[ عدم ضحك خازن النار للرسول صلى الله عليه وسلم    ] 
قال ابن إسحاق    : وحدثني بعض أهل العلم عمن حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : تلقتني الملائكة حين دخلت السماء الدنيا ، فلم يلقني ملك ؟ إلا ضاحكا مستبشرا ، يقول خيرا ويدعو به حتى لقيني ملك من الملائكة . فقال مثل ما قالوا ، ودعا بمثل ما دعوا به ، إلا أنه لم يضحك ولم أر منه من البشر مثل ما رأيت من غيره . فقلت لجبريل    : يا جبريل  من هذا الملك الذي قال لي كما قالت الملائكة ولم يضحك ( إلي ) ، ولم أر منه من البشر مثل الذي رأيت منهم ؟ قال : فقال لي جبريل    : أما إنه لو ضحك إلى أحد كان قبلك ، أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك ، لضحك إليك ، ولكنه لا يضحك هذا مالك خازن النار  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقلت لجبريل  وهو من الله تعالى بالمكان الذي وصف لكم مطاع ثم أمين : ألا تأمره أن يريني النار ؟ فقال : بلى ، يا مالك  ، أر محمدا  النار . قال : فكشف عنها غطاءها ففارت وارتفعت . حتى ظننت لتأخذن ما أرى قال : فقلت لجبريل    : يا جبريل  مره فليردها إلى مكانها . قال : فأمره ، فقال لها : اخبي فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه . فما شبهت رجوعها إلا وقوع الظل حتى إذا دخلت من حيث خرجت رد عليها غطاءها   . - 
 [ ص: 405 ]   [ عود إلى حديث الخدري عن المعراج    ] 
( و ) قال أبو سعيد الخدري  في حديثه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لما دخلت السماء الدنيا رأيت بها رجلا جالسا تعرض عليه أرواح بني آدم  ، فيقول لبعضها إذا عرضت عليه خيرا ويسر به ، ويقول : روح طيبة خرجت من جسد طيب . ويقول لبعضها إذا عرضت عليه : أف ، ويعبس بوجهه ويقول : روح خبيثة خرجت من جسد خبيث . قال : قلت : من هذا يا جبريل  ؟ قال : هذا أبوك آدم  ، تعرض عليه أرواح ذريته ، فإذا مرت به روح المؤمن منهم سر بها . وقال : روح طيبة خرجت من جسد طيب . وإذا مرت به روح الكافر منهم أفف منها وكرهها ، وساء ذلك ، وقال : روح خبيثة خرج من جسد خبيث   . 
				
						
						
