مسألة : قال الشافعي : " ورضوان الله إنما يكون للمحسنين والعفو يشبه أن يكون للمقصرين ، والله أعلم "
قال الماوردي : وروى أبو محذورة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رضوان الله ، وأوسطه رحمة الله وآخره عفو الله أول الوقت
وروى سعد بن إبراهيم عن محمد بن عمرو قال : سألت جابرا عن وقت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كان يصلي الظهر بالهاجرة ، والعصر والشمس حية ، والمغرب إذا غربت الشمس ، والعشاء إذا كثر الناس عجل وإذا قلوا أخر والصبح بغلس " .
وهذا إخبار عن مداومة فعله ، وهذه أول الأوقات ، ولأنه إذا عجلها في أول أوقاتها أمن من فواتها ونسيانها
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا تستنسئوا الشيطان يريد أنك إذا قدرت على عمل الخير فلا تؤخره ، مأخوذ من نسأت الشيء إذا أخرته
فأما الجواب عن قوله : " " فمن وجهين : أصبحوا بالصبح
[ ص: 64 ] أحدهما : أن الصبح صبحان صبح الفجر والثاني : صبح النهار . فأراد به الصبح الأول ، لأن لا تقدم الصلاة مع الشك فيه ألا ترى إلى ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى شاكا في الفجر ثم أعاده
والثاني : أن الإصباح بها إنما هو استدامتها بعد تقدم الدخول فيها ليطول القراءة فيها فيدركها المتأخر عنها
وأما قوله لبلال : " نور بالفجر حتى ترى مواقع النبل ، فيحتمل أن يكون أراد الفجر الثاني ، لأن له نورا ، فربما رأى الناس معه مواقع النبل ، أو يكون أمره بذلك دفعة حين أراد أن يبين للسائل مواقيت الصلاة أول الوقت ، وآخره . وأما قوله : " لا يزال أحدكم في صلاة ما كان ينتظر الصلاة " . فإنما عنى من أدى صلاة وقته وجلس لانتظار الأخرى