[ ص: 345 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة البلد
سميت هذه السورة في ترجمتها عن صحيح ( سورة لا أقسم ) وسميت في المصاحف وكتب التفسير ( سورة البلد ) . وهو إما على حكاية اللفظ الواقع في أولها لإرادة البلد المعروف وهو البخاري مكة .
وهي مكية ، وحكى الزمخشري والقرطبي الاتفاق عليه ، واقتصر عليه معظم المفسرين ، وحكى ابن عطية عن قوم : أنها مدنية ، ولعل هذا قول من فسر قوله : ( وأنت حل بهذا البلد ) أن الحل الإذن له في القتال يوم الفتح ، وحمل ( وأنت حل ) على معنى : وأنت الآن حل ، وهو يرجع إلى ما روى القرطبي عن السدي وأبي صالح وعزي . وقد أشار في الكشاف إلى إبطاله بأن السورة نزلت لابن عباس بمكة بالاتفاق ، وفي رده بذلك مصادرة ، فالوجه أن يرد بأن في قوله : ( أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ) إلى قوله : ( فلا اقتحم العقبة ) ضمائر غيبة يتعين عودها إلى ( الإنسان ) في قوله : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) وإلا لخلت الضمائر عن معاد . وحكى في الإتقان قولا أنها مدنية إلا الآيات الأربع من أولها .
وقد عدت الخامسة والثلاثين في عدد نزول السور ، نزلت بعد سورة ( ق ) وقبل سورة الطارق .
وعدد آيها عشرون آية .