السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الإخوة الأعزاء في موقع إسلام ويب، تحية طيبة وبعد:
منذ أشهر وأنا أتابع موقعكم المفيد، أدعو الله تعالى أن يوفقكم وينور دربكم، لما تقدمونه من حلول واستشارات وفتاوى.
هنالك موضوع يشغلني كثيراً، ويعكر علي صفو حياتي، ويجعلني دائماً في حيرة، ولا أخفيكم سراً أنني أصبحت أتمنى الموت من هول هذا الموضوع!
أنا شاب خطبت مؤخراً بنتاً مؤدبة مجتهدة، وعلى قدر من الجمال، قبل إبلاغ أصدقائي وأقربائي عن الموضوع بشكل رسمي، كنت مع صديق لي، وإذ به يتحدث عن والد الفتاة بأنه سمع عنه أنه يلعب بحسابات المركز الذي يشتغل به، علماً بأنه يشتغل بوظيفتين.
أنا دافعت عنه، ليس لأني متأكد، بل لأن الناس في بلدتي يتكلمون عن بعضهم كثيراً، صديقي بدأ يبرهن ويثبت صحة قوله، وقال لي: إن هذا الكلام سمعه من الناس، حتى إنهم يقولون: إن أبا هذه الفتاة يريد أن يزوج ابنه الكبير، وهو لا يعمل (خريج جديد)، ولن ينقص من عرسه شيء.
لست أدري لم لا آخذ بكلام صديقي، ربما لأني لا أحب الحديث عن الناس، وأيضاً كنت غير معني بتصديقه، كوني كنت مصمماً على الخطبة من هذه الفتاة بدرجة كبير جداً،فلم أعره اهتماماً.
أنا صراحة انزعجت كثيراً، لا سيما أنني كنت قد حسمت أمري بالنسبة للفتاة بشكل نهائي، وبعدها بيومين فتحت الموضوع لصديقي، وبارك لي ونصحني بالبنت كثيراً، وقال: انس كلام الناس لأنهم تكلموا كثيراً، وهو يعرف البنت جيداً من حيث الأدب والأخلاق.
وقد حصل النصيب، وخطبت الفتاة على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، بعدها اندمجت مع خطيبتي، وتعرفت أكثر إلى أهلها، كلهم ملتزمون ويصلون كل الصلوات، ويقرؤون القرآن، وحتى أبو البنت سأل عني إذا كنت أصلي أم لا؟! قبل أن يصير نصيب.
أنا أصلي، ولكن بشكل متقطع، أنا أعترف بتقصيري، وبعد أن خطبت صرت ألتزم أكثر بالصلاة، ودائماً تحثني خطيبتي على الصلاة، وبعد فترة من الزمن وبطريقة أو بأخرى ذكر اسم والد خطيبتي في جلسة، وقيل عنه إنه يلعب بالحسابات!
علماً بأن هذا الشخص قريب منه في العمل، وهو مصدر ثقة هنا، أنا صعقت، ومن يومها تأكد كلام صديقي، لم أعرف ماذا أفعل؟! هل أصارحه أم أصارح أمها أم هي؟ كان هذا الكلام بعد الخطبة بشهرين، ومنذ ذلك الوقت إلى غاية اليوم وأنا لم أفعل شيئاً سوى أني ازددت حيرة، وأدعو الله أن يكون هذا الكلام غير صحيح، وأن يهديه.
أرجو منكم أن تساعدوني في هذا الموقف الشديد، سيما أنه يتعلق بالحرام، وأنا -والحمد لله- لم آكل أو آخذ شيئاً بالحرام في حياتي أبداً، وأنا أخاف ربي كثيراً، وأيضاً أعيش في بلدة سمعتي فيها أنا وعائلتي ممتازة جداً، والكل يحترمنا ونحترم الكل.
أسئلة كثيرة تدور في خاطري: ماذا أفعل في حال كان ما قيل عنه صحيحاً؟
أنا أعلم أن خطيبتي لا ذنب لها مطلقاً، ولكن كيف لي بعد الزواج أن تذهب عند أهلها وتأكل الحرام؟
أنا أيضاً كيف آكل الحرام، وأنا أعلم أنه حرام؟ إلى أي حد سأظل أحتمل كلام الناس وتلميحاتهم؟ ماذا إن قال لي أحدهم في يوم من الأيام إن صهرك هو حرامي، ويأكل الحرام؟ هل أصارحهم وأقول لهم الحقيقة؟ حتماً سينكر، ولن تصدقني خطيبتي وأمها أبداً، كونه يصلي ويقرأ القرآن وحاجاً لبيت الله.
آمل أني قد أوصلت الموقف بطريقة كاملة، راجياً منكم مساعدتي بأقصر وقت ممكن، فأنا أعيش في حالة لا أحسد عليها، حتى إنه أصبحت تأتيني كوابيس، منها أني مرة رأيت أبي بعد خلاف وصياح يقول لي: اترك الفتاة، وسأزوجك من جديد، والبارح حلمت أن أحدهم يقول لي إن شخصاً قال له: إني أنا ذو خلق، وبدأ يمدحني ويذكر صفاتي، فكيف له أن يناسب هذا الرجل الحرامي؟
فكري مشغول كثيراً، حتى إن سعادتي في الحياة قلت بشكل كبير، ولم يعد شيء يفرحني، حتى إن أدائي في العمل أصبح سيئاً، وأصبحت قليل التركيز، علماً بأن زواجنا سيكون بعد أربعة أشهر –إن شاء الله-.
مع جزيل الشكر والامتنان لكم، وبارك الله فيكم.