السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شخص ولدت في هذا الزمن المليء بالأحقاد والضوضاء، كنت شخصاً غير عادي في طفولتي، كنت أحب الإسلام وديني حباً يصل لدرجة أني كنت أتمنى أني أفديه بروحي، وولد معي حلم وهو أني في يوم من الأيام سأكون شخصاً يقود الأمة إلى النصر، ويجعل من أمة الإسلام أقوى الأمم، وأجعل من الإسلام عملاقاً والباقي حشرات، ولكن عندما كبرت انصدمت بالواقع وبالذات عندما دخلت الكلية التي لم أرغب بها وهي كلية الحقوق، ولكني رضيت بقضاء الله، وفي السنة الأولى لم أكن متفوقاً بسبب عدم رغبتي فيها، بل كنت أرغب بكلية العلوم، فهي كانت حلمي، ولكن السنة الثانية تفوقت بتقديرٍ جيد جداً والثالثة أيضاً.
لاحظت منذ ذلك الوقت حقد أبي الذي لم يسعد بتفوقي، لدرجة أنه كان يصبح عنده الضغط مرتفعاً لدرجة النزف، فهو يتمنى عدم وصولي لأي منصب؛ لأن أباه الذي ما زال حياً الآن قال له: إن أولادك عندما يكبرون ويصلون إلى أي منصب لن ينفعوك، فأبي يخشى أن أصل لأي شيء خوفاً من أني لن أعرفه وأجهله بعد ذلك، وكان يفرح فرحاً شديداً عندما أفشل في التقديم لأي وظيفة، وعندما تخرجت من الكلية بتقدير جيد جداً قمت بالتقديم بالكلية الحربية، وعندما لم يتم اختياري فرح فرحاً شديداً، فهو يحقد علي حقداً شديداً، لماذا؟ لا أعلم! ولاحظت أمي ذلك أيضاً وأخي، أي أني لست واهماً، فهو يفترض السوء، ويتمنى عدم نجاحي إرضاءً لأبيه وأخيه أيضاً، وليس أبي أيضاً الذي يخشى أن أفلح، فعندما قمت بالتقديم للنيابة العامة لاحظت أيضاً خالي الذي بدلاً من أن يدعو لي بالقبول ويشد عزمي وجدته يحبطني ويقول لي إنهم لن يقبلوني.
لماذا تلك الأحقاد؟ وماذا أفعل؟ وصل بي الأمر أني كرهت أبي، فهو يفترض السوء، والله عز وجل قال في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرًا فله وإن ظن شرًا فله) ولله خير الأمثال وأعزها، ولذلك طالما أبي يفترض ذلك فسينال ما يظنه به، وأقسم بالله لن أتراجع عن ذلك، فهل أنا على صواب في ذلك؟