السؤال
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم.
الدكتور الفاضل محمد عبد العليم: السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته.
لقد أسعدني كثيراً ردك على سؤالي، فذلك عنى لي الكثير، وهو ما شجعني على كتابة المداخلة التالية لجنابك، وأعتقد أنها المداخلة الأخيرة لي بعد أن أيقنت أن لا حل لمشكلتي, على الأقل بهذه الدنيا، والتي يشهد الله علي - وهو أعلم بالنفوس - بأني لم أذق طعم السعادة فيها إلا مرات معدودات.
ما وددت التعليق به على جوابك السابق لي مشكوراً، هو التالي: يقول الإمام الشافعي - رحمة الله عليه - :
خبت نار نفسي باشتعال مفارقي *** وأظـلـم ليلي إذ أضـاء شـهـابـهــا
أيا بومةً قد عشعشت فوق هامتي *** على الرغم مني لما طار غرابـهـا
رأيـت خـراب الـعـمـر مـني فـزرتني *** ومأواك من كـل الـديـار خــرابــهـا
أأنـعـمُ عـيشاً بـعـدما حـل عارضي *** طلائع شيبِ ليس يغني خضابها
إذا اصـفـر لـون الـمرء وابيض شعره *** تـنـغـص مـن أيـامـه مـسـتطـابها
يبدو يا أخي الفاضل أن هناك أناساً قُدر لهم أن يعيشوا بائسين ويموتوا وحدهم، ويبدو أنني واحد منهم
فيا صديقي كلُ شيء بقضاء *** ما بأيدينا خُلقنا تعساء
أتدري بم أواسي نفسي هذه الأيام؟ بأنني في قعر الهاوية ولا أترك مناسبة إلا واحتقرت فيها ذاتي، فعندما أفعل ذلك أشعر بتحسن، أعلم أنك ستستغرب من رسالتي هذه وكيف جنحت فيها عن الموضوع الأساسي، ولكن اعذر جنوني، فالمجنون لا حرج عليه.
وفقكم الله لما فيه خير العباد، ولا تنسني من صالح دعائك.