السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم على ما تقدّمونه للناس من مساعدة، وفقكم الله، وجزاكم عنا كل خير.
في البداية: أنا إنسان ابتلاني الله بالرهاب الاجتماعي -والحمد لله على كل حال-، وتعود أسباب ذلك إلى تسلّط والديَّ عليّ كثيرًا؛ حيث كانا يمنعان عني كل شيء، دون أن يُعطياني فرصة لاتخاذ القرار، أو للتجربة والاستفادة منها، وكل ذلك بدافع الخوف الزائد عليّ.
كما أنهما أرادا أن أكون مهندسًا، وبالفعل أصبحت كذلك، لكنني فقدت ثقتي بنفسي، وأُصبت برهاب شديد، وانعزلت بسببه عن الناس، حتى أصبحتُ أخاف الصعود إلى سطح المنزل، وكان ينتابني شعور بالخوف من التعرض للاختطاف كلما خرجت من البيت.
أنا أعيش في الريف، حيث المجتمع مغلق، والصغير دائمًا يُعد مخطئًا بحكم قلة خبرته، وقد تعرضت أيضًا للاستهزاء من بعض الطلاب أيام المدرسة، بسبب اجتهادي وثناء المعلمين عليّ؛ مما ولَّد لديهم الغيرة، واستمر هذا الوضع حتى دخلت الجامعة، وبدأت باستخدام الإنترنت، وهناك عرفت أنني مصاب بالرهاب الاجتماعي، فبدأت أبحث عن العلاج، وتوصلت إلى وجود علاجات سلوكية ودوائية.
استخدمت العلاج السلوكي، مثل تمارين الاسترخاء، ومواجهة المواقف، ولم أستخدم الأدوية في البداية، بسبب خوفي من آثارها الجانبية.
وقد تحسّنت حالتي تحسنًا ملحوظًا؛ فتخلصت من شعور العزلة، وأصبحت مؤمنًا بأنني قادر على مواجهة المواقف الاجتماعية، كحضور المناسبات، وأصبحت أرى نفسي كأي إنسان، لا أقل من أحد، ورغم هذا التحسُّن، فقد توقفت عن تمارين الاسترخاء بعد فترة بسبب صعوبتها، لكنني واصلت تدريبات المواجهة.
ولا أخفيكم أنني تعرضت لمواقف محرجة كثيرة، تمنيت في بعضها أنني لم أُولد، خاصةً عند التحدُّث أمام الناس أو إلقاء محاضرة.
أما الآن -فالحمد لله- فقد تحسَّنتُ كثيرًا، وأصبحتُ أخرج وأمارس حياتي بشكل أفضل، ولدي طموح كبيرٍ للنجاح، وأنا أعمل حاليًا مهندسًا في شركة كبرى، وعلاقاتي بزملائي ممتازة.
ومع ذلك ما زلت أعاني من أعراض الرهاب، مثل: احمرار الوجه -خاصةً أن بشرتي بيضاء جدًّا-، وتسارع ضربات القلب، ومغص شديد في المعدة، وتلعثم، وأحيانًا رجفة في الأطراف، وارتباك عند التحدث أمام كبار السن، أو عند إلقاء محاضرة، أو في مقابلات العمل، أو عند الحديث مع البنات، أو عند إبداء رأيي أمام مجموعة من الناس، وكذلك التردد في اتخاذ القرار؛ حيث إن آراء الناس تؤثر فيّ كثيرًا.
أنا الآن على يقين بأن العلاج السلوكي والمواجهة مفيدان وفعّالان، كما أدركت مؤخرًا أن الأدوية النفسية تُساعد على تخفيف الأعراض، وتمنح فرصة لإثبات الذات في المواقف التي نخاف منها؛ مما يساعد على بناء الثقة بالنفس، وإعادة برمجة العقل، ولا أنسى أهمية التوكل على الله، مع الأخذ بالأسباب، والدعاء، والصدقة.
الآن، أرغب في استخدام دواء السيروكسات، فهل هو آمن ومفيد لحالتي بإذن الله؟ علمًا بأن لدي وزنًا زائدًا، لكنني عازم على ممارسة الرياضة، وتنظيم الأكل لمعالجة ذلك، وهل يتوفر هذا الدواء في الأردن؟ وهل هو باهظ الثمن؟ وهل يُصرف بدون وصفة طبية؟ وما الطريقة المثلى لاستخدامه؟ وكيفية التوقف عنه في حالتي؟
شكرًا لكم، وبارك الله فيكم، وجزاكم عنا كل خير.