الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظر لطبيعتي القلقة أصبحت أشك بمرض الضغط!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وزني الآن 97 كلغ، وطولي 175 سم، وطبيعة عملي مكتبية، وقليل الحركة، والأطباء يقولون لا تقلق، ليس معك ضغط.

وأود الاستفسار عن الأمر الآتي:

أعاني من القولون العصبي، وأتناول السيروكسات 20 ملغ منذ ثلاث سنوات، -والحمد لله- التحسن ممتاز، ونظراً لطبيعتي القلقة بدأت أشك بمرض الضغط؛ لأنني ومنذ شهر تقريباً أقيس الضغط فأجده 132/84 متوسطاً، علمًا أنه كان في الماضي 115/75.

أرجو إفادتي، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن القولون العصبي في الأصل غالباً يكون ناتجاً من قلق وتوتر نفسي، وفي بعض الأحيان قد يكون الاكتئاب النفسي هو المسبب لأعراض القولون العصبي.

-والحمد لله تعالى- أنت استجبت استجابة ممتازة جدّاً لعقار زيروكسات، والذي نحسبه من الأدوية الفعالة والسليمة جدّاً، وعليه يمكنك أن تستمر في تناوله دون أي تردد.

هنالك آليات علاجية أخرى، أرجو أن تكون حريصاً عليها، وهي:

1) ممارسة الرياضة، الرياضة تمتص طاقات القلق، وتزيل -إن شاء الله- كل الطاقات النفسية السلبية، وتجعل الإنسان يكون أكثر استرخاءً وقبولاً لذاته وللآخرين، فالرياضة فعلاً تقوي النفوس قبل الأجسام، فأرجو أن تكون حريصاً على ذلك.

2) كن إيجابياً في تفكيرك، وهذا بالطبع سوف ينعكس عليك بصورة جيدة.

3) مارس تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، لو مارستها أعتقد أنك ستستفيد منها كثيراً، ويمكنك من أجل تطبيقها أن تقابل أخصائيًا نفسيًا ليدربك عليها، أو يمكنك التدرب عليها من خلال الحصول على كتيب، أو سي دي، أو شريط فيديو من المكتبات الكبرى.

بالنسبة للضغط؛ فإن الأجهزة التي تستعمل في المنازل لقياس الضغط لا نعتقد أنها بالدقة المطلوبة، بالرغم من أنها ساعدت الكثير من الناس، ولكنها يجب ألا تُتخذ وسيلة لتشخيص الضغط، إنما هي وسيلة جيدة للمتابعة للأشخاص الذين لديهم ارتفاع في الضغط.

الذي أراه هو أن يتم قياس الضغط بواسطة طبيب، ويجب أن يقاس الضغط وأنت في وضع الجلوس، وكذلك في وضع الاستلقاء التام على السرير، ويفضل أن يقاس الضغط صباحاً ومساءً، ويجب أن يكون قياسه أيضاً من اليد اليمنى واليد اليسرى؛ لأن هنالك اختلافات كثيرة في هذه القياسات، وبعد ذلك يقوم الطبيب بتحليل هذه المقاييس، والتي أرى من الضروري أن تكون لمدة ثلاثة أيام متتالية على الأقل، هذه هي الطريقة الأفضل.

أما بالنسبة لهذا المقاس والذي هو 132/84 فقطعاً هذا لا يعتبر ضغطاً حسب ما اتفق عليه، ولكن قطعاً لا يمكن كذلك تجاهله؛ لأن المقياس على هذا المستوى يعتبر مؤشر إنذار أنه ربما يكون لديك القابلية والاستعداد للضغط.

وإذا حصل أي نوع من الارتفاع لا بد أن تتناول العلاج، ولا بد أن تتواصل مع الطبيب، وهذا الكلام هو كلام افتراضي، فأرجو أن لا تتشاءم حيال ما أقوله لك، ولكنه بالطبع من أجل التناصح حسب ما تقتضيه الأمانة العلمية، وهناك أمور أخرى كثيرة جدّاً، وهي أن تسعى لتخفيض وزنك.

أنا أعرف أن الزيروكسات أحد عيوبه قد يزيد الوزن قليلاً لدى بعض الناس، ولكن هذا يحدث في الشهور الأولى للعلاج، بعد ذلك إذا مارس الإنسان الرياضة وتحكم في نظامه الغذائي بصورة صحيحة؛ فإن شاء الله الوزن سوف يبدأ في الانخفاض.

إذاً: تخفيف الوزن قليلاً سيكون له عوائد وفوائد جيدة جدّاً بالنسبة لك، وأعتقد أنه سوف يساهم أيضاً في أن ينخفض الضغط لديك قليلاً، وهذا سوف يساعدك ويزيد -إن شاء الله- من قناعاتك أنك في صحة جيدة، ويزيل هذا القلق الذي تعاني منه، وأعتقد أن طبيعة عملك فعلاً تتطلب أن تمارس الرياضة.

وهناك أيضاً بعض الفحوصات الأساسية مثل قياس مستوى الدهنيات والكوليسترول في الدم، وهذه كلها معلومة بالنسبة للأطباء.

كما قال لك الأطباء: (لا تقلق ليس عندك ضغط)، أنا أقول لك نفس الشيء، ولكن أقول لك فقط أنت محتاج لشيء من المراقبة وليس أكثر من ذلك، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في استشارات إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً