السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي ابنة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وأعتقد أنها قد تكون مصابة بمتلازمة أسبرجر، وذلك لأنها منذ صغرها تُبدي اهتمامًا مفرطًا بالتفاصيل الدقيقة بطريقة لافتة، وكنا نعتبر ذلك أمرًا إيجابيًا ومبكرًا يدل على ذكاء، إلى أن رزقنا مؤخرًا بمولودة جديدة، فبدأت تظهر سلوكيات صعبة، وتحولت الحياة إلى تحدٍّ يومي، لا نعرف كيف نتعامل معه، فقد أصبحت ابنتنا تصر على أن تسير الأمور حسب طقوس معينة غريبة وغير مفهومة، وأي تغيير طفيف يُقابل ببكاء شديد وصراخ هستيري.
في أحد المواقف، قررنا عدم الاستجابة لبعض مطالبها، فاستمرت في البكاء المتواصل لمدة يومين تقريبًا، وفي صباح اليوم الثالث فوجئنا بتعرضها لنوبة تشنج استمرت قرابة 45 دقيقة، إلى أن وصلنا بها إلى المستشفى، طبيب المخ والأعصاب الذي فحصها استبعد أن تكون النوبة ناتجة عن صرع، وذلك لطول مدة التشنج ووجود أعراض لاحقة غير معتادة، ونصحنا بالتوجه إلى مستشفى الحميات، وهناك تم فحصها لمدة يومين دون أن يجدوا سببًا عضويًا، خاصة مع عدم وجود حمى، أو ارتفاع في درجة الحرارة.
الآن -بحمد الله- مرت فترة طويلة دون تكرار نوبات التشنج، لكننا لا نزال نشعر بالقلق، ونتساءل: هل هناك علاقة بين محاولة كسر الطقوس التي يصرّ عليها المصابون بعلة أسبرجر وحدوث التشنجات؟ وما هي الطريقة السليمة للتعامل معها؟
أيضًا، من السلوكيات المحيرة التي تمارسها، أنها تسألنا عن شيء معيّن، وتكون في الحقيقة تعرف الإجابة التي تتوقع سماعها منّا، وإن لم نقل الكلمة التي تريدها تحديدًا، تدخل في نوبة بكاء وصراخ، وبعد فترة من الإصرار والانفعال تقول لنا مثلاً: قولوا ثعلب، أو أي كلمة أخرى كانت تنتظرها، ويتكرر هذا النمط كثيرًا في مواقف مختلفة.
أرجو منكم إفادتنا بما ترونه مناسبًا، ونصيحتكم في كيفية فهم سلوكها والتعامل معه بشكل صحيح.