[
nindex.php?page=treesubj&link=31646_31647سلمان ونقلته إلى وادي القرى ثم إلى المدينة سماعه ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ]
قال : ثم مات وغيب ، ومكثت
بعمورية ما شاء الله أن أمكث ، ثم مر بي نفر من كلب تجار ، فقلت لهم : احملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه ؛ قالوا : نعم . فأعطيتهموها وحملوني معهم ، حتى إذا بلغوا
وادي القرى ظلموني ، فباعوني من رجل يهودي عبدا ، فكنت عنده ، ورأيت النخل ، فرجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي ، ولم يحق في نفسي ، فبينا أنا عنده ، إذ قدم عليه ابن عم له من
بني قريظة من
المدينة ، فابتاعني منه ، فاحتملني إلى
المدينة ، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي ، فأقمت بها ، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقام
بمكة ما أقام ، لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق ، ثم هاجر إلى
المدينة ، فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل له فيه بعض العمل ، وسيدي جالس تحتي ، إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه ، فقال : يا فلان ، قاتل الله
بني قيلة ، والله إنهم الآن لمجتمعون
بقباء على رجل قدم عليهم من
مكة اليوم ، يزعمون أنه نبي .
[ نسب قيلة ]
قال
ابن هشام :
قيلة : بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ، أم
الأوس والخزرج .
[ ص: 219 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير الأنصاري يمدح
الأوس والخزرج :
:
بهاليل من أولاد قيلة لم يجد عليهم خليط في مخالطة عتبا مساميح أبطال يراحون للندى
يرون عليهم فعل آبائهم نحبا
وهذان البيتان في قصيدة له : قال
ابن إسحاق : وحدثني
عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ، عن
محمود بن لبيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس ، قال : قال
سلمان : فلما سمعتها أخذتني العرواء .
فقال
ابن هشام : والعرواء : الرعدة من البرد والانتفاض ، فإن كان مع ذلك عرق فهي الرحضاء ، وكلاهما ممدود - حتى ظننت أني سأسقط على سيدي ، فنزلت عن النخلة ، فجعلت أقول لابن عمه ذلك : ماذا تقول ؟ ( ماذا تقول ) ؟ فغضب سيدي ، فلكمني لكمة شديدة ، ثم قال : ما لك ولهذا ؟ أقبل على عملك . قال : قلت : لا شيء : إنما أردت أن أستثبته عما قال .
[
nindex.php?page=treesubj&link=31646_31647سَلْمَانُ وَنَقْلَتُهُ إلَى وَادِي الْقُرَى ثُمَّ إلَى الْمَدِينَةِ سَمَاعُهُ بِبَعْثَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ]
قَالَ : ثُمَّ مَاتَ وَغُيِّبَ ، وَمَكَثْتُ
بِعَمُورِيَّةَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ ، ثُمَّ مَرَّ بِي نَفَرٌ مِنْ كَلْبٍ تُجَّارٌ ، فَقُلْتُ لَهُمْ : احْمِلُونِي إلَى أَرْضِ الْعَرَبِ وَأُعْطِيكُمْ بَقَرَاتِي هَذِهِ وَغُنَيْمَتِي هَذِهِ ؛ قَالُوا : نَعَمْ . فأعْطَيْتُهُمُوها وَحَمَلُونِي مَعَهُمْ ، حَتَّى إذَا بَلَغُوا
وَادِيَ الْقُرَى ظَلَمُونِي ، فَبَاعُونِي مِنْ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ عَبْدًا ، فَكُنْتُ عِنْدَهُ ، وَرَأَيْتُ النَّخْلَ ، فَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ الْبَلَدَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي ، وَلَمْ يَحِقْ فِي نَفْسِي ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ ، إذْ قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ عَمٍّ لَهُ مِنْ
بَنِي قُرَيْظَةَ مِنْ
الْمَدِينَةِ ، فَابْتَاعَنِي مِنْهُ ، فَاحْتَمَلَنِي إلَى
الْمَدِينَةِ ، فَوَاَللَّهِ مَا هُوَ إلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتهَا بِصِفَةِ صَاحِبِي ، فَأَقَمْتُ بِهَا ، وَبُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَقَامَ
بِمَكَّةَ مَا أَقَامَ ، لَا أَسْمَعُ لَهُ بِذكَرٍ مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ شُغْلِ الرِّقِّ ، ثُمَّ هَاجَرَ إلَى
الْمَدِينَةِ ، فَوَاَللَّهِ إنِّي لَفِي رَأْسِ عِذْقٍ لِسَيِّدِي أَعْمَلُ لَهُ فِيهِ بَعْضَ الْعَمَلِ ، وَسَيِّدِي جَالِسٌ تَحْتِي ، إذْ أَقْبَلَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا فُلَانُ ، قَاتَلَ اللَّهُ
بَنِي قَيْلَةَ ، وَاَللَّهِ إنَّهُمْ الْآنَ لَمُجْتَمِعُونَ
بِقُبَاءَ عَلَى رَجُلٍ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْ
مَكَّةَ الْيَوْمَ ، يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيٌّ .
[ نَسَبُ قَيْلَةَ ]
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ :
قَيْلَةُ : بِنْتُ كَاهِلِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سُودِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ ، أُمُّ
الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ .
[ ص: 219 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=114النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ يَمْدَحُ
الْأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ :
:
بَهَالِيلُ مِنْ أَوْلَادِ قَيْلَةَ لَمْ يَجِدْ عَلَيْهِمْ خَلِيطٌ فِي مُخَالَطَةِ عَتْبَا مَسَامِيحُ أَبْطَالٌ يَرَاحُونَ لِلنَّدَى
يَرَوْنَ عَلَيْهِمْ فِعْلَ آبَائِهِمْ نَحْبَا
وَهَذَانِ الْبَيْتَانِ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ : قَالَ
ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدَّثَنِي
عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ
مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ
سَلْمَانُ : فَلَمَّا سَمِعْتُهَا أَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ .
فَقَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : وَالْعُرَوَاءُ : الرِّعْدَةُ مِنْ الْبَرْدِ وَالِانْتِفَاضُ ، فَإِنْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ عَرَقٌ فَهِيَ الرُّحَضَاءُ ، وَكِلَاهُمَا مَمْدُودٌ - حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي سَأَسْقُطُ عَلَى سَيِّدِي ، فَنَزَلْتُ عَنْ النَّخْلَةِ ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِابْنِ عَمِّهِ ذَلِكَ : مَاذَا تَقُولُ ؟ ( مَاذَا تَقُولُ ) ؟ فَغَضِبَ سَيِّدِي ، فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً ، ثُمَّ قَالَ : مَا لَكَ وَلِهَذَا ؟ أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ . قَالَ : قُلْتُ : لَا شَيْءَ : إنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَهُ عَمَّا قَالَ .