[ ذو نفر  وأنيس  وتوسطهما لعبد المطلب  لدى أبرهة     ] 
فانطلق معه عبد المطلب  ، ومعه بعض بنيه حتى أتى العسكر ، فسأل عن ذي نفر  ، وكان له صديقا ، حتى دخل عليه وهو في محبسه ، فقال له : يا ذا نفر  هل عندك من غناء فيما نزل بنا ؟ فقال له ذو نفر    : وما غناء رجل أسير بيدي ملك ينتظر أن يقتله غدوا أو عشيا ما عندنا غناء في شيء مما نزل بك إلا أن أنيسا  سائس الفيل صديق لي ، وسأرسل إليه فأوصيه بك ، وأعظم عليه حقك ، وأسأله أن يستأذن لك على الملك ، فتكلمه بما بدا لك . ويشفع لك عنده بخير إن قدر على ذلك ، فقال : حسبي فبعث ذو نفر  إلى أنيس  ، فقال له : إن عبد المطلب  سيد قريش  ، وصاحب عير مكة  ، يطعم الناس بالسهل والوحوش في رءوس الجبال ، وقد أصاب له الملك مائتي بعير ، فاستأذن له عليه . وانفعه عنده بما استطعت ؛ فقال : أفعل . 
فكلم أنيس  أبرهة  ، فقال له : أيها الملك هذا سيد قريش  ببابك يستأذن عليك ، وهو صاحب عير مكة  ، وهو يطعم الناس في السهل والوحوش في رءوس الجبال ، فأذن له عليك ، فيكلمك في حاجته ، ( وأحسن إليه ) قال : فأذن له أبرهة    . 
				
						
						
