الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وإذا خرج منها ، ثم عاد إليها لنقل عياله ، أو ماله ، سواء قدر على الاستنابة في ذلك ، أو لم يقدر ؛ لأنه لا يكون بالعود بعد الخروج لنقل أهل أو رحل ساكنا ، فإن لبث بعد العود لغير نقل أهل أو رحل حنث ، قل زمان لبثه أو كثر ، ويراعى في لبثه لنقل الرحل والأهل ما جرى به العرف من غير إرهاق ، ولا استعجال .

                                                                                                                                            فإن قال : " أردت بيميني لا سكنت هذه الدار شهرا " فإن كانت بالله ، حملت على ما نواه ظاهرا وباطنا ؛ لأنها مختصة بحق الله الذي يحمل فيه على نيته ، وإن كانت بطلاق ، أو عتاق حمل على التأبيد في ظاهر الحكم لوجود خصم فيه ، وكان في الباطن مدينا فيما بينه وبين الله تعالى ، ومحمولا على ما نواه ، ولو قال : لا سكنتها يوما ، كانت معلقة إلى مثل وقته من غده ، ولو قال : " لا سكنتها يومي هذا " انقضت بغروب الشمس [ ص: 346 ] من يومه ، ليكون في الأولى مستوفيا لليوم ، وفي الثانية مستوفيا لبقية اليوم : لوقوع الفرق بين الإطلاق والتعيين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية