قال الجمهور : هي مدنية .
وقال
مقاتل ،
والكلبي : هي مكية .
وأخرج
النحاس عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنها نزلت
بمكة .
وأخرج
ابن مردويه عن
ابن الزبير مثله ، وقيل فيها مكي من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=23إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا إلى آخر السورة ، وما قبله مدني .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ،
وابن مردويه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021739جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : سل واستفهم ، فقال : يا رسول الله فضلتم علينا بالألوان والصور والنبوة أفرأيت إن آمنت بما آمنت به وعملت بما عملت به ، أني كائن معك في الجنة ، قال : نعم والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام ، ثم قال : من قال لا إله إلا الله كان له عهد عند الله ، ومن قال : سبحان الله وبحمده كتب له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة ، ونزلت هذه السورة nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هل أتى على الإنسان حين من الدهر إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=20وملكا كبيرا فقال الحبشي : وإن عيني لترى ما ترى عيناك في الجنة ، قال : نعم ، فاشتكى حتى فاضت نفسه . قال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده .
وأخرج
أحمد في الزهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=17026محمد بن مطرف قال : حدثني الثقة
أن رجلا أسود كان يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التسبيح والتهليل ، فقال له nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب : أكثرت على رسول الله ، فقال : مه يا عمر . وأنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هل أتى على الإنسان حين من الدهر حتى إذا أتى على ذكر الجنة زفر الأسود زفرة خرجت نفسه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مات شوقا إلى الجنة .
وأخرج نحوه
ابن وهب عن
ابن زيد مرفوعا مرسلا .
وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحسنه
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ،
وابن منيع ،
وأبو الشيخ في العظمة
والحاكم وصححه
والضياء عن
أبي ذر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021741قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هل أتى على الإنسان حتى ختمها ، ثم قال : إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون ، أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29047هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=2إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=4إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=5إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=7يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=8ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=10إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=11فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=12وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا
حكى
الواحدي عن المفسرين وأهل المعاني أن هل هنا بمعنى قد ، وليس باستفهام ، وقد قال بهذا
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء ،
وأبو عبيدة .
قال
الفراء : " هل " تكون جحدا وتكون خبرا فهذا من الخبر لأنك تقول : هل أعطيتك ، تقرره بأنك أعطيته ، والجحد أن تقول : هل يقدر أحد على مثل هذا ، وقيل هي وإن كانت بمعنى " قد " ففيها معنى الاستفهام . والأصل أهل أتى ، فالمعنى : أقد أتى ، والاستفهام للتقرير والتقريب ، والمراد بالإنسان هنا
آدم ، قال
قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ،
وعكرمة ،
والسدي وغيرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1حين من الدهر قيل أربعون سنة قبل أن ينفخ فيه الروح ، وقيل إنه خلق من طين أربعين سنة ، ثم من حمأ مسنون أربعين سنة ، ثم من صلصال أربعين سنة فتم خلقه بعد مائة وعشرين سنة .
وقيل الحين المذكور هنا لا يعرف مقداره وقيل المراد بالإنسان بنو
آدم ، والحين مدة الحمل ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1لم يكن شيئا مذكورا في محل نصب على الحال من الإنسان ، أو في محل رفع صفة لحين .
قال
الفراء ،
وقطرب ،
وثعلب : المعنى أنه كان جسدا مصورا ترابا وطينا لا يذكر ولا يعرف ولا يدرى ما اسمه ولا ما يراد به ، ثم نفخ فيه الروح فصار مذكورا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1لم يكن شيئا مذكورا في الخلق وإن كان عند الله شيئا مذكورا ، وقيل ليس المراد بالذكر هنا الإخبار ، فإن إخبار الرب عن الكائنات قديم ، بل هو الذكر بمعنى
[ ص: 1563 ] الخطر والشرف ، كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=44وإنه لذكر لك ولقومك .
قال
القشيري : ما كان مذكورا للخلق وإن كان مذكورا لله سبحانه .
قال
الفراء : كان شيئا ولم يكن مذكورا .
فجعل النفي متوجها إلى القيد .
وقيل المعنى : قد مضت أزمنة وما كان آدم شيئا ولا مخلوقا ولا مذكورا لأحد من الخليقة .
وقال
مقاتل : في الكلام تقديم وتأخير وتقديره : هل أتى حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ؛ لأنه خلقه بعد خلق الحيوان كله ولم يخلق بعده حيوانا .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=2إنا خلقنا الإنسان من نطفة المراد بالإنسان هنا ابن آدم .
قال
القرطبي : من غير خلاف ، والنطفة : الماء الذي يقطر ، وهو المني وكل ماء قليل في وعاء فهو نطفة ، وجمعها نطف ، و أمشاج صفة لنطفة ، وهي جمع مشج ، أو مشيج ، وهي الأخلاط ، والمراد نطفة الرجل ونطفة المرأة واختلاطهما .
يقال مشج هذا بهذا فهو ممشوج : أي خلط هذا بهذا فهو مخلوط .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : مشج يمشج : إذا اختلط ، وهو هنا اختلاط النطفة بالدم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15876رؤبة بن العجاج :
يطرحن كل معجل مشاج لم يكس جلدا من دم أمشاج
قال
الفراء : أمشاج : اختلاط ماء الرجل وماء المرأة والدم والعلقة ، ويقال مشج هذا : إذا خلط ، وقيل الأمشاج : الحمرة في البياض والبياض في الحمرة .
قال
القرطبي : وهذا قول يختاره كثير من أهل اللغة .
قال
الهذلي :
كأن الريش والوقين منه حلاف النصل نيط به مشيج
وذلك لأن ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق فيخلق منهما الولد .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : الأمشاج : الأخلاط لأنها ممتزجة من أنواع يخلق الإنسان منها وطباع مختلفة .
وقيل الأمشاج لفظ مفرد كبرمة أعشار ، ويؤيد هذا وقوعه نعتا لنطفة ، وجملة نبتليه في محل نصب على الحال من فاعل خلقنا : أي مريدين ابتلاءه ، ويجوز أن يكون حالا من الإنسان ، والمعنى : نبتليه بالخير والشر وبالتكاليف .
قال
الفراء : معناه والله أعلم
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=2فجعلناه سميعا بصيرا نبتليه وهي مقدمة معناها التأخير ؛ لأن الابتلاء لا يقع إلا بعد تمام الخلقة ، وعلى هذا تكون هذه الحال مقدرة ، وقيل مقارنة .
وقيل معنى الابتلاء : نقله من حال إلى حال على طريقة الاستعارة ، والأول أولى .
ثم ذكر سبحانه أنه أعطاه ما يصح معه الابتلاء فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29047_30458إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا أي بينا له وعرفناه طريق الهدى والضلال والخير والشر كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وهديناه النجدين [ البلد : 10 ] قال
مجاهد : أي بينا السبيل إلى الشقاء والسعادة .
وقال
الضحاك ،
والسدي ،
وأبو صالح : السبيل هنا خروجه من الرحم ، وقيل منافعه ومضاره التي يهتدي إليها بطبعه وكمال عقله . وانتصاب شاكرا وكفورا على الحال من مفعول هديناه : أي مكناه من سلوك الطريق في حالتيه جميعا ، وقيل على الحال من ( سبيل ) على المجاز : أي عرفناه السبيل إما سبيلا شاكرا وإما سبيلا كفورا .
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي عن
الكوفيين أن قوله إما هي ( إن ) شرطية زيدت بعدها ما : أي بينا له الطريق إن شكر وإن كفر .
واختار هذا
الفراء ، ولا يجيزه
البصريون لأن إن الشرطية لا تدخل على الأسماء إلا أن يضمر بعدها فعل ، ولا يصح هنا إضمار الفعل لأنه كان يلزم رفع شاكرا وكفورا .
ويمكن أن يضمر فعل ينصب ( شاكرا ) و ( كفورا ) ، وتقديره : إن خلقناه شاكرا فشكور وإن خلقناه كافرا فكفور ، وهذا على قراءة الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3إما شاكرا وإما كفورا بكسر همزة إما .
وقرأ
أبو السماك ،
وأبو العجاج بفتحها ، وهي على الفتح إما العاطفة في لغة بعض العرب ، أو هي التفصيلية وجوابها مقدر ، وقيل انتصب ( شاكرا ) و ( كفورا ) بإضمار كان ، والتقدير : سواء كان شاكرا أو كان كفورا .
ثم بين سبحانه ما أعد للكافرين فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=4إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا قرأ
نافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
وأبو بكر عن
عاصم ،
وهشام عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر " سلاسلا " بالتنوين ، ووقف قنبل عن
ابن كثير ،
وحمزة بغير ألف ، والباقون وقفوا بالألف .
ووجه من قرأ بالتنوين في " سلاسل " مع كون فيه صيغة منتهى الجموع أنه قصد بذلك التناسب لأن ما قبله وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3إما شاكرا وإما كفورا ، وما بعده وهو أغلالا وسعيرا منون ، أو على لغة من يصرف جميع ما لا ينصرف كما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي وغيره من
الكوفيين عن بعض العرب .
قال
الأخفش : سمعنا من العرب من يصرف كل ما لا ينصرف ؛ لأن الأصل في الأسماء الصرف وترك الصرف لعارض فيها .
قال
الفراء : هو على لغة من يجر الأسماء كلها إلا قولهم : هو أظرف منك فإنهم لا يجرونه ، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري في ذلك قول
عمرو بن كلثوم :
كأن سيوفنا فينا وفيهم مخاريق بأيدي لاعبينا
ومن ذلك قول الشاعر :
وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم خضع الرقاب نواكس الأبصار
بكسر السين من " نواكس " . وقول
لبيد :
وحسور أستار دعوني لحتفها بمعالق متشابه أعلاقها
. وقوله أيضا :
فضلا وذو كرم يعين على الندى سمح لشوب رغائب غنامها
وقيل إن التنوين لموافقة رسم المصاحف المكية والمدنية والكوفية فإنها فيها بالألف ، وقيل إن هذا التنوين بدل من حرف الإطلاق ، ويجري الوصل مجرى الوقف ، والسلاسل قد تقدم تفسيرها ، والخلاف فيها هل هي القيود ، أو ما يجعل في الأعناق كما في قول الشاعر :
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل والأغلال
جمع غل تغل به الأيدي إلى الأعناق ، والسعير : الوقود الشديد ، وقد تقدم تفسير السعير .
ثم ذكر سبحانه ما أعده للشاكرين فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29047_30387إن الأبرار يشربون من كأس . الأبرار : أهل الطاعة والإخلاص ، والصدق جمع بر أو بار .
قال في الصحاح : جمع البر الأبرار ، وجمع البار البررة ، وفلان يبر خالقه ويبرره : أي يطيعه .
وقال
الحسن : البر الذي لا يؤذي الذر .
وقال
قتادة : الأبرار الذين يؤدون حق الله ويوفون بالنذر .
[ ص: 1564 ] والكأس في اللغة هو الإناء الذي فيه الشراب ، وإذا لم يكن فيه الشراب لم يسم كأسا ، ولا وجه لتخصيصه بالزجاجة ، بل يكون من
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ومن الذهب والفضة والصيني وغير ذلك ، وقد كانت كاسات العرب من أجناس مختلفة ، وقد يطلق الكأس على نفس الخمر كما في قول الشاعر :
وكأس شربت على لذة وأخرى تداويت منها بها
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=5كان مزاجها كافورا أي يخالطها وتمزج به ، يقال مزجه يمزجه مزجا : أي خلطه يخلطه خلطا ، ومنه قول الشاعر :
كأن سبية من بيت رأس كأن مزاجها عسل وماء
وقول
عمرو بن كلثوم :
صددت الكأس عنا أم عمرو وكان الكأس مجراها اليمينا
معتقة كأن الحص فيها إذا ما الماء خالطها سخينا
ومنه مزاج البدن ، وهو ما يمازجه من الأخلاط ، والكافور قيل : هو اسم عين في الجنة يقال لها الكافوري تمزج خمر الجنة بماء هذه العين .
وقال
قتادة ،
ومجاهد : تمزج لهم بالكافور وتختم لهم بالمسك .
وقال
عكرمة : مزاجها طعمها ، وقيل إنما الكافور في ريحها لا في طعمها .
وقيل إنما أراد الكافور في بياضه وطيب رائحته وبرده ؛ لأن الكافور لا يشرب كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96حتى إذا جعله نارا [ الكهف : 96 ] أي كنار .
وقال
ابن كيسان : طيبها المسك والكافور والزنجبيل .
وقال
مقاتل : ليس هو كافور الدنيا ، وإنما سمى الله ما عنده بما عندكم حتى تهتدي له القلوب ، والجملة في محل جر صفة لكأس .
وقيل إن " كان " هنا زائدة : أي من كأس مزاجها كافور .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عينا يشرب بها عباد الله انتصاب عينا على أنها بدل من كافورا ؛ لأن ماءها في بياض الكافور .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي : إنها بدل من محل ( من كأس ) على حذف مضاف كأنه قيل : يشربون خمرا خمر عين ، وقيل إنها منتصبة على أنها مفعول يشربون : أي عينا من كأس ، وقيل هي منتصبة على الاختصاص ، قاله
الأخفش وقيل منتصبة بإضمار فعل يفسره ما بعده : أي يشربون عينا يشرب بها عباد الله ، والأول أولى ، وتكون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6يشرب بها عباد الله صفة ل عينا .
وقيل إن الباء في
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6يشرب بها زائدة ، وقيل بمعنى " من " قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، ويعضده قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة " يشربها عباد الله " .
وقيل إن " يشرب " مضمن معنى يلتذ ، وقيل هي متعلقة بـ ( يشرب ) ، والضمير يعود إلى الكأس .
وقال
الفراء : يشربها ويشرب بها سواء في المعنى ، وكأن يشرب بها يروى بها وينتفع بها ، وأنشد قول
الهذلي :
شربن بماء البحر ثم ترفعت
قال : ومثله تكلم بكلام حسن ، وتكلم كلاما حسنا
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6يفجرونها تفجيرا أي يجرونها إلى حيث يريدون وينتفعون بها كما يشاءون ويتبعهم ماؤها إلى كل مكان يريدون وصوله إليه ، فهم يشقونها شقا كما يشق النهر ويفجر إلى هنا وهنا .
قال
مجاهد : يقودونها حيث شاءوا وتتبعهم حيث مالوا مالت معهم ، والجملة صفة أخرى ل عينا .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=7يوفون بالنذر مستأنفة مسوقة لبيان ما لأجله رزقوا ما ذكر ، وكذا ما عطف عليها .
nindex.php?page=treesubj&link=4159ومعنى النذر في اللغة الإيجاب ، والمعنى : يوفون بما أوجبه الله عليهم من الطاعات .
قال
قتادة ،
ومجاهد : يوفون بطاعة الله من الصلاة والحج ونحوهما .
وقال
عكرمة : يوفون إذا نذروا في حق الله سبحانه ، والنذر في الشرع ما أوجبه المكلف على نفسه ، فالمعنى : يوفون بما أوجبوه على أنفسهم .
قال
الفراء : في الكلام إضمار : أي كانوا يوفون بالنذر في الدنيا .
وقال
الكلبي : يوفون بالعهد : أي يتممون العهد .
والأولى حمل النذر هنا على ما أوجبه العبد على نفسه من غير تخصيص
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29047_30296ويخافون يوما كان شره مستطيرا المراد يوم القيامة ، ومعنى استطارة شره فشوه وانتشاره ، يقال استطار يستطير استطارة فهو مستطير ، وهو استفعل من الطيران ، ومنه قول
الأعشى :
فباتت وقد أثارت في الفؤا د صدعا على نأيها مستطيرا
والعرب تقول : استطار الصدع في القارورة والزجاجة : إذا امتد ، ويقال استطار الحريق : إذا انتشر .
قال
الفراء : المستطير : المستطيل .
قال
قتادة : استطار شر ذلك اليوم حتى ملأ السماوات والأرض .
قال
مقاتل : كان شره فاشيا في السماوات فانشقت وتناثرت الكواكب وفزعت الملائكة ، وفي الأرض نسفت الجبال وغارت المياه .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=8ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا أي يطعمون هؤلاء الثلاثة الأصناف الطعام على حبه لديهم وقلته عندهم .
قال
مجاهد : على قلته وحبهم إياه وشهوتهم له ؛ فقوله على حبه في محل نصب على الحال : أي كائنين على حبه . ومثله قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=92لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون [ آل عمران : 92 ] وقيل على حب الإطعام لرغبتهم في الخير .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14919الفضيل بن عياض : على حب إطعام الطعام .
وقيل الضمير في حبه يرجع إلى الله : أي يطعمون الطعام على حب الله : أي يطعمون إطعاما كائنا على حب الله .
ويؤيد هذا قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9إنما نطعمكم لوجه الله والمسكين ذو المسكنة ، وهو الفقير ، أو من هو أفقر من الفقير ، والمراد باليتيم يتامى المسلمين ، والأسير الذي يؤسر فيحبس .
قال
قتادة ،
ومجاهد : الأسير : المحبوس .
وقال
عكرمة : الأسير : العبد .
وقال
أبو حمزة الثمالي : الأسير : المرأة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : نسخ هذا الإطعام آية الصدقات وآية السيف في حق الأسير الكافر ، وقال غيره : بل هي محكمة ، وإطعام المسكين واليتيم على التطوع ، وإطعام الأسير لحفظ نفسه إلى أن يتخير فيه الإمام ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9إنما نطعمكم لوجه الله في محل نصب على الحال بتقدير القول : أي يقولون إنما نطعمكم ، أو قائلين إنما نطعمكم : يعني أنهم لا يتوقعون المكافأة ولا يريدون ثناء الناس عليهم بذلك يستكملوا بهذا ولكن علمه الله من قلوبهم فأثنى عليهم بذلك .
قال
الواحدي : قال المفسرون : لم يتكلموا بهذا ولكن علمه الله من قلوبهم فأثنى عليهم وعلم من ثنائه أنهم فعلوا ذلك
[ ص: 1565 ] خوفا من الله ورجاء ثوابه
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9لا نريد منكم جزاء ولا شكورا أي لا نطلب منكم المجازاة على هذا الإطعام ولا نريد منكم الشكر لنا ، بل هو خالص لوجه الله ، وهذه الجملة مقررة لما قبلها ؛ لأن من أطعم لوجه الله لا يريد المكافأة ولا يطلب الشكر له ممن أطعمه .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=10إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا أي نخاف عذاب يوم متصف بهاتين الصفتين ، ومعنى عبوسا : أنه يوم تعبس فيه الوجوه من هوله وشدته ، فالمعنى : أنه ذو عبوس .
قال
الفراء ،
وأبو عبيدة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد : يوم قمطرير وقماطر : إذا كان صعبا شديدا ، وأنشد
الفراء :
بني عمنا هل تذكرون بلاءنا عليكم إذا ما كان يوم قماطر
قال
الأخفش : القمطرير أشد ما يكون من الأيام وأطوله في البلاء ، ومنه قول الشاعر :
ففروا إذا ما الحرب ثار غبارها ولج بها اليوم العبوس القماطر
. قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : اقمطر اليوم وازمهر : إذا كان صعبا شديدا ، ومنه قول الشاعر :
بنو الحرب أوصينا لهم بقمطرة ومن يلق منا ذلك اليوم يهرب
وقال
مجاهد : إن العبوس بالشفتين ، والقطمير بالجبهة والحاجبين ، فجعلهما من صفات المتغير في ذلك اليوم لما يراه من الشدائد ، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي :
يقدر على الصيد بعود منكسر ويقمطر ساعة ويكفهر
قال
أبو عبيدة : يقال : قمطرير : أي منقبض ما بين العينين والحاجبين .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : يقال اقمطرت الناقة : إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها ورمت بأنفها ما يسبقها من القطر ، وجعل الميم مزيدة .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=11فوقاهم الله شر ذلك اليوم أي أعطاهم بدل العبوس في الكفار نضرة في الوجوه وسرورا في القلوب .
قال
الضحاك : والنضرة البياض والنقاء في وجوههم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ،
الحسن والبهاء ، وقيل النضرة أثر النعمة .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29047_19572وجزاهم بما صبروا أي بسبب صبرهم على التكاليف ، وقيل على الفقر ، وقيل على الجوع ، وقيل على الصوم .
والأولى حمل الآية على الصبر على كل شيء يكون الصبر عليه طاعة لله سبحانه ، وما مصدرية ، والتقدير : بصبرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=12جنة وحريرا أي أدخلهم الجنة وألبسهم الحرير ، وهو لباس أهل الجنة عوضا عن تركه في الدنيا امتثالا لما ورد في الشرع من تحريمه ، وظاهر هذه الآيات العموم في كل من خاف من يوم القيامة وأطعم لوجه الله وخاف من عذابه ، والسبب وإن كان خاصا كما سيأتي فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ويدخل سبب التنزيل تحت عمومها دخولا أوليا .
وقد أخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هل أتى على الإنسان قال : كل إنسان .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله : أمشاج قال أمشاجها عروقها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم أمشاج قال : العروق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=2من نطفة أمشاج قال : ماء الرجل وماء المرأة حين يختلطان .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه قال : أمشاج ألوان : نطفة الرجل بيضاء وحمراء ، ونطفة المرأة خضراء وحمراء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه أيضا قال : الأمشاج الذي يخرج على أثر البول كقطع الأوتار ومنه يكون الولد .
وأخرج
عبد الرزاق ،
وابن المنذر عنه أيضا في قوله : وأسيرا قال : هو المشرك .
وأخرج
ابن مردويه ،
وأبو نعيم عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : مسكينا قال : فقيرا ويتيما قال لا أب له وأسيرا قال : المملوك والمسجون .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=8ويطعمون الطعام الآية . قال : نزلت هذه الآية في
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=129وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=10يوما عبوسا قال : ضيقا قمطريرا قال : طويلا وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=10يوما عبوسا قمطريرا قال : يقبض ما بين الأبصار .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر من طرق عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : القمطرير الرجل المنقبض ما بين عينيه ووجهه .
وأخرج
ابن المنذر عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=11ولقاهم نضرة وسرورا قال : نضرة في وجوههم وسرورا في صدورهم .
قَالَ الْجُمْهُورُ : هِيَ مَدَنِيَّةٌ .
وَقَالَ
مُقَاتِلٌ ،
وَالْكَلْبِيُّ : هِيَ مَكِّيَّةٌ .
وَأَخْرَجَ
النَّحَّاسُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ
بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ ، وَقِيلَ فِيهَا مَكِّيٌّ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=23إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ، وَمَا قَبْلَهُ مَدَنِيٌّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021739جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَلْ وَاسْتَفْهِمْ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالْأَلْوَانِ وَالصُّوَرِ وَالنُّبُوَّةِ أَفَرَأَيْتَ إِنْ آمَنْتُ بِمَا آمَنْتَ بِهِ وَعَمِلْتُ بِمَا عَمِلْتَ بِهِ ، أَنِّي كَائِنٌ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ : نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لِيُرَى بَيَاضُ الْأَسْوَدِ فِي الْجَنَّةِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَانَ لَهُ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ ، وَمَنْ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ كُتِبَ لَهُ مِائَةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ حَسَنَةً ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ إِلَى قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=20وَمُلْكًا كَبِيرًا فَقَالَ الْحَبَشِيُّ : وَإِنَّ عَيْنِي لِتَرَى مَا تَرَى عَيْنَاكَ فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَاشْتَكَى حَتَّى فَاضَتْ نَفْسُهُ . قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْلِيهِ فِي حُفْرَتِهِ بِيَدِهِ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17026مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ قَالَ : حَدَّثَنِي الثِّقَةُ
أَنَّ رَجُلًا أَسْوَدَ كَانَ يَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ ، فَقَالَ لَهُ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : أَكْثَرْتَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ : مَهْ يَا عُمَرُ . وَأُنْزِلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى ذِكْرِ الْجَنَّةِ زَفَرَ الْأَسْوَدُ زَفْرَةً خَرَجَتْ نَفْسُهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَاتَ شَوْقًا إِلَى الْجَنَّةِ .
وَأَخْرَجَ نَحْوَهُ
ابْنُ وَهْبٍ عَنِ
ابْنِ زَيْدٍ مَرْفُوعًا مُرْسَلًا .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ ،
وَابْنُ مُنَيْعٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظْمَةِ
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَالضِّيَاءُ عَنْ
أَبِي ذَرٍّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021741قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حَتَّى خَتَمَهَا ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ ، أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصَّعِدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29047هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=2إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=4إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=5إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=7يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=8وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=10إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=11فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=12وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا
حَكَى
الْوَاحِدِيُّ عَنِ الْمُفَسِّرِينَ وَأَهْلِ الْمَعَانِي أَنَّ هَلْ هُنَا بِمَعْنَى قَدْ ، وَلَيْسَ بِاسْتِفْهَامٍ ، وَقَدْ قَالَ بِهَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ ،
وَأَبُو عُبَيْدَةَ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : " هَلْ " تَكُونُ جَحْدًا وَتَكُونُ خَبَرًا فَهَذَا مِنَ الْخَبَرِ لِأَنَّكَ تَقُولُ : هَلْ أَعْطَيْتُكَ ، تُقَرِّرُهُ بِأَنَّكَ أَعْطَيْتَهُ ، وَالْجَحْدُ أَنْ تَقُولَ : هَلْ يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى مِثْلِ هَذَا ، وَقِيلَ هِيَ وَإِنْ كَانَتْ بِمَعْنَى " قَدْ " فَفِيهَا مَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ . وَالْأَصْلُ أَهَلْ أَتَى ، فَالْمَعْنَى : أَقَدْ أَتَى ، وَالِاسْتِفْهَامُ لِلتَّقْرِيرِ وَالتَّقْرِيبِ ، وَالْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ هُنَا
آدَمُ ، قَالَ
قَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ ،
وَعِكْرِمَةُ ،
وَالسُّدِّيُّ وَغَيْرُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ قِيلَ أَرْبَعُونَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يُنْفَخَ فِيهِ الرُّوحَ ، وَقِيلَ إِنَّهُ خُلِقَ مِنْ طِينِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، ثُمَّ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، ثُمَّ مِنْ صَلْصَالٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَتَمَّ خَلْقُهُ بَعْدَ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً .
وَقِيلَ الْحِينُ الْمَذْكُورُ هُنَا لَا يُعْرَفُ مِقْدَارُهُ وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ بَنُو
آدَمَ ، وَالْحِينُ مُدَّةُ الْحَمْلِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنَ الْإِنْسَانِ ، أَوْ فِي مَحَلِّ رَفْعِ صِفَةٍ لِحِينٍ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ ،
وَقُطْرُبٌ ،
وَثَعْلَبٌ : الْمَعْنَى أَنَّهُ كَانَ جَسَدًا مُصَوَّرًا تُرَابًا وَطِينًا لَا يُذْكَرُ وَلَا يُعْرَفُ وَلَا يُدْرَى مَا اسْمُهُ وَلَا مَا يُرَادُ بِهِ ، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ الرُّوحُ فَصَارَ مَذْكُورًا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنُ سَلَامٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا فِي الْخَلْقِ وَإِنْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ شَيْئًا مَذْكُورًا ، وَقِيلَ لَيْسَ الْمُرَادُ بِالذِّكْرِ هُنَا الْإِخْبَارُ ، فَإِنَّ إِخْبَارَ الرَّبِّ عَنِ الْكَائِنَاتِ قَدِيمٌ ، بَلْ هُوَ الذِّكْرُ بِمَعْنَى
[ ص: 1563 ] الْخَطَرِ وَالشَّرَفِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=44وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ .
قَالَ
الْقُشَيْرِيُّ : مَا كَانَ مَذْكُورًا لِلْخَلْقِ وَإِنْ كَانَ مَذْكُورًا لِلَّهِ سُبْحَانَهُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : كَانَ شَيْئًا وَلَمْ يَكُنْ مَذْكُورًا .
فَجُعِلَ النَّفْيُ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْقَيْدِ .
وَقِيلَ الْمَعْنَى : قَدْ مَضَتْ أَزْمِنَةٌ وَمَا كَانَ آدَمُ شَيْئًا وَلَا مَخْلُوقًا وَلَا مَذْكُورًا لِأَحَدٍ مِنَ الْخَلِيقَةِ .
وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : فِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ وَتَقْدِيرُهُ : هَلْ أَتَى حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ؛ لِأَنَّهُ خَلَقَهُ بَعْدَ خَلْقِ الْحَيَوَانِ كُلِّهِ وَلَمْ يَخْلُقْ بَعْدَهُ حَيَوَانًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=2إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ الْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ هُنَا ابْنُ آدَمَ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ ، وَالنُّطْفَةُ : الْمَاءُ الَّذِي يُقَطَّرُ ، وَهُوَ الْمَنِيُّ وَكُلُّ مَاءٍ قَلِيلٌ فِي وِعَاءٍ فَهُوَ نُطْفَةٌ ، وَجَمْعُهَا نُطَفٌ ، وَ أَمْشَاجٍ صِفَةٌ لِنُطْفَةٍ ، وَهِيَ جَمْعُ مُشُجٍ ، أَوْ مَشِيجٍ ، وَهِيَ الْأَخْلَاطُ ، وَالْمُرَادُ نُطْفَةُ الرَّجُلِ وَنُطْفَةُ الْمَرْأَةِ وَاخْتِلَاطُهُمَا .
يُقَالُ مَشَجَ هَذَا بِهَذَا فَهُوَ مَمْشُوجٌ : أَيْ خَلَطَ هَذَا بِهَذَا فَهُوَ مَخْلُوطٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : مَشَجَ يَمْشُجُ : إِذَا اخْتَلَطَ ، وَهُوَ هُنَا اخْتِلَاطُ النُّطْفَةِ بِالدَّمِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15876رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ :
يَطْرَحْنَ كُلَّ مُعَجَّلٍ مَشَّاجٍ لَمْ يُكْسَ جِلْدًا مِنْ دَمٍ أَمْشَاجِ
قَالَ
الْفَرَّاءُ : أَمْشَاجٌ : اخْتِلَاطُ مَاءِ الرَّجُلِ وَمَاءِ الْمَرْأَةِ وَالدَّمِ وَالْعَلَقَةِ ، وَيُقَالُ مَشَجَ هَذَا : إِذَا خَلَطَ ، وَقِيلَ الْأَمْشَاجُ : الْحُمْرَةُ فِي الْبَيَاضِ وَالْبَيَاضُ فِي الْحُمْرَةِ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَهَذَا قَوْلٌ يَخْتَارُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ .
قَالَ
الْهُذَلِيُّ :
كَأَنَّ الرِّيشَ وَالْوَقَّيْنَ مِنْهُ حِلَافُ النَّصْلِ نِيطَ بِهِ مَشِيجُ
وَذَلِكَ لِأَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ فَيُخْلَقُ مِنْهُمَا الْوَلَدُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابْنُ السِّكِّيتِ : الْأَمْشَاجُ : الْأَخْلَاطُ لِأَنَّهَا مُمْتَزِجَةٌ مِنْ أَنْوَاعٍ يُخْلَقُ الْإِنْسَانُ مِنْهَا وَطِبَاعٌ مُخْتَلِفَةٌ .
وَقِيلَ الْأَمْشَاجُ لَفْظٌ مُفْرَدٌ كَبِرْمَةِ أَعْشَارٍ ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا وُقُوعُهُ نَعْتًا لِنُطْفَةٍ ، وَجُمْلَةُ نَبْتَلِيهِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ خَلَقْنَا : أَيْ مُرِيدِينَ ابْتِلَاءَهُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْإِنْسَانِ ، وَالْمَعْنَى : نَبْتَلِيهِ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَبِالتَّكَالِيفِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : مَعْنَاهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=2فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا نَبْتَلِيهِ وَهِيَ مُقَدِّمَةٌ مَعْنَاهَا التَّأْخِيرُ ؛ لِأَنَّ الِابْتِلَاءَ لَا يَقَعُ إِلَّا بَعْدَ تَمَامِ الْخِلْقَةِ ، وَعَلَى هَذَا تَكُونُ هَذِهِ الْحَالُ مُقَدَّرَةً ، وَقِيلَ مُقَارَنَةً .
وَقِيلَ مَعْنَى الِابْتِلَاءِ : نَقْلُهُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ عَلَى طَرِيقَةِ الِاسْتِعَارَةِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ أَعْطَاهُ مَا يَصِحُّ مَعَهُ الِابْتِلَاءُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29047_30458إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا أَيْ بَيَّنَّا لَهُ وَعَرَّفْنَاهُ طَرِيقَ الْهُدَى وَالضَّلَالِ وَالْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [ الْبَلَدِ : 10 ] قَالَ
مُجَاهِدٌ : أَيْ بَيَّنَّا السَّبِيلَ إِلَى الشَّقَاءِ وَالسَّعَادَةِ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ ،
وَالسُّدِّيُّ ،
وَأَبُو صَالِحٍ : السَّبِيلُ هُنَا خُرُوجُهُ مِنَ الرَّحِمِ ، وَقِيلَ مَنَافِعُهُ وَمَضَارُّهُ الَّتِي يَهْتَدِي إِلَيْهَا بِطَبْعِهِ وَكَمَالِ عَقْلِهِ . وَانْتِصَابُ شَاكِرًا وَكَفُورًا عَلَى الْحَالِ مِنْ مَفْعُولِ هَدَيْنَاهُ : أَيْ مَكَّنَّاهُ مِنْ سُلُوكِ الطَّرِيقِ فِي حَالَتَيْهِ جَمِيعًا ، وَقِيلَ عَلَى الْحَالِ مِنْ ( سَبِيلٍ ) عَلَى الْمَجَازِ : أَيْ عَرَّفْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا سَبِيلًا شَاكِرًا وَإِمَّا سَبِيلًا كَفُورًا .
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ عَنِ
الْكُوفِيِّينَ أَنَّ قَوْلَهُ إِمَّا هِيَ ( إِنْ ) شُرْطِيَّةٌ زِيدَتْ بَعْدَهَا مَا : أَيْ بَيَّنَّا لَهُ الطَّرِيقَ إِنْ شَكَرَ وَإِنْ كَفَرَ .
وَاخْتَارَ هَذَا
الْفَرَّاءُ ، وَلَا يُجِيزُهُ
الْبَصْرِيُّونَ لِأَنَّ إِنِ الشَّرْطِيَّةَ لَا تَدْخُلُ عَلَى الْأَسْمَاءِ إِلَّا أَنْ يُضْمَرَ بَعْدَهَا فِعْلٌ ، وَلَا يَصِحُّ هُنَا إِضْمَارُ الْفِعْلِ لِأَنَّهُ كَانَ يَلْزَمُ رَفْعُ شَاكِرًا وَكَفُورًا .
وَيُمْكِنُ أَنْ يُضْمَرَ فِعْلٌ يَنْصِبُ ( شَاكِرًا ) وَ ( كَفُورًا ) ، وَتَقْدِيرُهُ : إِنْ خَلَقْنَاهُ شَاكِرًا فَشَكُورٌ وَإِنْ خَلَقْنَاهُ كَافِرًا فَكَفُورٌ ، وَهَذَا عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا بِكَسْرِ هَمْزَةِ إِمَّا .
وَقَرَأَ
أَبُو السِّمَاكِ ،
وَأَبُو الْعَجَّاجِ بِفَتْحِهَا ، وَهِيَ عَلَى الْفَتْحِ إِمَّا الْعَاطِفَةُ فِي لُغَةِ بَعْضِ الْعَرَبِ ، أَوْ هِيَ التَّفْصِيلِيَّةُ وَجَوَابُهَا مُقَدَّرٌ ، وَقِيلَ انْتَصَبَ ( شَاكِرًا ) وَ ( كَفُورًا ) بِإِضْمَارِ كَانَ ، وَالتَّقْدِيرُ : سَوَاءٌ كَانَ شَاكِرًا أَوْ كَانَ كَفُورًا .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ مَا أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=4إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا قَرَأَ
نَافِعٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ ،
وَهُشَامٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ " سَلَاسِلًا " بِالتَّنْوِينِ ، وَوَقَفَ قُنْبُلٌ عَنِ
ابْنِ كَثِيرٍ ،
وَحَمْزَةُ بِغَيْرِ أَلِفٍ ، وَالْبَاقُونَ وَقَفُوا بِالْأَلِفِ .
وَوَجْهُ مَنْ قَرَأَ بِالتَّنْوِينِ فِي " سَلَاسِلَ " مَعَ كَوْنِ فِيهِ صِيغَةُ مُنْتَهَى الْجُمُوعِ أَنَّهُ قَصَدَ بِذَلِكَ التَّنَاسُبَ لِأَنَّ مَا قَبْلَهُ وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=3إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ، وَمَا بَعْدَهُ وَهُوَ أَغْلَالًا وَسَعِيرًا مُنَوَّنٌ ، أَوْ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَصْرِفُ جَمِيعَ مَا لَا يَنْصَرِفُ كَمَا حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ
الْكُوفِيِّينَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ .
قَالَ
الْأَخْفَشُ : سَمِعْنَا مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَصْرِفُ كُلَّ مَا لَا يَنْصَرِفُ ؛ لِأَنَّ الْأَصْلَ فِي الْأَسْمَاءِ الصَّرْفُ وَتَرَكَ الصَّرْفَ لِعَارِضٍ فِيهَا .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَجُرُّ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا إِلَّا قَوْلُهُمْ : هُوَ أَظْرَفُ مِنْكَ فَإِنَّهُمْ لَا يَجُرُّونَهُ ، وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي ذَلِكَ قَوْلَ
عَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ :
كَأَنَّ سُيُوفَنَا فِينَا وَفِيهِمْ مَخَارِيقٌ بِأَيْدِي لَاعِبِينَا
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَإِذَا الرِّجَالُ رَأَوْا يَزِيدَ رَأَيْتَهُمْ خُضُعَ الرِّقَابِ نَوَاكِسِ الْأَبْصَارِ
بِكَسْرِ السِّينِ مِنْ " نَوَاكِسِ " . وَقَوْلُ
لَبِيَدٍ :
وَحَسُورِ أَسْتَارٍ دَعُونِي لِحَتْفِهَا بِمَعَالِقٍ مُتَشَابِهٌ أَعْلَاقُهَا
. وَقَوْلُهُ أَيْضًا :
فَضْلًا وَذُو كَرَمٍ يُعِينُ عَلَى النَّدَى سَمْحٌ لِشَوْبِ رَغَائِبٍ غَنَّامُهَا
وَقِيلَ إِنَّ التَّنْوِينَ لِمُوَافَقَةِ رَسْمِ الْمَصَاحِفِ الْمَكِّيَّةِ وَالْمَدَنِيَّةِ وَالْكُوفِيَّةِ فَإِنَّهَا فِيهَا بِالْأَلِفِ ، وَقِيلَ إِنَّ هَذَا التَّنْوِينَ بَدَلٌ مِنْ حَرْفِ الْإِطْلَاقِ ، وَيَجْرِي الْوَصْلُ مَجْرَى الْوَقْفِ ، وَالسَّلَاسِلُ قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهَا ، وَالْخِلَافُ فِيهَا هَلْ هِيَ الْقُيُودُ ، أَوْ مَا يُجْعَلُ فِي الْأَعْنَاقِ كَمَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ :
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وَلَكِنْ أَحَاطَتْ بِالرِّقَابِ السَّلَاسِلُ وَالْأَغْلَالُ
جَمْعُ غُلٍّ تُغَلُّ بِهِ الْأَيْدِي إِلَى الْأَعْنَاقِ ، وَالسَّعِيرُ : الْوَقُودُ الشَّدِيدُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ السَّعِيرِ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ مَا أَعَدَّهُ لِلشَّاكِرِينَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29047_30387إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ . الْأَبْرَارُ : أَهْلُ الطَّاعَةِ وَالْإِخْلَاصِ ، وَالصِّدْقُ جَمْعُ بَرٍّ أَوْ بَارٍّ .
قَالَ فِي الصَّحَّاحِ : جَمْعُ الْبَرِّ الْأَبْرَارُ ، وَجَمْعُ الْبَارِّ الْبَرَرَةُ ، وَفُلَانٌ يَبَرُّ خَالِقَهُ وَيَبْرُرُهُ : أَيْ يُطِيعُهُ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : الْبَرُّ الَّذِي لَا يُؤْذِي الذَّرَّ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : الْأَبْرَارُ الَّذِينَ يُؤَدُّونَ حَقَّ اللَّهِ وَيُوفُونَ بِالنَّذْرِ .
[ ص: 1564 ] وَالْكَأْسُ فِي اللُّغَةِ هُوَ الْإِنَاءُ الَّذِي فِيهِ الشَّرَابُ ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ الشَّرَابُ لَمْ يُسَمَّ كَأْسًا ، وَلَا وَجْهَ لِتَخْصِيصِهِ بِالزُّجَاجَةِ ، بَلْ يَكُونُ مِنَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزُّجَاجِ وَمِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالصِّينِيِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَقَدْ كَانَتْ كَاسَاتُ الْعَرَبِ مِنْ أَجْنَاسٍ مُخْتَلِفَةٍ ، وَقَدْ يُطْلَقُ الْكَأْسُ عَلَى نَفْسِ الْخَمْرِ كَمَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ :
وَكَأْسٌ شُرِبْتُ عَلَى لَذَّةٍ وَأُخْرَى تَدَاوَيْتُ مِنْهَا بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=5كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا أَيْ يُخَالِطُهَا وَتُمْزَجُ بِهِ ، يُقَالُ مَزَجَهُ يَمْزُجُهُ مَزْجًا : أَيْ خَلَطَهُ يَخْلِطُهُ خَلْطًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
كَأَنَّ سَبِيَّةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ كَأَنَّ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ
وَقَوْلُ
عَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ :
صَدَدْتِ الْكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو وَكَانَ الْكَأْسُ مَجْرَاهَا الْيَمِينَا
مُعَتَّقَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيهَا إِذَا مَا الْمَاءُ خَالَطَهَا سَخِينَا
وَمِنْهُ مِزَاجُ الْبَدَنِ ، وَهُوَ مَا يُمَازِجُهُ مِنَ الْأَخْلَاطِ ، وَالْكَافُورُ قِيلَ : هُوَ اسْمُ عَيْنٍ فِي الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهَا الْكَافُورِيُّ تُمْزَجُ خَمْرُ الْجَنَّةِ بِمَاءِ هَذِهِ الْعَيْنِ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ ،
وَمُجَاهِدٌ : تُمْزَجُ لَهُمْ بِالْكَافُورِ وَتُخْتَمُ لَهُمْ بِالْمِسْكِ .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : مِزَاجُهَا طَعْمُهَا ، وَقِيلَ إِنَّمَا الْكَافُورُ فِي رِيحِهَا لَا فِي طَعْمِهَا .
وَقِيلَ إِنَّمَا أَرَادَ الْكَافُورَ فِي بَيَاضِهِ وَطِيبِ رَائِحَتِهِ وَبَرْدِهِ ؛ لِأَنَّ الْكَافُورَ لَا يُشْرَبُ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا [ الْكَهْفِ : 96 ] أَيْ كَنَارٍ .
وَقَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : طَيَّبَهَا الْمِسْكُ وَالْكَافُورُ وَالزَّنْجَبِيلُ .
وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : لَيْسَ هُوَ كَافُورُ الدُّنْيَا ، وَإِنَّمَا سَمَّى اللَّهُ مَا عِنْدَهُ بِمَا عِنْدَكُمْ حَتَّى تَهْتَدِيَ لَهُ الْقُلُوبُ ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرِّ صِفَةٍ لِكَأْسٍ .
وَقِيلَ إِنَّ " كَانَ " هُنَا زَائِدَةٌ : أَيْ مِنْ كَأْسٍ مِزَاجُهَا كَافُورٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ انْتِصَابُ عَيْنًا عَلَى أَنَّهَا بَدَلٌ مِنْ كَافُورًا ؛ لِأَنَّ مَاءَهَا فِي بَيَاضِ الْكَافُورِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ : إِنَّهَا بَدَلٌ مِنْ مَحَلِّ ( مِنْ كَأْسٍ ) عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ كَأَنَّهُ قِيلَ : يَشْرَبُونَ خَمْرًا خَمْرُ عَيْنٍ ، وَقِيلَ إِنَّهَا مُنْتَصِبَةٌ عَلَى أَنَّهَا مَفْعُولُ يَشْرَبُونَ : أَيْ عَيْنًا مِنْ كَأْسٍ ، وَقِيلَ هِيَ مُنْتَصِبَةٌ عَلَى الِاخْتِصَاصِ ، قَالَهُ
الْأَخْفَشُ وَقِيلَ مُنْتَصِبَةٌ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ يُفَسِّرُهُ مَا بَعْدَهُ : أَيْ يَشْرَبُونَ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَتَكُونُ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ صِفَةٌ لِ عَيْنًا .
وَقِيلَ إِنَّ الْبَاءَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6يَشْرَبُ بِهَا زَائِدَةٌ ، وَقِيلَ بِمَعْنَى " مَنْ " قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ، وَيَعْضُدُهُ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ " يَشْرَبُهَا عِبَادُ اللَّهِ " .
وَقِيلَ إِنَّ " يَشْرَبُ " مُضَمَّنٌ مَعْنَى يَلْتَذُّ ، وَقِيلَ هِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِـ ( يَشْرَبُ ) ، وَالضَّمِيرُ يَعُودُ إِلَى الْكَأْسِ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : يَشْرَبُهَا وَيَشْرَبُ بِهَا سَوَاءٌ فِي الْمَعْنَى ، وَكَأَنَّ يَشْرَبُ بِهَا يُرْوَى بِهَا وَيُنْتَفَعُ بِهَا ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ
الْهُذَلِيِّ :
شَرِبْنَ بِمَاءِ الْبَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعَتْ
قَالَ : وَمِثْلُهُ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ حَسَنٍ ، وَتَكَلَّمَ كَلَامًا حَسَنًا
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا أَيْ يَجُرُّونَهَا إِلَى حَيْثُ يُرِيدُونَ وَيَنْتَفِعُونَ بِهَا كَمَا يَشَاءُونَ وَيَتْبَعُهُمْ مَاؤُهَا إِلَى كُلِّ مَكَانٍ يُرِيدُونَ وُصُولَهُ إِلَيْهِ ، فَهُمْ يَشُقُّونَهَا شَقًّا كَمَا يُشَقُّ النَّهْرُ وَيُفَجَّرُ إِلَى هُنَا وَهُنَا .
قَالَ
مُجَاهِدٌ : يَقُودُونَهَا حَيْثُ شَاءُوا وَتَتْبَعُهُمْ حَيْثُ مَالُوا مَالَتْ مَعَهُمْ ، وَالْجُمْلَةُ صِفَةٌ أُخْرَى لِ عَيْنًا .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=7يُوفُونَ بِالنَّذْرِ مُسْتَأْنَفَةٌ مُسُوقَةٌ لِبَيَانِ مَا لِأَجْلِهِ رُزِقُوا مَا ذَكَرَ ، وَكَذَا مَا عُطِفَ عَلَيْهَا .
nindex.php?page=treesubj&link=4159وَمَعْنَى النَّذْرِ فِي اللُّغَةِ الْإِيجَابُ ، وَالْمَعْنَى : يُوفُونَ بِمَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الطَّاعَاتِ .
قَالَ
قَتَادَةُ ،
وَمُجَاهِدٌ : يُوفُونَ بِطَاعَةِ اللَّهِ مِنَ الصَّلَاةِ وَالْحَجِّ وَنَحْوِهِمَا .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : يُوفُونَ إِذَا نَذَرُوا فِي حَقِّ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَالنَّذْرُ فِي الشَّرْعِ مَا أَوْجَبَهُ الْمُكَلَّفُ عَلَى نَفْسِهِ ، فَالْمَعْنَى : يُوفُونَ بِمَا أَوْجَبُوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : فِي الْكَلَامِ إِضْمَارٌ : أَيْ كَانُوا يُوفُونَ بِالنَّذْرِ فِي الدُّنْيَا .
وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : يُوفُونَ بِالْعَهْدِ : أَيْ يُتَمِّمُونَ الْعَهْدَ .
وَالْأَوْلَى حَمْلُ النَّذْرِ هُنَا عَلَى مَا أَوْجَبَهُ الْعَبْدُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ تَخْصِيصٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29047_30296وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا الْمُرَادُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَعْنَى اسْتِطَارَةُ شَرِّهِ فَشُوُّهَ وَانْتِشَارُهُ ، يُقَالُ اسْتَطَارَ يَسْتَطِيرُ اسْتِطَارَةً فَهُوَ مُسْتَطِيرٌ ، وَهُوَ اسْتَفْعَلَ مِنَ الطَّيَرَانِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى :
فَبَاتَتْ وَقَدْ أَثَارَتْ فِي الْفُؤَا دِ صَدْعًا عَلَى نَأْيِهَا مُسْتَطِيرَا
وَالْعَرَبُ تَقُولُ : اسْتَطَارَ الصَّدْعُ فِي الْقَارُورَةِ وَالزُّجَاجَةِ : إِذَا امْتَدَّ ، وَيُقَالُ اسْتِطَارَ الْحَرِيقُ : إِذَا انْتَشَرَ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْمُسْتَطِيرُ : الْمُسْتَطِيلُ .
قَالَ
قَتَادَةُ : اسْتَطَارَ شَرُّ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى مَلَأَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : كَانَ شَرُّهُ فَاشِيًا فِي السَّمَاوَاتِ فَانْشَقَّتْ وَتَنَاثَرَتِ الْكَوَاكِبُ وَفَزِعَتِ الْمَلَائِكَةُ ، وَفِي الْأَرْضِ نُسِفَتِ الْجِبَالُ وَغَارَتِ الْمِيَاهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=8وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا أَيْ يُطْعِمُونَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ الْأَصْنَافِ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ لَدَيْهِمْ وَقِلَّتِهِ عِنْدَهُمْ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ : عَلَى قِلَّتِهِ وَحُبِّهِمْ إِيَّاهُ وَشَهْوَتِهِمْ لَهُ ؛ فَقَوْلُهُ عَلَى حُبِّهِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ : أَيْ كَائِنَيْنِ عَلَى حُبِّهِ . وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=92لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [ آلِ عِمْرَانَ : 92 ] وَقِيلَ عَلَى حُبِّ الْإِطْعَامِ لِرَغْبَتِهِمْ فِي الْخَيْرِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14919الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ : عَلَى حُبِّ إِطْعَامِ الطَّعَامِ .
وَقِيلَ الضَّمِيرُ فِي حُبِّهِ يَرْجِعُ إِلَى اللَّهِ : أَيْ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّ اللَّهِ : أَيْ يُطْعِمُونَ إِطْعَامًا كَائِنًا عَلَى حُبِّ اللَّهِ .
وَيُؤَيِّدُ هَذَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ وَالْمِسْكِينُ ذُو الْمَسْكَنَةِ ، وَهُوَ الْفَقِيرُ ، أَوْ مَنْ هُوَ أَفْقَرُ مِنَ الْفَقِيرِ ، وَالْمُرَادُ بِالْيَتِيمِ يَتَامَى الْمُسْلِمِينَ ، وَالْأَسِيرُ الَّذِي يُؤْسَرُ فَيُحْبَسُ .
قَالَ
قَتَادَةُ ،
وَمُجَاهِدٌ : الْأَسِيرُ : الْمَحْبُوسُ .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : الْأَسِيرُ : الْعَبْدُ .
وَقَالَ
أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ : الْأَسِيرُ : الْمَرْأَةُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : نَسَخَ هَذَا الْإِطْعَامَ آيَةُ الصَّدَقَاتِ وَآيَةُ السَّيْفِ فِي حَقِّ الْأَسِيرِ الْكَافِرِ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : بَلْ هِيَ مُحْكَمَةٌ ، وَإِطْعَامُ الْمِسْكِينِ وَالْيَتِيمِ عَلَى التَّطَوُّعِ ، وَإِطْعَامُ الْأَسِيرِ لِحِفْظِ نَفْسِهِ إِلَى أَنْ يَتَخَيَّرَ فِيهِ الْإِمَامُ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ بِتَقْدِيرِ الْقَوْلِ : أَيْ يَقُولُونَ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ ، أَوْ قَائِلِينَ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ : يَعْنِي أَنَّهُمْ لَا يَتَوَقَّعُونَ الْمُكَافَأَةَ وَلَا يُرِيدُونَ ثَنَاءَ النَّاسِ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ يَسْتَكْمِلُوا بِهَذَا وَلَكِنْ عَلِمَهُ اللَّهُ مِنْ قُلُوبِهِمْ فَأَثْنَى عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : لَمْ يَتَكَلَّمُوا بِهَذَا وَلَكِنْ عِلْمَهُ اللَّهُ مِنْ قُلُوبِهِمْ فَأَثْنَى عَلَيْهِمْ وَعَلِمَ مِنْ ثَنَائِهِ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ
[ ص: 1565 ] خَوْفًا مِنَ اللَّهِ وَرَجَاءَ ثَوَابِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا أَيْ لَا نَطْلُبُ مِنْكُمُ الْمُجَازَاةَ عَلَى هَذَا الْإِطْعَامِ وَلَا نُرِيدُ مِنْكُمُ الشُّكْرَ لَنَا ، بَلْ هُوَ خَالِصٌ لِوَجْهِ اللَّهِ ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ مُقَرِّرَةٌ لِمَا قَبْلَهَا ؛ لِأَنَّ مَنْ أَطْعَمَ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا يُرِيدُ الْمُكَافَأَةَ وَلَا يَطْلُبُ الشُّكْرَ لَهُ مِمَّنْ أَطْعَمَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=10إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا أَيْ نَخَافُ عَذَابَ يَوْمٍ مُتَّصِفٍ بِهَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ ، وَمَعْنَى عَبُوسًا : أَنَّهُ يَوْمٌ تَعْبِسُ فِيهِ الْوُجُوهُ مِنْ هَوْلِهِ وَشِدَّتِهِ ، فَالْمَعْنَى : أَنَّهُ ذُو عَبُوسٍ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ ،
وَأَبُو عُبَيْدَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرِّدُ : يَوْمٌ قَمْطَرِيرٌ وَقُمَاطِرٌ : إِذَا كَانَ صَعْبًا شَدِيدًا ، وَأَنْشَدَ
الْفَرَّاءُ :
بَنِي عَمِّنَا هَلْ تَذْكُرُونَ بَلَاءَنَا عَلَيْكُمْ إِذَا مَا كَانَ يَوْمَ قُمَاطِرَ
قَالَ
الْأَخْفَشُ : الْقَمْطَرِيرُ أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ الْأَيَّامِ وَأَطْوَلُهُ فِي الْبَلَاءِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
فَفِرُّوا إِذَا مَا الْحَرْبُ ثَارَ غُبَارُهَا وَلَجَّ بِهَا الْيَوْمُ الْعَبُوسُ الْقُمَاطِرُ
. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : اقْمَطَرَّ الْيَوْمَ وَازْمَهَرَّ : إِذَا كَانَ صَعْبًا شَدِيدًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
بَنُو الْحَرْبِ أَوْصَيْنَا لَهُمْ بِقَمْطَرَةٍ وَمَنْ يَلْقَ مِنَّا ذَلِكَ الْيَوْمَ يَهْرُبِ
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : إِنَّ الْعُبُوسَ بِالشَّفَتَيْنِ ، وَالْقِطْمِيرُ بِالْجَبْهَةِ وَالْحَاجِبَيْنِ ، فَجَعَلَهُمَا مِنْ صِفَاتِ الْمُتَغَيِّرِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لِمَا يَرَاهُ مِنَ الشَّدَائِدِ ، وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ :
يَقْدِرُ عَلَى الصَّيْدِ بِعُودٍ مُنْكَسِرْ وَيُقَمْطِرُ سَاعَةً وَيَكْفَهِرْ
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : يُقَالُ : قَمْطَرِيرٌ : أَيْ مُنْقَبِضٌ مَا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ وَالْحَاجِبَيْنِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : يُقَالُ اقْمَطَرَّتِ النَّاقَةُ : إِذَا رَفَعَتْ ذَنَبَهَا وَجَمَعَتْ قُطْرَيْهَا وَرَمَتْ بِأَنْفِهَا مَا يَسْبِقُهَا مِنَ الْقَطْرِ ، وَجَعَلَ الْمِيمَ مَزِيدَةً .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=11فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ أَيْ أَعْطَاهُمْ بَدَلَ الْعُبُوسِ فِي الْكُفَّارِ نَضْرَةً فِي الْوُجُوهِ وَسُرُورًا فِي الْقُلُوبِ .
قَالَ
الضَّحَّاكُ : وَالنَّضْرَةُ الْبَيَاضُ وَالنَّقَاءُ فِي وُجُوهِهِمْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ،
الْحُسْنُ وَالْبَهَاءُ ، وَقِيلَ النَّضْرَةُ أَثَرُ النِّعْمَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29047_19572وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا أَيْ بِسَبَبِ صَبْرِهِمْ عَلَى التَّكَالِيفِ ، وَقِيلَ عَلَى الْفَقْرِ ، وَقِيلَ عَلَى الْجُوعِ ، وَقِيلَ عَلَى الصَّوْمِ .
وَالْأَوْلَى حَمْلُ الْآيَةِ عَلَى الصَّبْرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يَكُونُ الصَّبْرُ عَلَيْهِ طَاعَةً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَمَا مَصْدَرِيَّةٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : بِصَبْرِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=12جَنَّةً وَحَرِيرًا أَيْ أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ وَأَلْبَسَهُمُ الْحَرِيرَ ، وَهُوَ لِبَاسُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عِوَضًا عَنْ تَرْكِهِ فِي الدُّنْيَا امْتِثَالًا لِمَا وَرَدَ فِي الشَّرْعِ مِنْ تَحْرِيمِهِ ، وَظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَاتِ الْعُمُومُ فِي كُلِّ مَنْ خَافَ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَطْعَمَ لِوَجْهِ اللَّهِ وَخَافَ مِنْ عَذَابِهِ ، وَالسَّبَبُ وَإِنْ كَانَ خَاصًّا كَمَا سَيَأْتِي فَالِاعْتِبَارُ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لَا بِخُصُوصِ السَّبَبِ وَيَدْخُلُ سَبَبُ التَّنْزِيلِ تَحْتَ عُمُومِهَا دُخُولًا أَوَّلِيًّا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ قَالَ : كُلِّ إِنْسَانٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ : أَمْشَاجٍ قَالَ أَمْشَاجُهَا عُرُوقُهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ أَمْشَاجٍ قَالَ : الْعُرُوقُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=2مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ قَالَ : مَاءُ الرَّجُلِ وَمَاءُ الْمَرْأَةِ حِينَ يَخْتَلِطَانِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ قَالَ : أَمْشَاجٍ أَلْوَانٍ : نُطْفَةُ الرَّجُلِ بَيْضَاءُ وَحَمْرَاءُ ، وَنُطْفَةُ الْمَرْأَةِ خَضْرَاءُ وَحَمْرَاءُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : الْأَمْشَاجُ الَّذِي يَخْرُجُ عَلَى أَثَرِ الْبَوْلِ كَقِطَعِ الْأَوْتَارِ وَمِنْهُ يَكُونُ الْوَلَدُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ : وَأَسِيرًا قَالَ : هُوَ الْمُشْرِكُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ : مِسْكِينًا قَالَ : فَقِيرًا وَيَتِيمًا قَالَ لَا أَبَ لَهُ وَأَسِيرًا قَالَ : الْمَمْلُوكُ وَالْمَسْجُونُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=8وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ الْآيَةَ . قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ nindex.php?page=showalam&ids=129وَفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=10يَوْمًا عَبُوسًا قَالَ : ضَيِّقًا قَمْطَرِيرًا قَالَ : طَوِيلًا وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=10يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا قَالَ : يَقْبِضُ مَا بَيْنَ الْأَبْصَارِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ مِنْ طُرُقٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْقَمْطَرِيرُ الرَّجُلُ الْمُنْقَبِضُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَوَجْهِهِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=11وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا قَالَ : نَضْرَةً فِي وُجُوهِهِمْ وَسُرُورًا فِي صُدُورِهِمْ .