[ ما نزل في منافقي الأوس والخزرج ]
ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يعني المنافقين من الأوس والخزرج ، ومن كان على أمرهم . يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض أي شك فزادهم الله مرضا أي شكا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون أي إنما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب . يقول الله تعالى ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم من يهود ، الذين يأمرونهم بالتكذيب بالحق ، وخلاف ما جاء به الرسول قالوا إنا معكم أي إنا على مثل ما أنتم عليه . إنما نحن مستهزئون أي إنما نستهزئ بالقوم ، ونلعب بهم . يقول [ ص: 532 ] الله عز وجل : الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون