أمر مسجد الضرار عند القفول من غزوة تبوك   
 [ دعوتهم الرسول للصلاة فيه ] 
قال ابن إسحاق    : ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بذي أوان  بلد بينه وبين المدينة  ساعة من نهار ، وكان أصحاب مسجد الضرار  قد كانوا أتوه وهو يتجهز إلى تبوك  ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية ، وإنا نحب أن تأتينا ، فتصلي لنا فيه ؛ فقال : إني على جناح سفر ، وحال شغل ، أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، ولو قد قدمنا إن شاء الله لأتيناكم ، فصلينا لكم فيه  [ ص: 530 ]   . 
  [ أمر الرسول اثنين بهدمه ] 
فلما نزل بذي أوان  ، أتاه خبر المسجد ، فدعا رسول ؟ الله صلى الله عليه وسلم مالك بن الدخشم  ، أخا بني سالم بن عوف  ،  ومعن بن عدي  ، أو أخاه عاصم بن عدي  ، أخا بني العجلان  ، فقال : انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله ، فاهدماه وحرقاه . فخرجا سريعين حتى أتيا بني سالم بن عوف  ، وهم رهط مالك بن الدخشم  ، فقال مالك  لمعن    : أنظرني حتى أخرج إليك بنار من أهلي . فدخل إلى أهله ، فأخذ سعفا من النخل ، فأشعل فيه نارا ، ثم خرجا يشتدان حتى دخلاه وفيه أهله ، فحرقاه وهدماه ، وتفرقوا عنه ، ونزل فيهم من القرآن ما نزل : والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين    . . . إلى آخر القصة . 
  [ أسماء بناته ] 
وكان الذين بنوه اثنا عشر رجلا : خذام بن خالد  ، من بني عبيد بن زيد  ، أحد بني عمرو بن عوف  ، ومن داره أخرج مسجد الشقاق ، وثعلبة بن حاطب  من بني أمية بن زيد  ، ومعتب بن قشير  ، من بني ضبيعة بن زيد  ، وأبو حبيبة بن الأزعر  ، من بني ضبيعة بن زيد  ، وعباد بن حنيف  ، أخو سهل بن حنيف  ، من بني عمرو بن عوف  ، وجارية بن عامر  ، وابناه مجمع بن جارية  ، وزيد بن جارية  ، ونبتل بن الحارث  ، من بني ضبيعة  ، وبحزج ، من بني ضبيعة  ، وبجاد بن عثمان  ، من بني ضبيعة  ، ووديعة بن ثابت  ، وهو من بني أمية    ( بن زيد ) رهط أبي لبابة بن عبد المنذر    . 
				
						
						
