[
nindex.php?page=treesubj&link=29300تلاحق المهاجرين إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ]
قال
ابن إسحاق : وتلاحق
المهاجرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يبق
بمكة منهم أحد ، إلا مفتون أو محبوس ، ولم يوعب أهل هجرة من
مكة بأهليهم وأموالهم إلى الله تبارك وتعالى وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أهل دور مسمون :
بنو مظعون من
بني جمح ؛
وبنو جحش بن رئاب ، حلفاء
بني أمية ؛
وبنو البكير ، من
بني سعد بن ليث ، حلفاء
بني عدي بن كعب ، فإن دورهم غلقت
بمكة هجرة ، ليس فيها ساكن .
[
nindex.php?page=treesubj&link=30658عدوان أبي سفيان على دار بني جحش ، والقصة في ذلك ]
ولما خرج
بنو جحش بن رئاب من دارهم ، عدا عليها
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب ، فباعها من
عمرو بن علقمة ، أخي
بني عامر بن لؤي ؛ فلما بلغ
بني جحش ما صنع
أبو سفيان بدارهم ، ذكر ذلك
عبد الله بن جحش لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ألا ترضى يا عبد الله أن يعطيك الله بها دارا خيرا منها في الجنة ؟ قال : بلى ، قال : فذلك لك
فلما افتتح رسول الله
[ ص: 500 ] صلى الله عليه وسلم
مكة ، كلمه
أبو أحمد في دارهم . فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الناس
لأبي أحمد : يا
أبا أحمد ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن ترجعوا في شيء من أموالكم أصيب منكم في الله عز وجل ، فأمسك عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال
لأبي سفيان :
:
أبلغ أبا سفيان عن أمر عواقبه ندامه دار ابن عمك بعتها
تقضي بها عنك الغرامه وحليفكم بالله رب
الناس مجتهد القسامه اذهب بها ، اذهب بها
طوقتها طوق الحمامه
[ انتشار الإسلام ومن بقي على شركه ]
قال
ابن إسحاق : فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالمدينة إذ قدمها شهر ربيع الأول ، إلى صفر من السنة الداخلة ، حتى بني له فيها مسجده ومساكنه ، واستجمع له إسلام هذا الحي من
الأنصار ، فلم يبق دار من
دور الأنصار إلا أسلم أهلها ، إلا ما كان من
خطمة ،
وواقف ،
ووائل ،
وأمية ، وتلك
أوس الله ، وهم حي من
الأوس ، فإنهم أقاموا على شركهم .
[
nindex.php?page=treesubj&link=29300تَلَاحُقُ الْمُهَاجِرِينَ إلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ ]
قَالَ
ابْنُ إسْحَاقَ : وَتَلَاحَقَ
الْمُهَاجِرُونَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ يَبْقَ
بِمَكَّةَ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، إلَّا مَفْتُونٌ أَوْ مَحْبُوسٌ ، وَلَمْ يُوعَبْ أَهْلُ هِجْرَةٍ مِنْ
مَكَّةَ بِأَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ إلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَّا أَهْلُ دُورٍ مُسَمَّوْنَ :
بَنُو مَظْعُونٍ مِنْ
بَنِي جُمَحٍ ؛
وَبَنُو جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ ، حُلَفَاءُ
بَنِي أُمَيَّةَ ؛
وَبَنُو الْبُكَيْرِ ، مِنْ
بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ ، حُلَفَاءُ
بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ ، فَإِنَّ دُورَهُمْ غُلِّقَتْ
بِمَكَّةَ هِجْرَةً ، لَيْسَ فِيهَا سَاكِنٌ .
[
nindex.php?page=treesubj&link=30658عُدْوَانُ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى دَارِ بَنِي جَحْشٍ ، وَالْقِصَّةُ فِي ذَلِكَ ]
وَلَمَّا خَرَجَ
بَنُو جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ مِنْ دَارِهِمْ ، عَدَا عَلَيْهَا
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، فَبَاعَهَا مِنْ
عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ ، أَخِي
بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ؛ فَلَمَّا بَلَغَ
بَنِي جَحْشٍ مَا صَنَعَ
أَبُو سُفْيَانَ بِدَارِهِمْ ، ذَكَرَ ذَلِكَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَلَا تَرْضَى يَا عَبْدَ اللَّهِ أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّهُ بِهَا دَارًا خَيْرًا مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ : فَذَلِكَ لَكَ
فَلَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ
[ ص: 500 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَكَّةَ ، كَلَّمَهُ
أَبُو أَحْمَدَ فِي دَارِهِمْ . فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّاسُ
لِأَبِي أَحْمَدَ : يَا
أَبَا أَحْمَدَ ، إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ أَنْ تَرْجِعُوا فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْوَالِكُمْ أُصِيبَ مِنْكُمْ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَمْسَكَ عَنْ كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ
لِأَبِي سُفْيَانَ :
:
أَبْلِغْ أَبَا سُفْيَانَ عَنْ أَمْرٍ عَوَاقِبُهُ نَدَامَهْ دَارَ ابْنِ عَمِّكَ بِعْتَهَا
تَقْضِي بِهَا عَنْكَ الْغَرَامَهْ وَحَلِيفُكُمْ بِاَللَّهِ رَبِّ
النَّاسِ مُجْتَهَدُ الْقَسَامَهْ اذْهَبْ بِهَا ، اذْهَبْ بِهَا
طُوِّقْتَهَا طَوْقَ الْحَمَامَهْ
[ انْتِشَارُ الْإِسْلَامَ وَمَنْ بَقِيَ عَلَى شِرْكِهِ ]
قَالَ
ابْنُ إسْحَاقَ : فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِالْمَدِينَةِ إذْ قَدِمَهَا شَهْرَ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، إلَى صَفَرٍ مِنْ السَّنَةِ الدَّاخِلَةِ ، حَتَّى بُنِيَ لَهُ فِيهَا مَسْجِدُهُ وَمَسَاكِنُهُ ، وَاسْتَجْمَعَ لَهُ إسْلَامُ هَذَا الْحَيِّ مِنْ
الْأَنْصَارِ ، فَلَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ
دُورِ الْأَنْصَارِ إلَّا أَسْلَمَ أَهْلُهَا ، إلَّا مَا كَانَ مِنْ
خَطْمَةَ ،
وَوَاقِفٍ ،
وَوَائِلٍ ،
وَأُمَيَّةَ ، وَتِلْكَ
أَوْسُ اللَّهِ ، وَهُمْ حَيٌّ مِنْ
الْأَوْسِ ، فَإِنَّهُمْ أَقَامُوا عَلَى شِرْكِهِمْ .