" وكانت في شوال "
قال شيبان ، عن قتادة : واقع نبي الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد من العام المقبل بعد بدر في شوال ، يوم السبت لإحدى عشرة ليلة مضت من شوال . وكان أصحابه يومئذ سبعمائة ، والمشركون ألفين أو ما شاء الله من ذلك .
وقال ابن إسحاق : للنصف من شوال .
وقال مالك : كان القتال يومئذ في أول النهار .
وقال بريد بن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : أحد ، ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان ، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ، ورأيت في رؤياي بقرا ، والله خير ، فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد ، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذي آتانا يوم بدر . أخرجاه . رأيت أني قد هززت سيفا فانقطع صدره ، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم
وقال ابن وهب : أخبرني ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس قال : بدر ، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد . وذلك أنه لما جاءه المشركون يوم أحد كان رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقيم بالمدينة فيقاتلهم فيها ، فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرا : تخرج بنا يا رسول الله إليهم نقاتلهم بأحد ، [ ص: 392 ] ورجوا من الفضيلة أن يصيبوا ما أصاب أهل بدر . فما زالوا برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لبس أداته ، ثم ندموا وقالوا : يا رسول الله ، أقم فالرأي رأيك . فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه . قالوا : وكان ما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يلبس أداته : المدينة ، وأني مردف كبشا فأولته كبش الكتيبة ، ورأيت أن سيفي ذا الفقار فل فأولته فلا فيكم ، ورأيت بقرا تذبح ، فبقر والله خير ، فبقر والله خير إني رأيت أني في درع حصينة فأولتها . تنفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم
وقال يونس ، عن الزهري في خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد ، قال : حتى إذا كان بالشوط من الجنانة ، انخزل عبد الله بن أبي بقريب من ثلث الجيش . ومضى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم في سبعمائة . وتعبأت قريش وهم ثلاثة آلاف ، ومعهم مائتا فرس قد جنبوها ، وجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد ، وعلى ميسرتها . عكرمة بن أبي جهل
وقال ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون وهم ألف ، والمشركون ثلاثة آلاف . فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا ، ورجع عنه عبد الله بن أبي في ثلاثمائة ، فسقط في أيدي الطائفتين ، وهمتا أن تفشلا ، والطائفتان : بنو سلمة وبنو حارثة .
وقال ابن عيينة ، عن عمرو ، عن جابر : ( إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا ( 122 ) ) [ آل عمران ] ، بنو سلمة وبنو حارثة ، ما أحب لها لم تنزل لقوله ( والله وليهما ( 122 ) ) [ آل عمران ] . متفق عليه .
[ ص: 393 ] وقال شعبة ، عن عدي بن ثابت ، سمع عبد الله بن يزيد يحدث ، عن قال : زيد بن ثابت ، أحد ، رجع ناس خرجوا معه . فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين ، فرقة تقول : نقاتلهم ، وفرقة تقول : لا نقاتلهم . فنزلت ( فما لكم في المنافقين فئتين ( 88 ) ) [ النساء ] ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة . متفق عليه . لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ( 179 ) ) [ آل عمران ] ، قال ميزهم يوم أحد .
وقال البكائي ، عن ابن إسحاق ، قال : كان من حديث أحد ، كما حدثني الزهري ، ومحمد بن يحيى بن حبان ، وعاصم بن عمر ، والحصين بن عبد الرحمن ، وغيرهم ، كل قد حدث بعض الحديث ، وقد اجتمع حديثهم كله فيما سقت من هذا الحديث عن يوم أحد ، أن كفار قريش لما أصيب منهم أصحاب القليب ، ورجع فلهم إلى مكة ، ورجع بالعير ، مشى أبو سفيان بن حرب عبد الله بن أبي ربيعة ، وعكرمة بن أبي جهل ، في رجال من وصفوان بن أمية ، قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ، فكلموا أبا سفيان ومن كان له في تلك العير تجارة ، فقالوا : يا معشر قريش ، إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم ، فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا ندرك منه ثأرا بمن أصاب منا . فاجتمعوا لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فعل ذلك أبو سفيان وأصحاب العير بأحابيشها ومن أطاعها من قبائل كنانة وأهل تهامة .
[ ص: 394 ] وكان أبو عزة الجمحي قد من عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان ذا عيال وحاجة ، فقال : يا رسول الله ، إني فقير ذو عيال وحاجة ، فامنن علي . فقال له صفوان : يا أبا عزة ، إنك امرؤ شاعر ، فأعنا بلسانك فاخرج معنا ، فقال : إن محمدا قد من علي فلا أريد أن أظاهر عليه . قالوا : بلى ، فأعنا بنفسك ، فلك الله علي إن رجعت أن أعينك ، وإن أصبت أن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما أصابهن من عسر ويسر . فخرج أبو عزة يسير في تهامة ويدعو بني كنانة ، ويقول :
إيها بني عبد مناة الرزام أنتم حماة وأبوكم حام لا تعدوني نصركم بعد العام
لا تسلموني لا يحل إسلام