السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي بخصوص موضوع الزواج، أنا فتاة بعمر 32 سنة، وتقدم لي الكثير من الخطاب ولكن لم يحصل النصيب؛ وذلك لعدم راحتي لكل المواضيع، ولكن في الفترة الأخيرة تعرف عليّ شاب خلوق وذو مستوى علمي عال، وقد ارتحت له، ووجدت فيه جميع المواصفات الممتازة كزوج صالح، ولكن ظروفه المالية ضعيفة قليلاً؛ مما يمنعه من التقدم لخطبتي خلال هذه الفترة، ولكنه وعدني أنه في أقرب وقت سيتقدم لخطبتي، وأيضاً مقر إقامته تبعد عن المدينة في منطقة ريفية، وخلال هذه الفترة تقدم لي أكثر من خطيب، ولم أعطهم فرصة، كنت أرفض وبشدة، بالرغم من أنهم أناس جيدون على حد المسموع.

سؤالي: كيف أتصرف مع عائلتي في موضوع الشاب الذي أرضى به زوجاً؟ وكيف أقنعهم به وبمقر إقامته؟ وكيف أريح نفسي من كثرة التفكير بهذا الموضوع لأنه لم يخطبني بعد.

ولكم مني جزيل الشكر، وبارك الله فيكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مفيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

خير البر عاجله، وميل الفتاة إلى صاحب الدين والخلق ورضاها به أهم أسباب النجاح في الحياة الزوجية بعد توفيق ربنا الفتاح، ومن هنا فنحن ننصح الشاب بالتقدم رسمياً حتى تتضح الأمور وتتمكني من إقناع أسرتك، وإذا كان لا يستطيع التقدم فنحن لا ننصح برفض الخطاب الجيدين؛ لكون الخاطب الريفي لا تعرفين وجهة نظر أهلك فيه.

لا شك أن الشرع يجعل الأساس رأي الفتاة والشاب، وليس لأحد التدخل أو الرفض إلا إذا كان هناك خلل في الدين، ومع ذلك فنحن نتمنى أن ترضى الأسرة بالخاطب وترتاح إليه، ففي ذلك عون لك على القيام بواجباتك تجاه أسرتك وتجاه زوجك مستقبلاً، أما أن تظلي في انتظار تحسن ظروف الشاب، وأنت غير متأكدة من موافقة أهلك ومساندتهم لك، فأحسب أن في هذا تضييعا للوقت وتفويتا للفرض.

لا يخفى عليك أن كل الأمور تبنى على تقدم الشاب الذي نتمنى أن يحضر أهله ليحصل التعارف والتآلف، ويمكن بعد ذلك مناقشة الأمور الأخرى.

أرجو أن يعلم الجميع أن في أهل الأرياف خير كثير، وإذا كانوا متعلمين فإنهم يكونون قد جمعوا بين خيرات الحضارة وخبرات الأرياف والبوادي، ومن السهل على ابن الريف الاعتياد على المدينة، ولا أظن أن الفرق كبير في زماننا الذي أصحب فيه العالم قرية، بل شاشة واحدة.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وعليك بالاستخارة ثم بمشاورة العقلاء من محارمك أهل الخبرة والدراية.
وبالله التوفيق والسداد.