المعلقة : هي التي ليست مطلقة ، ولا ذات بعل . قال الرجل : هل هي إلا خطة أو تعليق أو صلف ، أو بين ذاك تعليق . وفي حديث أم زرع : شبهت المرأة بالشيء المعلق من شيء ; لأنه لا على الأرض استقر ، ولا على ما علق منه . وفي المثل : أرض من المركب بالتعليق . زوجي العشنق إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق
الخوض : الاقتحام في الشيء ، تقول : خضت الماء خوضا وخياضا ، وخضت الغمرات اقتحمتها ، وخاضه بالسيف حرك سيفه في المضروب ، وتخاوضوا في الحديث تفاوضوا فيه والمخاضة موضع الخوض . قال الشاعر ، وه و عبد الله بن شبرمة :
إذا شالت الجوزاء والنجم طالع فكل مخاضات الفرات معابر
والخوضة بفتح الخاء اللؤلؤة ، واختاض بمعنى خاض ، وتخوض : تكلف الخوض . الاستحواذ : الاستيلاء والتغلب ؛ قاله أبو عبيدة . ويقال : حاذ يحوذ حوذا ، وأحاذ بمعنى مثل حاذ وأحاذ . [ ص: 359 ] وشذت هذه الكلمة فصحت عينها في النقال ، قاس عليها والزجاج . أبو زيد الأنصاري( ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن ) سبب نزولها : أن قوما من الصحابة رضي الله عنهم سألوا عن أمر النساء ، وأحكامهن في المواريث ، وغير ذلك . وأما مناسبتها فكذلك على تربيع العرب في كلامها أنها تكون في أمر ، ثم تخرج منه إلى شيء ، ثم تعود إلى ما كانت فيه أولا . وهكذا كتاب الله يبين فيه أحكام تكليفه ، ثم يعقب بالوعد والوعيد والترغيب والترهيب ، ثم يعقب ذلك بذكر المخالفين المعاندين ، الذين لا يتبعون تلك الأحكام ، ثم بما يدل على كبرياء الله تعالى وجلاله ، ثم يعاد لتبيين ما تعلق بتلك الأحكام السابقة . وقد عرض هنا في هذه السورة أن بدأ بأحكام النساء والمواريث ، وذكر اليتامى ، ثم ثانيا بذكر شيء من ذلك في هذه الآية ، ثم أخيرا بذكر شيء من المواريث أيضا . ولما كانت النساء مطرحا أمرهن عند العرب في الميراث وغيره ، وكذلك اليتامى أكد الحديث فيهن مرارا ، ليرجعوا عن أحكام الجاهلية . والاستفتاء طلب الإفتاء ، وأفتاه إفتاء ، وفتيا وفتوى ، وأفتيت فلانا في رؤياه عبرتها له . ومعنى الإفتاء إظهار المشكل على السائل . وأصله من الفتى ، وهو الشاب الذي قوي وكمل ؛ فالمعنى : كأنه بيان ما أشكل فيثبت ويقوى . والاستفتاء ليس في ذوات النساء ؛ وإنما هو عن شيء من أحكامهن ولم يبين فهو مجمل . ومعنى يفتيكم فيهن : يبين لكم حال ما سألتم عنه وحكمه .