله قالت : قال : فاذهب فأسكتهن ، فإن أبين فاحث في أفواههن التراب قالت : وقلت في نفسي : أبعدك الله فوالله ما تركت نفسك وما أنت بمطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : وعرفت أنه لا يقدر على أن يحثي في أفواههن التراب عن
قال ابن إسحاق : وقد كان قطبة بن قتادة العذري الذي كان على ميمنة المسلمين ، قد حمل على مالك بن زافلة فقتله ، فقال قطبة بن قتادة :
طعنت ابن زافلة بن الإرا ش برمح مضى فيه ثم انحطم ضربت على جيده ضربة
فمال كما مال غصن السلم وسقنا نساء بني عمه
غداة رقوقين سوق النعم
قال ابن هشام : قوله : ابن الإراش عن غير ابن إسحاق . [ ص: 382 ] والبيت الثالث عن خلاد بن قرة ؛ ويقال : مالك بن رافلة :