قال ابن إسحاق : وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يهود خيبر ، فيما حدثني مولى لآل زيد بن ثابت ، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاحب موسى وأخيه ، والمصدق لما جاء به موسى : ألا إن الله قد قال لكم يا معشر أهل التوراة ، وإنكم لتجدون ذلك في كتابكم : محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما
[ ص: 545 ] وإني أنشدكم بالله ، وأنشدكم بما أنزل عليكم ، وأنشدكم بالذي أطعم من كان قبلكم من أسباطكم المن والسلوى ، وأنشدكم بالذي أيبس البحر لآبائكم حتى أنجاهم من فرعون وعمله ، إلا أخبرتموني : هل تجدون فيما أنزل الله عليكم أن تؤمنوا بمحمد ؟ فإن كنتم لا تجدون ذلك في كتابكم فلا كره عليكم . قد تبين الرشد من الغي - فأدعوكم إلى الله وإلى نبيه .
[ تفسير ابن هشام لبعض الغريب ]
قال ابن هشام : شطؤه : فراخه ، وواحدته : شطأة . تقول العرب : قد أشطأ الزرع ، إذا أخرج فراخه . وآزره : عاونه ، فصار الذي قبله مثل الأمهات . قال امرؤ القيس بن حجر الكندي :
:
بمحنية قد آزر الضال نبتها مجر جيوش غانمين وخيب
وهذا البيت في قصيدة له . وقال حميد بن مالك الأرقط ، أحد بني ربيعة بن مالك بن زيد مناة :زرعا وقضبا مؤزر النبات
وهذا البيت في أرجوزة له ، وسوقه ( غير مهموز ) : جمع ساق ، لساق الشجرة .