السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشعر أحياناً وكأن شخصاً يعصر قلبي بقبضته، ويصاحب هذا الشعور ضيق بسيط في التنفس! لا أعرف ما السبب، أرجو أن تساعدوني، ولكم جزيل الشكر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشعر أحياناً وكأن شخصاً يعصر قلبي بقبضته، ويصاحب هذا الشعور ضيق بسيط في التنفس! لا أعرف ما السبب، أرجو أن تساعدوني، ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رندا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الشعور بالضيق، وكذلك الشعور كأن شيئاً يعصر على القلب، وأقصد بذلك الشعور بالضغط العصبي الذي يعاني منه البعض في القفص الصدري، وأعتقد هذا هو الذي قصدته، فالشعور بالكتمة أو الضيقة، أو كأن جسماً صلباً يضغط على الإنسان، وكذلك الشعور بالضيق في التنفس، والبعض يشعر بغصة في الحلق، هذا ناتج من انقباضات عضلية، وهذه الانقباضات العضلية تكون ناتجة من قلق نفسي بسيط.
الصدر والرأس وأسفل الظهر، وكذلك القولون، هي أكثر الأماكن في الجسم التي لها انقباضات عضلية، وهذه الانقباضات والانشداد العضلي تكون معبرة عن درجة بسيطة من القلق النفسي.
هذه الحالة -أيتها الفاضلة الكريمة- ليست حالة خطيرة، وهي شائعة ومنتشرة، وأنا لا أرى أي سبب عضوي لها، فعمرك الحمد لله تعالى ليس هو العمر الذي نشاهد فيه الحالات العضوية التي ربما تعطي أعراضاً مشابهة.
بالطبع سيكون من الأمثل أن تقابلي الطبيبة لإجراء فحص سريري عام، وكذلك لعمل بعض الفحوصات الخاصة بمستوى الدم والكرويات البيضاء، فهذه مجرد فحوصات روتينية إذا استطعت أن تقومي بها، هذا سوف يكون أمراً مطمئناً بالنسبة لك، ومن ناحيتي أقول لك: إن العامل النفسي هو العامل الأساسي.
إن شاء الله بعد أن تكون الفحوصات سليمة، أريد منك أن تتناولي دواءً مضاداً للقلق ويعرف عنه فعاليته الممتازة، الدواء يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي هو (فلوبنتكسول)، وهو متوفر في الصيدليات ولا يتطلب وصفة طبية، يمكنك أن تبدئي في تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناوليها يومياً في المساء لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة صباحاً وحبة مساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة صباحاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.
الدواء دواء سليم وسوف يساعدك كثيراً، وبجانب الدواء هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة ومفيدة جدّاً، ولتطبيقها:
1) اجلسي على كرسي مريح أو اضطجعي على سرير في غرفة هادئة وليس به ضوضاء وليس به إضاءة ساطعة.
2) تأملي في حدث سعيد وجميل حدث لك.
3) أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلاً وضعي يديك على ركبتيك.
4) بعد ذلك خذي نفساً عميقاً عن طريق الأنف، ولابد أن يؤخذ ببطء شديد أيضاً.
5) اقبضي على الهواء في صدرك لمدة قصيرة ثم أخرجيه بقوة وبطء شديد عن طريق الفم.
إذن هنالك شهيق وزفير، ولكن من نوع خاص، حيث إنه من الضروري أن يكون هنالك قوة وضغط وبطء في عملية التنفس.
كرري هذا التمرين خمس مرات متوالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجدي أن فيه فائدة كبيرة جدّاً.
هذه هي النصائح الأساسية التي أود أن أوجهها لك، وعليك أيضاً أن تركزي على دراستك، وتنظمي وقتك بصورة صحيحة، فكثير يكون القلق ناتجاً من افتقاد الفعالية أو عدم القدرة على الإنجاز والتي تأتي دائماً من التكاسل والتباطؤ وسوء استخدام الوقت.
إذن جودة استخدام الوقت سوف تحسن من فعاليتك، سوف تجعلك إن شاء الله تحسين بالرضا والانشراح، وهذا سوف يزيل عنك هذه التوترات العضلية التي تظهر في شكل ضيق وانقباض في الصدر.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.