السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في العشرين من عمري، أعاني من اكتئاب بسبب اضطراب في الموصلات العصبية على حد وصف طبيبي الخاص، أتناول من العقاقير ديباكين كرونو، وفافرين، واولابكس، والمشكلة في أن كل هذه العقاقير كانت تتسبب في نومي في المحاضرات، مما يعرضني لألسنة أساتذتي التي لا ترحم، وعطلتني كثيراً عن أداء مهامي، وخصوصا أني أعمل بجانب الدراسة.
ولهذا توقفت عن الدواء بشكل تدريجي؛ حيث أنني وجدت أنه لا يجدي نفعاً، على الرغم من أني استمررت في تناوله لمده 3 أشهر، حيث إن الإحساس بالفشل والإحباط والكآبة المستمرة لم يتلاش، وتطور الأمر معي حتى عاودتني ميولي الانتحارية.
أنا غير راض عن كليتي، ولا عن قسمي، ولا عن أساتذتي، بداخلي طاقه تحرقني في اليوم ألف مرة، حتى أنني أتعمد إيذاء نفسي، وأقضم أظافر يدي وقدمي حتى تدمي، أو أنزعها تماما بأسناني، وكذلك أنا دائم العض على أناملي وشفتي، ولا أشعر أن لي مستقبلا، رغم أني في كليه التربية قسم اللغة الإنجليزية، ولكن تأتي علي أوقات تكون فيها خططي للحياة في أوجها، وآليات تنفيذها أيضا محددة، ولكن ما هي إلا أيام قليلة حتى أعود إلى حالتي، وفي أثناء هذه الحالة أشعر أن الأفكار كالرصاص في رأسي لا ترحمني، ولا أستطيع حتى أن أفند أياً منها ولا أن أحدد أبعادها، حتى أني أحيانا أشعر أني أريد الصراخ والجري بسرعة، فأنزل الشارع وأجري حتى تدمي قدماي.
وزني دائما في ازدياد، وتنتابني حالات من الشره في الطعام، وحالات أخرى لا أتناول الطعام أبداً طوال اليوم، وحالة الكآبة الداخلية التي تعتريني لا يمكنني التغلب عليها، مع العلم أني كانت لي تجربة انتحار سابقة حيث أنني شربت زجاجة بيتادين.
الحزن العميق داخلي يجعلني لا أستمتع بالحياة، مررت بتجربة إلحاد كنت فيها سيئ الأدب مع الله إلى أقصي حد، أنا أحمل مشاعر سلبية تجاه المجتمع والناس وحتى تجاه أقرب الناس إلي، فعلاقتي مع أبي سطحيه جدا، لا لشيء إلا لأنه لا يفهمني بسبب مستواه التعليمي، وبالنسبة لأمي فإن علاقتي بها عميقة لا لشيء، إلا لأنني لا أجد شخصا آخر يمكن أن أقاسمه ما أنا فيه.
أنا شارفت علي الجنون في هذه الأيام، وبما أنها إجازة أصبحت أتناول حبات العقاقير بشكل هستيري حتى أنام، فالألم النفسي داخلي، وتصارع الأفكار لا يجعلان للاستيقاظ معنى.
أكتب الشعر، ومقالات في الأدب والدين، والسياسة، ومثقف، وقارئ، ولدي مكتبة كبيرة، ومدونة، ولكن عقلي يحمل الكثير، ولا أستطيع إنتاج هذه الأفكار، وأصبحت فاقداً للقدرة علي القراءة بسبب ما أتعرض له من حالة تجعلني واهناً إلي درجة لا أستطيع حمل القلم فيها للكتابة.
آسف على الإطالة.